الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

 

السبت 3/3/ 2007

 

 

مظفر النواب
بين أدمان الغربة وحلم العودة

 

الفنان حسين نعمة

كنت محظوظا حين تحقق حلم اللقاء مع شاعرنا المبدع النواب رغم قلة لقاءاتي المتباعدة تلك والمعدودة كعد الاصابع في دمشق لكنها أضافت لي حبا وتقديرا لما لمسته من سمو الخلق وعمق المباديء الرصينة لهذا الرجل الهيبة .. حينها قررت أن أكتب موضوعا يتعلق بمعاناة المرض والغربة التي بلغ ( سيلها الزبى ) على كاهل مبدعنا النواب ..
عذرا فربما ليس من حقي الكتابة لانها شأن المختصين لذلك أجد نفسي أمام أختبار عسير فقررت تحجيم موضوعي بمستوى قدراتي المتواضعة في التعبير ولابأس أن يكون موضوعي مرتبط بجانب المرض والغربة للنواب وعودته للوطن لا غير وخير في الكلام ماقل ودل..
بالأمس حين كنت صبيا يانعا وحصرا في ( مرحلة الدراسة المتوسطة ) كنت أهيم مسحورا مع صوت ( داخل حسن ) كان يأخذني محلقا كأجنحة النوارس فوق مياه الفرات وكصدح البلابل فوق باسقات النخيل ..
وفي آواخر ليالي الشتاء حين أختلي مع وحدتي وبين جدران غرفتي ( صومعتي ) يمتليء رأسي شجنا كدفيء المواقد وحكايا السندباد فأرحل طيفا نديا حين أستمع الى عبد الوهاب يغني ( الليل لما خلي ) .. تلك الذكريات المخزونة في ذاكرتي كثيرة لا انساها ولن انسى الفنان ( عزيز عبد الصاحب ) حين يقف على خشبة ذلك المسرح البسيط في ذلك المنتدى المتواضع المشيد من قصب الهور على شاطيء فرات الناصرية وفي الاماسي الصيفية كان يقرأ لنا عزيز قصائد النواب ( للريل وحمد ) .. ( ترافه وليل ) . ( جرح صويحب ) ..الخ
منذ ذلك الحين تأثرت بتلك المفردات الشعبية ذات القيمة والشفافية العالية الابداع والتي تستقر في القلب كصوت ( داخل حسن ) ، وظلت قصائد النواب رفيقة عمري ابحث واتابع الجديد منها وما أثقل حزني وحسرتي لأني لم أحقق حلم الغناء من شعر النواب لأسباب قاهرة يعرفها الجميع .
كان ( النواب ) كريما في تضحيته ونضاله سخيا في عطائه وابداعه كان يعطي .. ويعطي .. ولم يأخذ شيئا غير معاناة الغربة والترحال .
هنا عليكم ايها المبدعون والمثقفون والسياسيون الأعتراف بمسؤولية وتحمل هذا الصمت والتناسي لما يعانيه شاعرنا الكبير ( النواب ) كيف ذلك ونحن من نملك حس الوعي للشجن المؤثر والمفردة الشعبيه . لا أبالغ لو قلت ان ما ابدع به النواب هو معلقات راسخة في مشاعر وضمائر المنصفين من المثقفين وأصحاب الحس الانساني والوطني حتى الناس البسطاء الذين لديهم أحساس فطري مرهف...
اين أنتم يا رجال السياسة والمؤسسات الثقافية الرسمية .. ويحكم يا جحافل المثقفين لم لا تكترثون بأزمة شيخنا المبدع ( النواب ) الذي أعياه المرض وانهكته الغربة .
أن النواب خلية نادرة وفاعلة من خلايا الوطن قذفتها رياح صفراء عاتية خارج الحدود يحلم بالعودة كي يطفيء ضمأ الحنين من دجلة الخير ويفرح طفوليا في ازقة بغداد ( وشريعة النواب ) ويبارك الروح بزيارة ( العتبات المقدسة ) .. لنسعى جميعا أقناع شيخنا الفاضل على العودة ليتحقق حلمنا وحلمه المنشود لاني عرفته مكابرا لا يرتضي استجداء العواطف لان العواطف وحدها ، الحب وحده والاعجاب وحده لايكفي .. أن كبرياء وصمت النواب هو أشد وأبلغ من اللوم والعتب بل هو بركان من اللعنة بوجوه الاميين من الساسة ومن أدعياء رعاية الادب والمبدعين من كل المؤسسات ذات العلاقة وياله من عرس سرمدي حين نبتهل ونبتشر بعودة ( النواب ) الى الوطن معافى يكتب شعرا معطرا بالليل والبنفسج .
دعوة لكم أيها لمثقفون الشرفاء . اكتبوا عن النواب ومن اصابه الغبن بالنسيان فهم كثر وهذا أضعف الايمان .