آداب

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

السبت 11/10/ 2008



نصوص تبغي الحكمة
 

نجم خطاوي

خريف سويدي
الخريف السويدي العجيب
يا له من رسام عبقري
في شجرة واحدة عملاقة
جمع الأخضر والأصفر
الأحمر والداكن
لوحة خارقة
وسط متحف الطبيعة

رصاصة
العجوز السويدية كارين
فكرت في أشياء كثيرة
لكنها لم تفكر أبدا
إن كلبها العجوز مودي
سيخر يوما صريعا
وبرصاص الرحمة
ومن بندقية العائلة

شمس
أيتها الشمس العصية الغائبة
هل نلتقي يوما
عند عتبة داري
أول الصبح ؟
تبا لغيوم الشمال
الداكنة الكئيبة
تبا للظلام
يهبط في بطء
يحبس الروح

ثعالب

أسباب كثيرة
تدعو الثعالب
كي تعشق الليل
ومنها
ستره ذيولها
وكتمانه
ملامح مكرها
وأحلامها اللئيمة

قبلة
قبلته
وفي روحها
لهيب عشق خارق
وأنوثة ناعسة
قبلها
ورأسه فارغة
إلا من كرة قدم
وهدف رونالدو الأخير

فقر
من محاسن الفقر
قلة التفكير
راحة البال
وخفة الروح
من مساوئ الفقر
انعدام الحل
كثرة الوساوس
ووجع البطون

غزال جبلي
رصاصات الصياد
تلك التي قتلت صاحبه
كانت أكثر رأفة ورقة
من تلك التي
أدمت ساقه اليسار
وأرته طويلا
جرعات الموت

لقالق
كم نبيلة وأنيسة
تلك اللقالق
الهائلة البيض
حين تقدم أوائل الربيع
تقبل المدينة بأغانيها
وحين ترحل آخر الصيف
تحلق طويلا
حول فضاء المدينة
منشدة أغاني الوداع
كم نبيلة تلك اللقالق

ظلام
معاطف الصوف الثخينة
ربما تنفع
مع برد المدينة القارص
ونور ألاف المصابيح
لا يجدي نفعا
وهي تتلاشى غاطسة
وسط ظلامها الأسود

منتصف الليل
شموع النوافذ المضيئة
مصابيح دور الجيران
تصارع دون جدوى
ظلام الشارع الكئيب
نسمات ريح باردة
اجتازت نهر ايلفن
ومرت هادئة
فوق قمة رأسي
شجرة تفاح
جارتنا العجوز
تهدلت أغصانها
فوق قرميد
السطح الأحمر
سكون رهيب
خدشته
عربدة قطار جبار
مر سريعا كالسرطان

قط سويدي
في صباح عابر
في صف المدرسة
تلميذ الدرس الصغير
خرمشه جاره في الرحلة
في دفء البيت
طوال المساء
واسته القطة
ماسحة برأسها
أطراف قميصه

حدث مر
من أعلى سماوات الله
سقطت روحي كالنيزك
فوق رفوف شجرتك العامرة
ومرت السنون كالبرق
والنيزك ذاك
لا زال ينير
رفوف شجرتك العامرة

شجرتا ليلك
ربما نخسر يوما كل شيء
ربما نفقد
ظلال شجرة صفصافنا
ربما تتلاشى أحلامنا
وسط فراغ الساحة
ربما تخنقنا المصائر
ويفرقنا الحظ
لكنها وارفة تظل
شجرتا ألليلك الوردي
تلك التي شتلناها
هناك يوما

ضيوف العزاء
في صباح الأربعاء
في العاشرة صباحا بالتحديد
وسط قاعة الكنيسة العريضة
في التابوت المفتوح
تمدد الميت كالحجر
يستمعون لتعاويذ القس
وحكمه الربانية
وفي صمت كالمقابر
جلس الضيوف المعزين
بعد إشارة صاحب القديس
طافوا في بطء
حول الجثمان
حزانى باكين
في الثانية عشر
قرب القبر الكبير
تسوروا كجماعة
رموا باقات ورودهم
وبقايا تراب بارد
في الساعة الثانية تماما
جلسوا خلف الموائد
وسط فطائر اللحم اللذيذة
والقهوة المحلية
بين صخب الثرثرة
وبعض الضحك
وليس بعيدا
عن الجسد المسجى
هناك
تحت ثقل التراب

دواء الشعر
الناس تبلع أحزانها
تقتلها التخمة
الشعراء ينفخون في الريح
ينثرون أحزانهم كالرماد
ثم يغفون كالملائكة
مجدا للشعر
أعظم دواء
لأوجاع الروح
شكرا للشعر
لولاه
لكثر مجانين العالم

كارلستاد/السويد
8/10/2008
 

 

free web counter