الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الجمعة 6/11/ 2009

 

قراءات وعناوين مختلفة لنص :
مسرحية مجرد نفايات
للكاتب المسرحي قاسم مطرود عبر عرض جامعة الموصل
 

مسرحية مجرد نفايات وتحولات المفردة المسرحية
 

نشأت مبارك صليوا   

ضمن المهرجان السنوي السادس لكلية الفنون الجميلة / جامعة الموصل ،قدّم قسم الفنون المسرحية عرض مسرحي مونودرامي بعنوان ( مجرد نفايات ) لمؤلفه قاسم مطرود ومخرجه الدكتور محمد إسماعيل الطائي وتمثيل وسام خضر أما الإضاءة المسرحية فكانت للأستاذ بشار عبد الغني والموسيقى التصويرية للطالب أيدن فصيح، كما نفّذ الديكور كل من نورس خدو وسنان أزهر، ليكون هذا العرض البداية التي انطلق منها المهرجان والذي أقيم على قاعة الاجتماعات الكبرى في جامعة الموصل  .
وقد تمحورت المسرحية حول صراع شخصية ( المثقف ) مع ذاته التي تتجزأ بين الحين والآخر إلى جزئين ...الأول يتذمر من نفسه وماضيه الذي تمثّل بكتاباته وقراءاته والتي اعتبرها دائما مصدر قوته وإلهامه لأنها خانته عندما كان في أمس الحاجة إليها ، والجزء الثاني منه هو الشخص الذي يدفعه دائماً إلى أن يقتل نفسه وينتحر لكي تُغفر له جريمته التي ارتكبها وهو في السجن والتي قام من خلالها بمشاركة السجانين في مهمة إعدام أشخاص داخل السجن مقابل إطلاق سراحه ومن هنا تولّدت لدى الشخصية ردود أفعال مختلفة لما عانته داخل السجن من تعذيب واستخدام الرجات الكهربائية وغيرها من الوسائل التي أُعتمدت في بعض السجون مؤخراً، ليصل بنا العرض إلى دعوة من الشخصية الرئيسية في العرض يدعو فيها إلى عدم التشبّه به مهما كانت الظروف التي قد تصادفنا قاسية.

 
اعتمد المخرج في عرض مجرد نفايات على ما حمله النص المسرحي من مدلولات اختلفت باختلاف الحالات التي مرت بها الشخصية ، لينسج لنا نسيجاً درامياً بصريا محملاً بالدلالات التي كشفت وبقوة مغزى العرض بكل وضوح وتفصيل عن طريق الممثل الوحيد والمتفرّد على خشبة العرض وعبر تعامله مع مفردات فضاءه الدرامي التي اعتمدت في أسلوبها على مبدأ التجريد والبساطة ليكون دور الممثل هنا أصعب في طرح الفكرة والحالة الخاصة بكل مشهد ، إذ عليه أن يوحي إلى المتلقي إلى انه بالإمكان إضافة المعنى المطلوب إلى المفردة المسرحية وذلك عبر توظيفها بما يلائم الحدث المسرحي وذلك بفعل تحولّها الوظيفي عبر تعامل الممثل معها بما يخدم مضمون العرض المسرحي.

 
وقد تشكّل الفضاء المسرحي للعرض من قطعتين أساسيتين تمثّلت الأولى بـ(الباب) والثانية قطعة اتخذت شكلين مختلفين تماماً ، تُمثّل نافذة البيت حيناً وقضبان السجن حيناً أخر إضافة إلى بعض المكملات التي تضمنها النص من برميل الزبالة الذي أُستخدم في رمي الكتب والمجلات ، وكيس الزبالة المملوء والذي استخدمه الممثل في انتقالاته لدى أداءه لأكثر من شخصية واحدة ، وخاصة في مشهد السجن الذي يحكي فيه قصة تعذيبه مصوراً إياها على الخشبة بكل ما تضمّنها من تفاصيل بدءاً من التحقيق والتعذيب وصولاً إلى عملية اغتيال رجولته بعد أن عجز عن مقاومة الأمر الذي أصبح مرهونا بأيدي الغرباء والذي منعوه بدورهم من ممارسة إنسانيته بحذافيرها.
أعطت مفردات العرض مفاهيم متباينة عبر استخداماتها المتعددة وبفعل تجانسها الأدائي مع الشفرات الجسدية للممثل لتكوّن بدورها معاني ودلالات تُبث إلى المتلقي في سياق تفعيل دوره في ترجمتها ومعرفة معانيها ضمن العملية المسرحية.
كما استطاع الإخراج في عرض مجرد نفايات أن يوصل الموضوع الذي تضمنه النص من خلال اعتماده على طاقة الممثل لإيصال أفعال الشخصية وانفعالاتها إلى المتلقي بدرجة كبيرة ، إذا استثنينا فعل الانتقال من شخصية إلى أخرى والذي واجه فيه الممثل صعوبة كبيرة جعلته يدمج بين الشخصيتين في بعض الحوارات إلا أن الإمكانية الأدائية فقد وجدت عند الممثل وخاصة في المشهد الذي صوّر فيه حياته المريرة الذي قضاها في السجن وما لاقاه من العذاب على يد صاحب الشعر الأشعث وأعوانه، فكانت وسائل التعبير حاضرة لديه وطيّعة ، فوظفها في خدمة الفعل المسرحي بمتطلباته المتعددة ليعرض لنل شخصية متكاملة تتمتع بسلوكها وانفعالاتها غبر معايشة عميقة لظروفها وبيئتها الخاصة.

 
ومما يضاف إلى العرض في إيجابياته فكانت في ( الموسيقى التصويرية ) التي كانت ملائمة لأغلب الحالات والمواقف التي مرت بها الشخصية والمعروضة في المشهد المسرحي لتضفي إليه المعنى الدال وتخلق توتراً درامياً يتجسد بتعميق الفكرة عند المتلقي ويدخله في جو اللعبة المسرحية ، هذا فضلاً عن (الإضاءة المسرحية ) التي كانت العامل الأساسي والمساعد في رسم لوحات مسرحية احتوت على عنصرين أساسيين هما : جسد الممثل وموجودات الفضاء المسرحي ، فجاءت بطريقة مدروسة لتضفي طابع التعبير والدلالة إلى اللوحة التي صاغها المخرج عبر سلسلة متواصلة من الأحداث المسرحية .

مخرج وأستاذ بجامعة الموصل /مدرس مادة التمثيل والإلقاء وتاريخ المسرح في كلية الفنون الجميلة /جامعة الموصل/عضو نقابة الدراميين العراقيين/عضو جمعية تواصل المسرحية.

 

مسرحية (مجرد نفايات)
كسر للجمود وتداعي للحرية المفقودة

عباس العراقي

للسنة السادسة على التوالي يستمر طقس المهرجان المسرحي بطقس مسرحي جمع الطلبة الدارسين للمسرح في الكلية ليكون كمنهج عملي لهم ينتهلون منه المجهول الاملتبس عليهم من الدراسة النظرية لتكون العروض مصباً في نظرتهم العملية للمسرح ابتدأ المهرجان  بعرض مسرحي حمل عنوان((مجرد نفايات)) لمؤلفه قاسم مطرود وإخراج د.محمد إسماعيل:-تمثيل وسام خضر موسيقى أيدن فصيح, الإضاءة سنان أزهر, الديكور بشار العزاوي بدا العرض الذي ضج بالسرد ليكشف عن تفاعلات نص بصري برؤية سردية حملت مقدمات القلق مؤكدة وعياً بنائياً تأويلياً ميثيولوجياً ودراميا لأحداث حسب مفهوم المخرج التي تجوهرت ملامح رؤيته للحدث لتخلق بطل الزمن الجديد الذي عانى الكثير جراء ما لحق به من مآسي عدة خصوصا أن المخرج تلاعب بالنص ليؤكد على ظروف أخرى مر بها البطل فمثلا بدلا من أن يبدأ التحقيق مع البطل بسؤال لماذا مزق أخوك الصورة؟) ليكون محلها لماذا قاوم أخوك؟) المقاومة التي أصبحت حقا مشروعا لكل الشعوب الحرة حقق المخرج وعياً درامياً ففضاءه النصي البصري لم يحتوي على أسرار مسرحية تقنية تثقل من كاهل العرض لتبدو كإضافة مجة بل حمل العرض أسرارا ذاتية حاول الممثل الوحيد المنفرد في العرض أن يكشف عنها, فقد اتبع المخرج أسلوب المكاشفة ليتحول إلى تعويذة دفعت بالممثل في ما بعد إلى أن يبوح بسر اللعبة المسرحية التي أتقنها المخرج عندما بث فيه الموتيف..(الدافعية المكان المختار للعرض كان له التأويل السيميولوجي فما مر به الممثل من جراء التحقيق المستمر والتعذيب أوحى بنموذج للحياة الاستثنائية التي قادتها السلطة الجدية ليكتشف انه مرهون في أيدي المحتل الذي أكل وشرب منه ما يكفي بعد أن مرره بألوان من التعذيب ثم اغتال رجولته بعد أن عجز من أن يمارس وجوده الخالص المليء بالإنسانية فقط كان الشيء الملغي لديه هو الموت حاول الإخراج أن يقدم عرضه بطريقة مألوفة فيبدأ العرض من داخل قاعة العرض, عندما انطلق صوت الممثل القابع على الخشبة فقد تهيأ للمتلقي أن يخرج الممثل من سلة النفايات ليحكي للمتلقي قصته التي لاقاها من جراء التحقيق على أيدي المحتل وبذلك عمل المخرج بحرية والتي كانت بحاجة كشف زمن وفعل الآخر فالهاتف الذي يرن لمرات متعددة جعل الممثل يتصور أن رنينه يحول دون تنفيذه لمقصده في حرق نفسه أو شنقها ولحظة أن يقرر أن يزهق روحه يطلب من الهاتف أن يرن لكن لأروح لمن ينادي كانت الديكور الذي بناه المخرج ضمن سلطته الوعيوية تتطلب رؤية خاصة لتلك المقصلة التي حفها المنطق السلطوي في عصر انقلبت فيه المكاييل أن الممثل مناط به مهمة انطلقت من قراره الداخلي الذي حكم على نفسه بالموت لأنه رفض وتمرد بعد أن رأى وهج الحرية وشعاعها المج الذي جاء به المحتل, وبما أن المصير موزع ضمن منطق السلطة أكد المخرج على منطق مهم جدا هو التشكيل ألزماني للحدث مقسما إياه إلى ثلاث مراحل أساسية فالشخصية أخذت مكانها الداخلي الموضوعي والوجود الخارجي ثم الذاتي.فزمن الشخصية الآني بدا مغيبا لأنه تحدث بلغة الماضي (كان يا ما كان) لكنه استطاع أن يتكيف مع شخصيته في حضرة متلقي جاء ليتلقى الفعل الدرامي الجديد لا أن يرى حقيقة واقعه الذي يهرب منه كل يوم فيجده أمامه حتى في قاعة المسرح الفعل والحدث في عرض (مجرد نفايات) التزم بقانون المسرح الذي خاضعا لزمن إبداعي وقوانين اللعبة الفنية المبنية على خيال وواقع امتد ليلامس المستقبل في عصر حكمه الاستثناء لقد كانت متطلبات التمثيل حاضرة في مكان الفعل فقد كشف الممثل عن مباهجه وذاته كشف عن حزنه.وكنت أفضل أن يستخدم المخرج تقنية القناع ليدخل في ديناميكية التغيير الشكلي للممثل, فالقناع سيكشف عن السر الذي يحجب الشخصية ويعريها في الوقت ذاته, فالقناع سيضفي حيوية للروح ويسبر أغوارها بشكل يحدد الماهية الأساسية.ولا يحدث ذلك إلا أن تخلصت الشخصية من قناعها لتواجه ذاتها في محراب المواجهة. لكن التحول ليس عملية سهلة وسريعة، فالممثل لا يملك أداة سحرية يمكن بواسطتها تغيير الشخصيات متى وكيف يشاء، فالتحول أو تقمص ذوات أخرى.  

ليس حالة طبيعية بالنسبة للممثل ولهذا السبب لا ينبغي للممثل أن يملك روحا، بل يجب أن يكون قادرا على انتحال هويات مختلفة، أن امتلاكه أفكارا ومشاعر ثابتة ودائمة قد تعوق عملية الانتحال. من المؤكد أن الممثل يملك القدرة على الانفعال عن شخصية، أيضا يتأثر بها إذا كانت معايشته للدور عميقة واستحواذية، عندئذ قد يتعرض لحالة من الازدواجية الواعية بسبب هيمنة الشخصية واستبداديتها، أن الدفق المتواصل للحقيقة امتزجت بسخرية الموت لدى اختزال المصير ليعي حريته بعد موت سرمدي يكون خلاصا له من عذابات كثيرة جاءت إليه مستورده من قريب ومن بعيد. ومادامت الحرية هي مصير محتوم وحقيقة متواجدة للبشر في الزمان الواقعي كله فقد ولد لنا عرض جديد حارب حتى حقق ذاته وتحول إلى إشارة ظلامية تراجيدية وعمل منفرد ضمن أعمال المخرج التي سادتها روح الكوميديا مخرج وأستاذ بجامعة الموصل /مدرس مادة التمثيل والإلقاء وتاريخ المسرح في كلية الفنون الجميلة /جامعة الموصل/عضو نقابة الدراميين العراقيين/عضو جمعية تواصل المسرحية   

 

مونودراما مجرد نفايات تتألق مرة أخرى
 

 ربيع عبد الواحد

 
إن النص المونودرامي ينسج آلياته السردية وفق آليات شخوص مغيبين غائبين بعد الاسترجاع الزمني القليل وتتعدد مهيمنات النص عادة ب"أنا, هو, هم" وتنشى بنية غيابية بروي حضوري تكون تجسيد ميتافيزيقيا للآخر الغائب المغيب وان شخصية الفاعل في النص المونودرامي لها خاصية الاختزال والإنشاء الدرامي عبر تكويناتها وتشيؤها العياني للمنظر وتومض أبعاد ما ترسله منظوماتها الذاتية وتنوع وظائفها الجمالية البنيوية فهي ناهضة في العادة بمهمة الأحداث والفعل الدرامي حضور مشخص في مجمل الأحداث الحاضرة الآنية والغائبة المروية عنها في حيز الزمكانية.من خلال هذا الاستعراض المختصر عن المونودراما نستطيع أن نتكلم عن مسرحية مجرد نفايات من تأليف الفنان المبدع "قاسم مطرود" من إخراج الدكتور محمد إسماعيل حيث عرضت هذه المسرحية ضمن المهرجان المسرحي السنوي السادس الذي أقامته كلية الفنون الجميلة في جامعة الموصل حيث تناول العرض, شخصية مونودرامية مثقفة تعرضت للاعتقال والتعذيب والقسوة في المعتقلات العراقية المعاصرة وغربتها وانشطارها والتداعيات التي مرة بها في ظروف الاعتقال فتلجأ إلى محاولة تدمير ألذات سواء بالطعن أو الشنق أو الحرق ولكنها اضعف من أن تتبنى احد الأفعال فهي شخصية جبانة مهزوزة مغرية لأنها ارتكبت فعلا مشينا إلا وهو الخيانة فتنتهي هذه الشخصية كما بدأت في دوامة مستمر للدلالة على الموت والخواء لأنه وكل شبيهاتها شخصيات ليست جدير بالحياة.لقد استطاعة مخرج هذا العرض الدكتور محمد إسماعيل وبمفردات مسرحية بسيطة نقل هذه الصور الجميلة إلى المتلقي وذلك بتوظيفيه المفردات التالية "الكالوس, والشباك, وكيس النفايات" باستخدامها عدة استخدامات دلالية معبرة وجميلة أنتجه عرضا مسرحيا متألقا فضلا عن تمكن وإجادة الممثل وسام خضر من تجسيد هذا الدور الصعب فتكملة دائرة الإبداع نصا وعرضا. إن هذا العرض هو الأجدر على تمثيل العراق في المهرجانات  العربية.

 



 

free web counter