الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الثلاثاء 24/3/ 2009

 

في يوم المسرح العالمي
لا قيمة للمسرح العراقي من دون جمهور

نعمة السوداني

رسالة الى معالي السيد رئيس الوزراء السيد نوري المالكي المحترم ....

يمر العراق بظروف خاصة اليوم بالغة التعقيد وتشكل بذلك استثنائية لتلك الحالة بين بلدان العالم قاطبة وبكل تاكيد ان هذه الظروف تؤثر وبشكل سلبي على واقع الحركة الثقافية والفنية والادبية وبالتالي تمنع من ان تعطي لنا محصلة جديدة للتقدم والنهوض في الواقع العراقي الممتد لحضارات متعددة . وان لهذه الظروف وماتحمل في طياتها من مصاعب كثيرة تؤكد ايضا على ان المسرح العراقي برمته يمر الان في ظروف قاسية فيما يتعلق بنشاطاته فلامكان للعروض المسرحية والعزوف الواضح لحضور الجمهور .. كما وان دور العرض اصبحت في خبر كان سواءا على المستوى الحكومي والتابعة لمؤسسات مثل وزارة التربية او التعليم العالي او الفرق المسرحية الاهلية باستثناء المسرح الوطني اليتيم . والكل يعلم ان دور العرض لها دورا مهما في بناء العملية المسرحية ونهوضها .وبالتالي تشكل قطاعا مهما في حياة المجتمع وتلعب دورا مهما في بناء ثقافة جديدة قادرة على محاربة الفساد والتخلف والجهل .

ومن نافل القول ان نؤكد على طبيعة التواصل الانساني بين فن المسرح والمجتمع على اعتبار ان المسرح جزءا مهما في المؤسسة الثقافية والادبية والفنية بحكم تعامله مع المتفرج عبر خطابات متعددة ومتلونه تكتمل دائرتها بالكاتب والمخرج والممثل من خلال مكان العرض والمقصود هو( دار العرض ) الذي يكون من مكوناته الجمهور ذلك الجانب المهم في حياة المسرح وعلى حد قول الفنان المسرحي البولوني الكبير غروتوفسكي ( استطيع ان استغني عن كل شئ في المسرح الا عن الممثل والمتفرج ) وبالتالي نحن بحاجة الى مسرح يتلمس مشاكل الناس والمجتمع وليعالج ايضا المواضيع الاكثر اهمية والتي تلامس وتتلمس حياة الانسان العراقي كما عرفنا عبر التاريخ اهمية المسرح بمعالجة موضوعات الاستبداد والطغيان والدكتاتوريات التي
تسلطت على رقاب الشعوب وكيف كانت الاجهزة الامنية القمعية تمارس قمعها واضطهادها للبشر وبذلك وضع المسرح الانسان وقضاياه جوهرا مركزيا له مع خصوصياته الوطنية والقومية .

دور العرض المسرحي ...
من هنا نرى ان للمسرح تاثير بالغ الاهمية على الواقع الاجتماعي وعلى التاثير على التدهور العام في الحياة ذلك واضحا في ابداعية وحرفية العمل المسرحي الذي يستوحي موضوعاته من المجتمع والمحيط به عبر تقديم اشراقات جديدة لتصوير مستقبل زاهر للشعب العراقي .
ان حجم الدمار والخراب الذي عم في البنى التحتية في العراق شمل ايضا المؤسسات التي ترتبط ارتباطا عضويا بالمسرح فقد انقرضت دورا عديدة للمسرح ( بأستثناء المسرح الوطني ) مثلما كانت قاعة الخلد والمسرح القومي ومسرح بغداد والرشيد والخيمة الى اخره من مسارح كانت تشكل اضاءة بارزة ومهمة في تاريخ العراق الحضاري.

اليوم وفي هذه المناسبة العالمية يوم المسرح العالمي ندعو فخامة السيد رئيس الوزراء بالنظر الى واقع المسرح من خلال النظر الى واقع دور العرض الذي اصابهاالخراب والدمار لبذل الجهود والمساعدة لتذليل العقبات والمصاعب امام اجيال من الطلبة ينتظرون ان تكون هناك وقفة تامل من اجل رفع الماساة عن هذه الدور اما باعادة ترميمها من جديد او بناء صرحا جديدا يليق بخطوات حكومة السيد المالكي المتناميه بشكل واضح في الواقع العراقي كما هو في الجانب الامني. واليوم السيد المالكي مدعو لان يؤشر لانهاء هذه المأساة كي نرتقي بالانسان نحو الافضل وهذه هو المعنى الحقيقي للثقافة بين افراد المجتمع من خلال المؤسسات الثقافية والفنية والادبية التي لابد وان تاخذ دورها الريادي والحقيقي في بناء معيار جديد للتطور الحضاري في عراقناالحبيب .

نحن ننشد الى ان يكون هناك تطورا ملموسا ونحن نقطع السنة السادسة بعد سقوط النظام السابق مستبشرين خيرا في خدمة الحركة الثقافية والادبية بعامة والمسرحية
بخاصة والغاية من ذلك هو حضور دور الدولة ورعايتها للطلبة ومنشاتهم مثل النظر في بناية كلية الفنون الجميلة (قسم الفنون المسرحية) الواقعة في الكسرة وعن حجم الدمار الذي اصيبت به حيث تفتقر الى ادنى الشروط الصحية والفنية , قاعة المسرح عبارة عن خرابة وماساة .. اعتقد بان زيارة واحدة للسيد رئيس الوزراء الى هذا المكان الذي انجب الكثير من الفنانين العراقيين ستكتفي بالغرض وسيؤشرعلى رسالتنا هذه بالمحبة والعطاء وعلى اساس ان المسرح فن جميل يحمل برسالته اهتمام خاص في بناء ونهضة الشعوب وهي رسالة كونية . واتمنى ايضا ان يكون السيد رئيس الوزراء بمثابة مؤسس حركة المجتمع المدني في اثينا بيركليس والمنقذ الحقيقي للمسرح العراقي لما يعانيه الان من ظروف صعبة .

ان دعواتنا هذه لاتقف عند حد بل اننا نطمح ايضا ان تقام مهرجانات محلية وعربية وعالمية في عالم المسرح وايضا كذلك في عموم المحافظات وليؤكد لنا على حضور المسرح العراقي بعد غياب ونستبشر منه خيرا لرفد الحركة المسرحية التي هي مقياس لتقدم الامم . فكيف ونحن ابناء الحضارات المتعاقبة سومر وبابل واشور.

المسرحيون في العراق مدعوين الى تجديد المسرح الذي يقع على عاتقهم التغييرو التطلع الى تقديم الثقافة الابداعية بمعناها الانساني من خلال المزيد من التحدي رغم الظروف الصعبة التي يمر فيها العراق .

ان السعادة الحقيقة للشعب العراقي هي السعي الجاد لتقديم حضارة تليق به عبر قنواة الثقافة والفنون والاداب من خلال العودة بالمتفرج الى مقاعد الصالات المسرحية لان الاحصاءات الاخيرة تشير الى انه لم يعد هناك متفرجا حقيقيا لحضور العروض المسرحية التي تقدم الان حتى ولو لقلتها وايضا لعدم وجود القاعات الخاصة لذلك بسبب اضطراب الوضع الامني الذي يمر به العراق اليوم .


 

free web counter