الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الثلاثاء 7/10/ 2008



معنى كلمة العرب وتأريخها‏

مثنى الشلال

ان علماء اللغة اختلفوا في تفسير معنى الكلمة ومصدر اشتقاقها , وهناك تفسيرات لغوية وبحوث كثيرة حول هذا الموضوع لكن سوف اتكلم عن ابرزها وبأيجاز ......
ان عدد لا يستهان به من العلماء يعتقد ان كلمة " عرب " مشتقة من اصل سامي قديم , ويفسرون ذلك بأن سكان وادي الرافدين هم الذين اطلقوا هذا الاسم على سكان البادية الواقعة الى غرب بلادهم وهي بادية العراق .. المسماة عندهم بأرض عريبي ... كذلك ذكر عبد الملك بن قريب الاصمعي المتوفي في سنة 217 هجرية ان العربية منسوبة الى يعرب بن قحطان ( وهو اول من سجع بالعربية ونطق بفصاحتها واوجزها ) والعربية منسوبة اليه وهي مشتقة من اسمه . ويذكر البعض ان لفظة " عرب " مشتقة من الفعل يعرب اي يفصح في الحديث , واصبح يدل على العرب لفصاحتهم في اللسان .
ويرى اخرون العكس هو الصحيح , اي فعل يعرب هو الذي اشتق من لفظة عرب , فعندما يعبر المرء عن افكاره باللسان العربي فأنه يعرب عن رأيه .... وقال اسحق بن فرج ان قريش اقامت بعربة (مكة ) فتنخت عنها وانتشر العرب في جزيرتها , فنسبوا كلهم الى عربة لأن اباهم اسماعيل هو نشأ هناك وفيها تكلم العربية ... ويرى باحثيين اخرين ان الكلمة اشتقت من الكلمة العبرية " أرابا " وتعني الارض الداكنة او المغطاة بالكلأ ...وهذا المعنى يشير الى حالة هؤلاء القوم الاجتماعية القائمة على التنقل والسعي الى موارد العشب .

و ذكر بعضهم انها تعود الى الكلمة العبرية الاخرى وهي "ارب" والتي تعني الحرية وعدم الخضوع لنظام ما .... او تعود الى الكلمة الاخرى العبرية "عرابة" وتعني الجفاف وحافة الصحراء والارض المحروقة ... ومنها كانت تسمية وادي العربة الممتد من البحر الميت الى خليج العقبة .
او تعود الى كلمة عبرية اخرى وهي " عابار " وتعني التنقل والتحرك من موضع الى آخر ... واذا تتبعنا تاريخ هذه اللفظة ومعناها نجد ان في اللغات القديمة كانت موجوده وخاصة في اقدم نص وردت فيه وهو لوح آشوري يرجع تاريخه الى 852 ق.م. وهو يعود للملك الآشوري شالمنصر الثالث , اشار فيها الى احد زعماء الثوار الذي تغلب عليهم واسمه جنديبو العربي ... الذي ناصر بيرايدري الدمشقي ضد الملك شلمانصر الثالث لانه هذا الملك الآشوري سحقهم وانتصر عليهم في موقعة سميت ب كركرا .

ومنذ القرن الثامن قبل الميلاد اخذ لفظ " عرب " يتردد بكثرة في الوثائق الأشورية والبابلية في صيغ متعددة ومنها " عريبي " و "عربي " و"وعربي " ... ووردت في النصوص البابلية عبارة " ماتوأربي " وتعني ارض العرب والمقصود بها البادية . وفي حدود سنة 530 ق.م. ظهر لفظة عرباية للمرة الاولى في النصوص الفارسية المكتوبه باللغة الاكمينية , وتعني البادية الفاصلة بين العراق والشام بما فيها شبه جزيرة سيناء .

ثم اخذ اليونان يذكرون لفظة عرب في آواخر القرن الخامس قبل الميلاد .... وذكرها اسكليلوس سنة 357 ق.م. عند الاشارة الى قائد عربي كان معروفاً .... ثم ذكرها هيرودوت (هيرودتس وهو المؤرخ الاغريقي الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد ) وقصد بها سكان شبه جزيرة العرب , واصبح هذا اللفظ مألوفاً في جميع كتب اليونان .
ولم يرد هذا اللفظ في المصادر العربية الا متاخراً .... فقد جاء في النقوش السبئية (اليمن ) ويرجع تاريخه الى القرن الاول قبل الميلاد ... ووردت على شكل كلمة " الاعراب " , في حين كان اهل المدينة يعرفون بمدنهم وبقبائلهم .... كذلك ورد في احد النقوش المكتوبه بالأرامية النبطية في 330 ق.م. بمعنى الاعراب الذين يسكنون البادية .
وهذه الكلمة وتعلقها بالجنس العربي لم تأتي بوضوح الا في القرآن وذلك يعتبر اول مصدر لفظ كلمة العرب للتعبير عن القومية والجنس العربي بوضوح ... حيث وردت فيه صيغتا اعراب عشر مرات وكلمة عربي 11 مرة , منها عشر مرات نعتا للغة التي نزل بها القرآن واضحة بينة , ثم استخدمت مرة واحدة لتنعت شخص الرسول.
وفي الواقع ان الشعر العربي الجاهلي الذي وصل الينا يخلو من وجود صيغة " عرب " , للتعبير عن هذا المعنى القومي للجنس العربي , وذلك حسب ما اعتقد لاستغراق عرب الجاهلية بالنزاعات الداخلية والحروب .
اما وروده في الشعر بعد الاسلام كان جلياً وواضحاً وخاصة في ايام الاسلام الاولى ... فهذا كعب بن مالك يشعر ويقول في قولة للرسول (ص):

               بدا لنا فأتبعناه نصدقه              وكذبوه فكنّا أسعد العرب

وهذا حسان بن ثابت يرد على بعض الاعراب من بني هذيل عندما اشترطوا على النبي محمد ان يحل لهم الزنا حتى يدخلوا في الاسلام :

             سألت هذيل رسول الله فاحشةً       ضلت هذيل بما قالت ولم تصب
             سألوا رسولهم ما ليس معطيهم      حتى الممات وكانوا سّبة العرب


ومما لاشك فيه ان للاسلام الفضل والدور الكبير في بعث الروح القومية عند العرب ولولاه لأنتهت امة العرب بنزاعاتها وحروبها وتاهت بالصحراء ... فقد اخذ العرب منذ ظهور الاسلام وقيام الدولة العربية الاسلامية يتباهون بجنسهم العربي وقوميتهم , ويتمثل هذا في قول الشاعر يربوع بن مالك في زمن الفتوحات بقوله :

        اذا العرب العرباء جاشت بحورها              فخرنا على كل البحور الزواخر



 

free web counter