موقع الناس     http://al-nnas.com/

حي شعبي .. ولود


ابراهيم عبد الحسن

الخميس 4/5/ 2006 

عجيب لسحر مدينة جنوبية تغفو على الفرات الذي يحتضنها دوما عجيب للناصرية المدينة العصية منشدة الحرية وبؤرة التمرد .. ففي كل دورة زمن تجود علينا بقافلة من الشهداء والسياسين والادياء والمبدعين الناصرية ملهاة اور ورحم المبدعين وحتى في أقاصي ريفها تجد مزارعيها يتحدثون عن السياسة والادب أضعاف حديثهم عن محصول اراضيهم.. هكذا سيرة وتاريخ مدينة أسسها ناصر فالح باشا السعدون ايام الوالي المصلح مدحت باشا عام 1869م وكنيت بأسم بانيها(( يقولون ماء الناصرية مالح .. فقلت ألذ الزاد ماهو أملح )) .

مدينة احتضن ثراها ابو الانبياء وتسمر طابوق زقورتها ليكون شاهد لحضارة سومر وتعطر ثراها بخطوة أمام المتقين وسيد الوصيين وعلى أديمها دونت الحضارة أول حرف في التاريخ وعزف على اوتار قيثارتها السومرية أول لحن .. ولكأنها نبؤة لمدينة كتب عليها أن تبقى ولودا في كل الازمان فليس سرا أن يكون اول ضوء يمزق الظلام يبزغ من زاوية في ناحية من نواحيها ( كرمة بني سعيد ) وليس سرا ان يعشق الفرات نخيلها الباسق المستديم وليس سرا انها دوما بؤرة تمرد وحاضنة لليسار بل انها تفتخر أن احد شوارعها لازال في ذاكرة الاجيال يحمل اسم ( شارع فهد ) الذي انطلق منها في اوائل ثلاثينيات القرن الماضي ليؤسس الحزب الشيوعي العراقي الذي أحتفلنا قيل ايام بالذكرى الثانية والسبعين لتأسيسه واليوم اردنا ان نوثق الى بيوتات احاطت بهذا الشارع واسماء دونت حروفها في تاريخ المدينة تاريخ الشارع بل تاريخ هذا الحي الشعبي الذي جعلنا من البيوت التي تقع في المربع بين المستشفى الجمهوري وشارع عشرين ( شارع فهد ) وبينلكهرباء القديمة وجامع الشيخ حسن ومن هذا المربع او هذا الحي الشعبي خرجت اسماء واسماء ندونها للتاريخ ونعتذر من لم تنله الذاكرة ... فمن ازقته خرجالمؤرخ الدكتور محمد الازرقي الذي اتحفنا بذاكرته الجميلة عن الناصرية حتى نقف ثانية مع ساكنها الروائي عبد الرحمن مجيد الربيعي الذي هو الاخر أرخ لهذا الحي الشعبي في روايته الموسومة ( القمر والاسوار) الذي ترجم لنا بتلك الرواية التسجيلية تفاصيل حياة ناس هذا الحي الشعبي العجيب مفتاح تآلفنا وقوة آواصر محبتنا وجسرا للتواصل والآخاء التي ارتسمت في تقاسيم مودتنا التي تتربع على مساحات قلوبنا تواشيح من المحبة وان اغفلت الذاكرة اسما فثانية نؤكد انها تتربع في سجل الزمن ذلك السجل وتلك الاسماء التي حيرت الحكومات المتعاقبة على تاريخ العراق السياسي المعاصر في ان تقطع جذور هذه البيوتات الكادحة المناضلة تلك البيوتات التي كانت دروبا لابنائها نحو الحرية انشدتها جل الاسماء التي سترد من سياسين وادباء وشعراء وفنانين وحتى رياضيين فقد أنجب هذا الحي الشعبي كل من (( الشاعر رشيد مجيد والشاعر كاظم الركابي والفنان كمال خريش والقاص كريم حيال والفنان فوزي صبيح والقاص حسن عبد الرزاق والقاص زيدان حمود والقاص ابراهيم سبتي والشاعر كمال سبتي وعائلة الفنان احمد الجاسم والموسيقي حسن الشكرجي والفنان ناجي الشكرجي ةالفنان حميد الحيالي والفنان ناصر خزعل واشقائه حسين وحسن والشهيدرياض خزعل والسياسي محسن خزعل والشهيد حاكم محمد عداي وعلي زاير والقاص نعيم عبد مهلهل والفنان فتاح حمدان والمطرب جبار ونيسة وولده المطرب ستار جبار ةالشاعر حسين اجهيد والشاعر محمد اجهيد والرياضي علي الملا والرياضي عباس هليل وشاكر مطره وراضي سرحان وابو غيدة حميد يوسف والفنان كاظم الدخيلي والفنان حميد كاظم وفتحي عبد الوهاب والفنان عدنا عبد الوهاب والفنان عبد الله حسن والفنان عبد علي مشعل والفنان مطشر عبد الرزاق والرسام كاظم صبيح والفنانة فاطمة فليح والرياضي جبار هاشم وناجي الريس والفنان سمير كزار والاديب محسن الخفاجي والشاعر طارق حربي والشهيد جبار شهد ملازم حسان والشهيد الدكتور حسن مرجان والشرطي الشيوعي حسين منخي والشهيدة نجية عبد حاتم والشهيدة هدية عبد حاتم والشهيد فيصل ماضي والشاعر حسن فالح واللاعب زغير حنون وعائلة الشاعر المرحوم الملا عباس والقائمة تطول...وليس سرا انه في هذا الحي الشعبي افتتح في وائل السبعينيات منن القرن الماضي مقر الحزب الشيوعي العراقي بحضور المرحوم شمران الياسري ابو كاطع .
وخاتمة لمقالنا وهي مفارقة جميلة ان كاتب هذه االسطور يسكن الان في الدار التي كان يسكنها الشاعر الراحل زامل سعيد فتاح الذي يقع في نفس الحي وفي كل زاوية من زوايا البيت تترآى مفردة شعبية جميلة او قصيدة اجمل  .
تحية حب وتقدير لكل الاسماء ورحمة ومغفرة للاموات منهم انها مسيرة زمن وتاريخ مدينة.