الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الأثنين 26/11/ 2012

 

المخرج السينمائي علي رفيق:
و.. سنوات الجمر والرماد الأنصارية ؟!

علي فوزي

في عرض خاص للفيلم الوثائقي ( سنوات الجمر والرماد ) للمخرج علي رفيق وبحضور بعض من الفنانين والصحفيين وبعض الأنصار، حيث شاهدنا على مدى ساعة وبضعة دقائق تجربة ( حركة الأنصار العراقية – البيشمركه ) التابعة للحزب الشيوعي العراقي والتي بدأت عام 1979م وانتهت عام 1989م.

فبعد تسلط الزمرة البعثية على مقاليد الحكم، خاصة الدكتاتور الوحشي ( صدام حسين ) ومحاربته لحليفه الشيوعي في ( الجبهة الوطنية القومية التقدمية!! ) التي استخدمها الحزب الحاكم لضرب حلفائه حيث شن حملة اعتقالات وتصفيات واعدامات ومحاربة الصحافة غير البعثية ! مما اضطر آلاف من الشيوعيين والديمقراطيين والمستقلين مغادرة الوطن. لقد استطاع هؤلاء الرفاق الشيوعيين الذين تركوا وطنهم قسرا الى الخارج وبتنسيق مع رفاقهم في الداخل وباساليب مباشرة وغير مباشرة على اتخاذ قرار برفع مستوى النضال الى الكفاح المسلح لأسقاط النظام مع القوى المعارضة الوطنية الأخرى.

ان قرار الكفاح المسلح تطلب العديد من الأمور النضالية ( تأسيس قواعد/ توفير مقرات / توفير أسلحة / مؤونة / حشد كل من يستطيع الذهاب الى العراق – كردستان - والبداية كانت من الرفاق والأصدقاء من الداخل والخارج / اعلام وثقافة فعالة / اذاعة خاصة – وغيرها ) ناهيك عن العمل الحزبي والتدريب في بعض العواصم خاصة وبداية ( في بيروت ) بالتعاون مع بعض فصائل المقاومة الفلسطينية التي كانت تتمركز في بيروت، ثم اقامة علاقات مع جهات سورية ، عبر قنوات ( خاصة) لتسهيل ارسال الأنصار الى كردستان العراق ، وخاصة عبر تركيا.

لقد شاهدنا في الفيلم وعبر احاديث بض قيادات الحزب وقواعده ممن آمنوا بالكفاح المسلح اولا في كردستان ثم وهذا هو المهم في الداخل ( تعريق الكفاح المسلح) بارسال رفاق مدربين جيدا للنزول الى باقي مدن الوطن وخاصة ( الأهوار ) مثلا، لأن الحركة في كردستان لن تسقط النظام، وعملها وفعلها محدود في الشمال ( علمنا ان هناك ثغرات في عملية ارسال الانصار للداخل حيث كشفت اجهزة النظام المخابراتية بعضها ، وصفت البعض منهم واسقطت البعض الآخر ، شخصها الحزب بعد فترة وقلل من اضرارها ) .

لقد عكس فيلم " سنوات الجمر والرماد " بوضوح عبر حوار جاء بمضامين عديدة معتمدا على احداث ووقائع يرويها الأنصار انفسهم اما م الكاميرا ، قادة وقواعد، وكان واضحا جهد المخرج ، في اقتناص المهم منها ووضعه في سياقات سينمائية تروي للمشاهد بسلاسة تجربة فريدة وغير مسبوقة في حركات التحرر بالعالم. تجربة نضالية مسلحة لرفاق مسالمين هم ليسوا بجنود مدربين ( انهم مهندسون واطباء ومبدعين وعمال وفلاحين وكسبة..الخ) ، تحدثوا عن معاناتهم، عن تجربتهم بايجابياتها وسلبياتها، بفخرهم اولا بخيارهم ، ثم تحدثوا عن انهيار التجربة بعد (المسيرة المليونية) حيث هجر اهالي كردستان قراهم وقصباتهم ومدنهم ، جراء الهجمة الوحشية التي شنها النظام الفاشي ، بتسخير مؤسسته العسكرية والمخابرتية الجبارتين ، بعد انهائه للحرب العراقية – الأيرانية ، واستفرادهما بالسكان المسالمين . تلك المأساة الدامية التي شاهدها العالم عبر القنوات التلفزيونية، ولم يحرك كل ذلك المجتمع الدولي وهيئاته، ونصرة اخواننا الأكراد من الأهالي او الأنصار والبيشمركة ، ومناصريهم من العرب .. حيث وجه النظام الفاشي هجمته الشرسة نحو الجميع. وحسنا فعل الفيلم بالتركيز على هذه الكارثة التي ادت الى انتهاء تجربة الأنصار الشيوعيين الأبطال، معبرا عن ترك التجربة لجروح لن يستطيع اي زمن على شفائها .. جروح نفسية وعائلية ووطنية اكدها الفيلم عبر احاديث الأنصار وبعض الصور الفوتوغرافية ، ومن هنا كانت صعوبة التوثيق لندرة المادة الأرشيفية الذي يتطلبها هذا النوع من الأفلام. لكن فيلم " سنوات الجمر والرماد" استطاع وعبر خيط درامي رفيع ان يربط احداث ومأساة التجربة من خلال الصوت والصورة ، مستعينا بالوثائق القليلة حينا واحاديث الأنصار حينا آخر.

تلك العملية في اعتقادي صعبة التنفيذ فيلميا.. لكن زميلنا المخرج علي رفيق ، وحسب متابعتي له ، عمل على (اجراء اللقاءات مع الأنصار) على مدى عدة سنوات وعبر سفرات للعديد من الدول العربية والأجنبية وجولة ميدانية في داخل الوطن خاصة في ( كردستان الحرية ) والتي تعاني من تضييق النظام الجديد في بغداد حينا ومن الدول المجاورة حينا آخر. .. استطاع المخرج وبتقنية جيدة دراميا ان يتحدث عن تلك التجربة الفذة بايجابياتها وسلبياتها .. واعتقد ان هذا الفيلم هو الاساس وبداية لأفلام اخرى ( كما طرح في بداية الفيلم ) اذ لابد الحديث عن جوانب اخرى وتفاصيل عديدة من التجربة وفعالياتها، خاصة ان المخرج كما قال قبل العرض الخاص انه قد صور اكثر من (60) ساعة ولا زال يصور بمجهود شخصي وبمساعدة رفاقه في حركة الأنصار الشيوعيين في داخل الوطن وخارجه ، ونتمنى ان يتواصل تعضيد واسناد هذا الجهد.

كما اتمنى على الحركة الأنصارية ومنظمات الحزب الشيوعي تعميم هذا الفيلم واقامة العروض له في كل مكان ، لأن الفيلم كان تعبيرا فنيا وابداعيا يطرح تجربة فريدة لمسيرة نضال الشعب العراقي ضد الاستبداد وقد خاضها ابناؤه البررة من الأنصار الشيوعيين في زمن صعب جدا، زمن " الجمر والرماد"! وحرام ان تهمل هذه التجربة الفنية الصادقة بطرحها وباسلوبها الجميل رغم الأحزان ، حيث لم ينس الفيلم شهداء الحركة الأنصارية وجاء كتحية صادقة لهم ممجدا مآثرهم وبطولاتهم .

ان مثل هذه النتاجات الفنية ينبغي الأكثار منها وان تعمل القوى الوطنية وفي مقدمتها الحزب الشيوعي والاحزاب الكردية على دعم مثل هذه المشاريع فهي تؤرخ لبطولات الانصار البيشمركة، ولتكون دليلا صادقا للأجيال عربا وكردا وباقي مكونات شعبنا ، اولئك الذين تصدوا وكافحوا ببسالة ضد اعتى نظام ارهابي ، نظام البعث الفاشي .

مشاهد من الفيلم :

 


فنان سينمائي – مسرحي
لندن












 

free web counter