آداب

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الأربعاء 12/8/ 2009

 

الغراب

فاهم إيدام

لأنني أعطيتها الجهة اليُسرى،
لم تظهر في المرآة
العظمة الصغيرة في زاوية المنقار !
ولاالجناح المخضّب بالخرافات المضحكة،
ولاخاتم التجّار في الأصبع الثالث!

كانت الصورةُ أجمل ممّا تصوّرت،
فالجناح الصقيل السواد،
كمؤخّرة طفلٍ زنجيٍّ،
تحرّكتْ ريشاته الداخليّة بالظبط
عندما طرقَ صديقي الفشل
طرقَته الأولى على الباب.

****

: سأقودكم إلى الخير!
إلى الفراديس التي تَرتَع بها العاريات.
وستكونون أغبى من دجاج ( المصلحة)،
لأنّكم لن تحتاجوا الحِكمة ولا الشعر
في خِظَمّ الأمواج التي
بكثافة المنيّ للنعيم !

هكذا
قالَ الحمام الوديع في عاصِمة السلام!
أمّا أنا فاختصرتُ مقالي
ومضيتُ لحالي،
مخلّفاً تحتي الكوارث بمختلفِ أحجامها
مثل دكتاتورٍ منكبٍ على مُساواة الظلم.

مظيتُ لحالي،
بعد اختصار مقالي
الذي لن أبوحَ به.

****

طرقَ الفَشَلُ الطيّبُ طويلاً على الباب،
هدّد بأنه سيوقظ كلّ من ثاروا على وجه الأرض
ويرفع التلوّث البيئيّ الذي
أخرج السرطانات من مكامنها،
أزعَجَني احترامه المبالغ فيهِ للوقت
فعانَقتهُ وطرنا معاً.

في مدن الجنوب من بلاد البساتين
قَتَلَ العميان جميع الفراشاتِ المضيئة،
ونقلوا البساتين من على الأرض
إلى جدران المستشفيات.
وحين فَزِعتُ، وصاحبي،
وأطلقتُ صوتي ليَكتملَ اليباب،
متَصوّراً أنني بهذا قد حرّرتهم،
أصابَتني قشعريرة الشَفَقةِ التي بلا معنى
فانهارَ كلُّ شيء.
 

 يتبوري ـ حزيران ـ 2009
 


 

 

free web counter