الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الخميس 9/2/ 2012

 

ابراهيم الخياط لجريدة "المؤتمر":

قبر الجواهري لا يقل إدانة عن المقابر الجماعية لنظام صدام

هو شاعر مخلص لبيئته ولقضايا الانسان، بدأ الكتابة في الثمانينات، نشر قصائده  في الصحف والدوريات انذاك، له مجموعة شعرية بعنوان (جمهورية البرتقال) صدرت عام 2007، وهي اصدار مشترك  عن وزارة الثقافة واتحاد الادباء، يشغل حاليا منصب المتحدث الرسمي بإسم الاتحاد العام  للادباء والكتاب في العراق.

يعمل بصمت، ولا يتحدث الا قليلا، ولكثرة انشغاله من الصعب الحصول على فسحة من الوقت لاجراء حوار معه، لكن (فضاءات ثقافية/ جريدة المؤتمر) التقطته من مشاغله في حوار شمل تجربته الشعرية ومسؤوليته في اتحاد الادباء وهموم ثقافية اخرى.

 حاوره/ احمد الثائر:

·       انت مخلص لبيئتك ومنها تنطلق مخاطبا الانسان في كل مكان منتصراً لقضاياه المصيرية، كيف أسست لجمهورية البرتقال؟

ـ انا اخترت عنوان المجموعة من عنوان احدى قصائدها، هذا الجانب الخاص، اما الجانب العام للمشروع الشعري فاني  تعلمت بأن الشاعر يمكن ان يكون كبيراً كلما كان معبرا عن منزله الاول، وهذا المنزل قد يكون بيتا او مدينة او قرية. وانا اردت ان استدرك على الناقد الكبير الراحل عبد الجبار البصري اذ قال ان شعراء ديالى يقطعون التذاكر في الدرجة الاولى من قطار الشعرية العراقية ولكنهم لا يلبثون بعد حين الا ويستأنسون الجلوس في العربات الخلفية.

اقول: احاول ان استدرك على الناقد البصري واحاول ان اثبت بطلان زعمه، وهذا هو نضالي الشعري.

·       في خضم الاحداث المؤلمة التي مرت بها البلاد من الدكتاتورية الى الاحتلال الى الحرية، هل استطاع الشعر ان يؤسس لنفسه حضوراً لدى الجمهور، أقصد هل الشاعر الان هو فعال؟

ـ نعم بالتأكيد أستاذ أحمد، أولا لأن من البيان لسحرا ثم ان الشاعر هو من الوجوه الاجتماعية البارزة وكلما كان الانسان وجها اجتماعياً بارزاً كان تأثيره اكبر واقوى ولكن هذا (الاكبر والاقوى) سيف ذو حدين، اذ قد يقتل الذوق والذائقة ويخرب الجمال وهنا يتحول الشاعر الى مرتزق وان كان لا يتعاطى مالاً، أو يكون ملتزما قضايا ناسه ويكون صوتاً لهمومهم وآمالهم.

·       بعد التغييب الذي مورس بحق المبدعين في عهد الطاغية، ما الذي يجعل المثقف في الخطوط الخلفية؟

ـ هنا المشكلة ليست في المثقف بل المشكلة في السياسي غير المثقف.

·        ثمة نقاد يتجاهلون المنجز الشباب، ويتعكزون على اسماء كبيرة، من ينصف الشباب؟

ـ في اتحاد الادباء (مثلا) يوجد ناد للشعر ومهمته الاصلية هي رعاية المواهب واحتضانها وصقلها وتقديمها والتعريف بها، ووضعها على السكة، ولاننسى بأن لكل جيل شعري نقاده ايضا من الجيل نفسه.

·       كنت معارضا في زمن السلطة البائدة من خلال قصائدك ولديك ايديولوجية نضالية، ما الذي تغير في قصائدك الان؟

ـ اذا كان الشاعر شعاراتيا فيمكن ان يتغير ما يسميه هو (شعراً) لان البيانات السياسية تتغير وفق الظروف وكذلك البيانات الشعرية، اما اذا كان الشاعر شاعرا بحق فسيكون أرقى بشعره اذا ما كان ملتزما فكريا شرط ان لا تتسرب افكاره المؤدلجة بين ابيات قصائده، وهكذا نرى الجواهري وكوران وحمزاتوف ولوركا وايلوار، فمن نراهم ينفعون الناس يمكثون في الارض اما اهل البيانات فهم الزبد الذي يذهب جفاءً.

·       وصفت مهرجان الجواهري بـ (الغصة)، لماذا؟

ـ ذلك لانه وان نجح اتحاد الادباء في عقده واكمال مستلزماته ودعواته وجلساته حتى بيانه الختامي ولكن.. لم تبادرأية جهة حكومية أوغير حكومية الى دعم المهرجان (فعليا)، سوى خمسة ملايين دينار أتتنا دعما من سماحة السيد حسين اسماعيل الصدر، أما الوعود فهي كثيرة ولكن حتى الان ونحن في مساء 26/12/2011 لم يأتنا درهم واحد دعما للمهرجان.

فالغصة في العائق المالي لشاعر قالت العرب انه (شاعر العرب الاكبر)، وله تمثالان في كردستان.

·       الى اي مدى سحبك العمل الاداري من منطقة الابداع؟

ـ إنها استراحة شاعر.

·       شاعر كبير مثل الجواهري، على الدولة الاهتمام به بشكل اكبر، بحيث يصبح مهرجانه عالمياً، لماذا هذا الظلم المتجدد على الجواهري؟

ـ ان ساستنا، اليوم، الذين لايعرفون أن يختاروا وزيراً للثقافة ليس بغريب عليهم ان يتجاهلوا بل ان يعادوا الجواهري واتحاد الجواهري.

·       هناك دعوات لعودة رفات الجواهري.. هل انت مع هذه الدعوات؟

ـ أطرح هنا رأيي الشخصي وليس رأي الاتحاد.. أنا مع بقاء رفاته في دمشق لسبب بسيط وهو ان بقاء الرفات يدل على تاريخ الوفاة ويطرح اسئلة الوفاة.. لماذا دفن هنا؟ وكيف كانت الحالة السياسية في البلد؟ ولماذا لم ينقل رفاته الى بغداد؟ ووو.. والكثير من الاسئلة، أي ان قبر الجواهري في دمشق لا يقل عن المقابر الجماعية إدانة لنظام صدام، ولذلك لست مع ازالة آثار الاستبداد والقمع والظلم، وقبر الجواهري اثر من هذه الاثار، ثم اننا لدينا أسوات حسنات، فقبر الامام الرضا في ايران دلالة على العصر والخليفة والوضع السياسي والعهد السياسي والصراع، ومنطقة الحق ومنطقة الباطل، ومنطق الحكم والمعارضة، ثم والسؤال الكبير: لماذا دفن هناك؟

free web counter