الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الأحد 9/11/ 2008



الدايني سلمان يحلق في الينابيع الجنان

نعمة السوداني - هولندا

في التقديم الجميل والساحر الذي عرضه المبدع سلمان الدايني ابو شرارة عن تاريخ الاغنية العراقية ومكوناتها كمادة ارشيفية لابد من الاشارة والحديث عن تلك الامكانات والطاقات الخلاقة التي يتمتع بها وهو يقدم امسيات جميلة متلونه معتمدا فيهاعلى جهده الفردي الكبير وهو يجمع مادة مهمة عن الغناء العراقي ومكوناته . جاهدا ان تصب جهوده في خدمة الارشيف العراقي المختلف الالوان وكذلك ليرفد الحركة الفنية بالمعلومات ذات القيمة العالية من الناحية - الارشيفية - لكي تثبت للاجيال القادمة خوفا على تلك المعلومة ان تنسى .

حاول المبدع سلمان الدايني بروح الفنان المتفاني ان يستعرض ارشيفه الفني المتميز بجهود مثابر بالبحث عن الموسيقى العراقية بما فيها من - الطور الغنائي - والكلمة الشعرية - والاصوات العذبة - الى اخر ما يتعلق في تكوينات الاغنية العراقية ومحيطها الاجتماعي وعوامل اخرى .

ان الارشيف هو تسجيل لذاكرة الشعوب الجمعية وهو ايضا زيارة ميدانية مستمرة للتاريخ والقيام بتدوين وجمع وتسجيل احداثه الفنية وما تحيط به من تطورات على مستوى البنية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بشكل (منتظم ومحايد ) وهذا ماعمل عليه الارشيفي المبدع سلمان الدايني .

ان الخوض في مثل هذا المجال يعني لابد أن تكون هناك ( ادوات وعدة ومبادئ للعمل ) يستند عليها الباحث في مثل هكذا عمل لكي تجعله ان يصل الى معلومته التي يريدها بالبحث عنها بسهولة . ولا ننسى الجهد الكبير الذي يبذله في ذلك. و كما فعل الدايني بتقديمه لهذا السفر الجميل الممتع من الغناء العراقي على مدى 6 حلقات فنية فيها من الحلاوة وعذب الكلام . حلق فيها في عوالم مختلفة واجواء متميزة في عالم الاغنية العراقية ,ذلك الكائن الجميل الذي يسكن فينا . استعرض الاغنية باصوات عذبة وموسيقى خالدة في الذاكرة العراقية وارمى على مسامعنا اسماء كبيرة ومؤثرة من - شعراء وملحنين - لهم بصمه واضحة على تاريخ الاغنية العراقية .

كان تحليقه في سماء جنوب العراق بين اهواره وقصباته وعذاباته . فارشا اجنحته نحو الشمال والشرق والغرب مرفرفا باشرطته الموسيقية المليئة بغناء الفرح والحزن والرقص الى اخر التوصيفات وليستقر فينا في بغداد وهي القلب النابض في سماء الاغنية المدنية الحديثة لما لها من خصائص فنية جميله .

الفنان المبدع سلمان الدايني عرف كيف يستخدم مادته وبثقة عالية كان يتنقل من مكان وزمان الى اخرو بشخصياته المتعددة ( نساءا ورجالا من الفنانين ) عبر قنواة الاتصال التي بثها علينا . تسجيلاته الصوتية . لقد جمعت العدد الكبيرمن الاسماء الفنية و بما تحمل من تفاصيل متنوعة . ولا يفوتني ان أذكر بانه ذكر وبالتفاته كريمة - تحسب له - على ذكر اسماء الشعراء - شعراء الاغنية المنسيين - في مراحل تأسيس الاغنية العراقية التي تحدث عنها .

ومع الاشرطة الغنائية التي وضعها امامنا كان قد اضاف عليها نكهة خاصة وطراوة في عذب الكلام . ففي طريقة تقديمه اللذيذة وهو يتصفح لنا تاريخ الاغنية بتأني عا ل وبذوق جميل وحس مرهف ليقول لنا ان الاغنية هي تاريخ وعلاقة مع الانسان وهي تهدف الى الترويح عن النفس وتحقق التوازن . لذلك اصبحت ركنا مهما في ثقافة الشعوب .

كانت محطات الدايني ابو شرارة ( الارشيفيه ) سخية ومليئة في العطاء مزدحمة باسماء سطعت في سماء الاغنية العراقية ارتبطت بذاكرة الانسان العراقي . أسست للاغنية العراقية . جاء هذا السفر الجميل من خلال ما يتمتع به من ملكة في التذوق والجمال الفني . فقد اثرى مادته التي جمعها بشكل يستحق الثناء عليها وكان جليا وواضحا في اهتماماته الفنية المتعددة . واثبت لنا القدرة على امكانية الدخول في عالم ( الارشيف الصعب )والمهم وهو يحمل في طيات روحه الجميلة من الصبر والتأني .

هناك قول لابد منه . حتى لو كان المبدع سلمان الدايني لم يد رس الموسيقى . لكنه يمتلك ادوات فنية تحمل صفات الباحث في ميدان ( الارشيف ) كما اسلفت سابقا فالمادة كبيرة جدا , قدمها في تسجيلات تتضمن - موزائيك - في تفاصيل الاغنية العراقية سلمان يتمتع بذائقة وحس فني عذب تجعل منه يعرف كيف يختار بحيادية عالية وتامة .

ولو كانت هناك ارباكات او هفوات في طريقة عمله او كيفية التنسيق في طريقة عمله وهو يعترف في كل امسية بتواضع مؤدب رائع ( غير قافز على الواقع ) بسيط ممتلئ بثقة عالية ليقول : اني لست بباحث !! ولكني فقط احاول ان أثير اصحاب الشأن في ذلك !! من اجل الاهتمام في ارشفة الغناء العراقي.

سلمت ياسلمان . الحقيقة تقال : أفرحتنا كثيرا واسعدتنا وايضا لامست احزاننا ونحن نرحل معك في تجوال الاغنية العراقية الى كل بقاع الوطن الجريح ....لقد شنفت آذاننا للسماع تكرارا ومرارا في هذا السفر الجميل .

كنت اتمنى على الينابيع العراقية المتألقة دوما في تقديم ماهو جديد لخدمة الثقافة العراقية بان يصار الى الاتصال بفنانين عراقيين لهم لمسات فنية واثر بالغ في ( مقام ) الاغنية واقصد المكانة - للحضور - في مثل هذه الامسيات التي ارشفت لنا ما قد نسته الذاكرة ليضيفوا ملاحظاتهم الجليلة وتصحيح ما يفلت من الخطاء لتصبح المعلومة حقيقية مؤكدة , لكونهم لازالوا احياء وهم شهود على المراحل التي مرت فيها الاغنية العراقية تبعا لظروف الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية المعقدة التي عاشوا فيها . اقصد هنا امثال الفنان حميد البصري والفنانة شوقية والفنان المختفي قحطان العطار الفنانه انوار عبد الوهاب والفنان سامي كمال والفنان طالب غالي وايضا الفنان كوكب حمزة والفنان جعفر حسن واسماء عديدة لمعت في سماء الاغنية العراقية.

 

free web counter