الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الثلاثاء 9/11/ 2010

 

تكريم سندباد الكورد " بدل رفو مزوري "
عزف على أنغام الروح

د.عايده بدر *

عايده بدر: ترجماتك قربت إلى ذهني صورة واقعية عن بلادكم الجميلة.

عندما يكون الحديث عن المسيرة الحضارية لأمة ما و خاصة في الأدب و الثقافة فلابد و أن يتطرق الحديث إلى مبدعيها ...و عندما نختص بحديثنا الأدب الكوردي فلابد و أن يمتد حديثنا ليس فقط للأدباء المبدعين بل ليشمل أيضا من قاموا بخدمة هذا الأدب و تعريف العالم سواء العربي أو العالم الخارجي به فسيكون الحديث هنا بلا شك عن سفير الكلمة الكوردية " بدل رفو مزوري"

شخصيا سنحت لي فرصة التعرف إلى الأديب العراقي الكوردي " بدل رفو مزوري " عن طريق ترجمات من الشعر الكوردي قرأتها منشورة له في أحد المواقع و لما قام مشكورا فيما بعد باطلاعي على موقعه وجدت كثيرا من قليل نعرفه كـ قراء عرب عن هذا الأدب الراقي ، و لما كان اهتمامي منصبا على الآداب المترجمة بحكم عملي و شغفي بمعرفة آداب الآخر ... فقد حرصت على تتبع الترجمات التي تقدم للآداب الشرقية لإيماني التام أن تلك الحضارات الضاربة في عمق الوجود امتدادا قد شكلت منذ فجر التاريخ نموذجا فريدا لأقدم الحضارات الإنسانية التي خاطبت عقل و روح الإنسانية و عبرت عنها بقوة منذ هبط الإنسان الأرض و بدأ تشكيل أول خطواته على أديمها.

يعد الأدب الكوردي من الأداب الشرقية العريقة و التي مع الأسف لم تنل حظها من الشهرة التي تستحقها على مستوى الثقافة العربية وربما تحضرنا هنا بعض اسماء شهيرة كالشاعر الكبير " بلند حيدري/ت.1996م" و الذي عرف على صعيد الأدب العربي في ستينيات القرن الماضي و اشتهر بتدوينه لأشعاره باللغة العربية فنقل لنا ثقافة حضارته الضاربة في القدم بلغتنا العربية فاقترب كثيرا من القارىء العربي ..
لكننا لا نستطيع أن نغفل عن أن عامل اختلاف اللغة القائم بين العربية و الكوردية - رغم التجاور الجغرافي منذ أزمنة بعيدة –قد حال دون انتشار الأدب الكوردي المدون بلغته الأصلية و لا نستطيع كذلك أن نتغافل عن ذكر ما تعرضت له هذه المنطقة من ضغوط سياسية و تاريخية قديما و حديثا ليشكلا مع غيرها من الأسباب عاملا هاما في انحسار هذا الأدب و بقائه محليا في منطقته و بين المتحدثين بلغته .

لما كان تعدد اللغات و اللهجات هو أمر قائم بين البشر و تعددت الثقافات تبعا لذلك فقد كانت الترجمة هي الوسيلة المثلى للتبادل اللغوي الثقافي حيث عملت الترجمة على إزالة عائق اختلاف اللغة الذي يقف أحيانا قائما في أن تصل إلينا ثقافة الآخر ... و هنا حين تبتعد الثقافة الكوردية عن القارىء العربي البعيد جغرافيا يجب أن تبرز أهمية الترجمة من و إلى اللغتين العربية و الكوردية بصورة اكبر لذا جاء سعي و جهد أدباء و مترجمين أمثال الأديب و المترجم " بدل رفو مزوري " الملقب بـ " سندباد الكورد " سعيا محمودا له بل و منشودا إذا جاز لنا هذا القول.

أدرك ذلك السندباد أن على من يسعى لبناء جسر ثقافي تواصلي بين أدب قومه و الآداب الأخرى أن يبدأ بمد الخطوط الأولية لهذا الجسر لذا كان حرصه الشديد على تقديم ترجمتة الشهيرة لواحدا من أكبر شعرائهم " عبد الرحمن مزوري " في ديوانه " آفيفان " و كذلك ترجمته الأخيرة التي قدمها لديوان الشاعر "بدر خان السندي " دم الصنوبر " و " قصائد حب كوردية مترجمة " و غيرها من الترجمات الكثيرة التي نحتفي بها بيننا هنا و في أماكن أخرى ...إلى اللغة العربية و القارىء العربي ... و لكنه لم يكتف بذلك بل سعى حثيثا إلى نقل ثقافة و آداب الآخرين ممن يعيش بينهم إلى العالم العربي و قدم عنهم " انطولوجيا شعراء النمسا " و " قصائد حب نمساوية " و بعض ترجمات عن الألمانية ..

لا عجب إذن أن يكون هذا السندباد محل تكريم مواطنيه و أبناء بلدته .. هؤلاء الذين حمل همومهم في قلبه و مشاكلهم و رغم سفره الدائم و ترحاله بين كثير من البلاد و استقراره خارج وطنه جغرافيا في " النمسا " لكن الروح دائما ما كانت عالقة هناك فوق جبال كوردستان الشاهقة و بين سهولها و مروجها ...

و من هنا أرى أن بادرة تكريم المبدعين تلك التجربة التي تقدمت بها جامعة و أهالي مدينة دهوك جاءت في موعدها تماما لتقول لهذا الرجل شكرا لك أنك بيننا ... شكرا لكلماتنا و أحرفنا التي تنثر بريقها بين يديّ من لم يعرفنا عن كثب فكانت خير سفير لنا إلى العالم.

لا يفوتني هنا أن أشير إلى رحلته االتي أتمها منذ وقت قريب إلى بلدي الحبيب " مصر" و تدوينه لأهم انطباعاته عنها و نشرها لها على مدى سبع حلقات كان أمرا يسرنا حقا متابعته و من هنا أسمح لنفسي بتقديم كثير من الشكر لما كتبه في انطباعه عن بلادي و أشكره لحبه و تقديره لها الذي ظهر من بين سطوره.

المبدع المتميز " بدل رفو المزوري " عني كقارئة عربية أحييك لما تقوم به و تقدمه من خدمات جليلة لنشر آداب أمتك و ثقافتها الراقية و قد قرأتك كثيرا هنا من خلال ما يقدمه لنا المبدع "جوتيار تمر " عن ترجماتك للشعراء الكورد في المنتديات الثقافية ....و هناك في أماكن أخرى كثيرة و من خلال ترجماتك اقترب إلى ذهني صورة واقعية عن بلادكم الجميلة و ثقافتكم الرفيعة التي أعلم عنها بحكم قراءتي و اطلاعاتي على تاريخكم و حضارتكم ... مبارك لكم هذا التقدير الذي تستحقون.

المبدع الراقي جوتيار تمر مبارك لكم هذا التكريم الذي و إن اختص أحد مبدعيكم لكنه ينسحب بلا شك على كل مثقف و أديب يقدم نفسه في سبيل نشر ثقافة أمته و شكرا لك مثل هذه الأخبار التي تثلج صدور المبدعين في كل مكان أن يوما سيأتي يكرم فيه أهل الإبداع من الأهالي و المواطنين قبل المثقفين و الساسة و هذا - في رأيي- هو قمة النجاح لأي مبدع ..

نسعد كثيرا حين يتم تكريم المبدعين في كل مكان

تقديري لما تقدمه هنا.



*
أديبة مصرية \القاهرة








 

free web counter