الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الأحد 24/6/ 2012

 

ماجد الخطيب: هاينريش هاينه روح الشعر الالماني

رويترز

Sat Jun 23, 2012 7:03am GM

بيروت23 (رويترز)

من جورج جحا - (تحرير محمد هميمي )

كي نلقي ضوءا على تقييم الباحث العراقي ماجد الخطيب للشاعر الالماني هاينريش هاينه زيادة على عنوان الكتاب الواضح تماما وهو "هاينريش هاينه روح الشعر الالماني" يحسن ان نورد تلك الاقتباسات التي اخذها عن كبار تحدثوا عن الشاعر الالماني الكبير.

نقل الكاتب الينا قول الشاعر والناقد الادبي الفرنسي الراحل شارل بودلير وهو "لا تملك فرنسا المسكينة اليوم سوى شعراء قليلين لكن لا احد منهم يقارن بهاينريش هاينه."

ونقل ماجد الخطيب عن فرنسي كبير آخر هو الروائي اونوريه دي بلزاك قوله "جسّد في باريس روح الشعر الالماني كما جسّد في المانيا روح النقد الفرنسية البناءة."

ونقل عن الفيلسوف والشاعر الألماني فريدريش نيتشه قوله "يكفي القول ان هاينه وأنا اول فناني اللغة الالمانية."

أما عن الموسيقي الالماني ريتشارد فاجنر فقد نقل القول التالي "قلب هاينه ارشيف المشاعر الالمانية موهبة ندر ان انجبت المانيا مثيلا لها."

وختم الاقتباسات التي ضمها غلاف الكتاب بقول الفيلسوف الألماني والسياسي والمنظّر الاجتماعي كارل ماركس عن هاينه إنه "اعظم الشعراء الالمان بعد جوته."

المؤلف كاتب مسرحي وقد جاء كتابه في 406 صفحات متوسطة القطع وصدر عن (المؤسسة العربية للدراسات والنشر) في بيروت.

استهل الباحث كتابه بمقدمة تحدث فيها عن نظرة الكاتب ورجل الفكر المجري جورج لوكاتش الى الشاعر هاينه. وقال إن لوكاتش شأنه شأن نيتشه يكن احتراما وتقديرا كبيرين لهاينه "واذ رأى نيتشه في هاينه 'مكرا' اهّله لان يكون فنان اللغة الالمانية الاول فان لوكاتش رأى في 'سخرية' الشاعر ذروة نضوج ادبي وفكري لم يبلغها اي شاعر الماني."

اضاف ان لوكاتش خصص في كتابه المهم "واقعيو الادب الالماني في القرن التاسع عشر" نحو ستين صفحة للحديث عن ادب هاينه وتأثيره الكبير على الادب الاوروبي عموما والالماني خصوصا في المرحلة الانتقالية بين عصري الادب التقليدي والحديث في اربعينات القرن التاسع عشر.

وفي هذا الفصل الذي اكمله لوكاتش عام 1935 يهاجم الكاتب الشاعر هاينه بلا رحمة بسبب هشاشة موقفه السياسي والشخصي في تلك الحقبة وتردده في الانتقال تماما الى صفوف "الثورة البروليتارية" ولكنه يطري بلا حدود شاعرية هاينه ورهافة حسه وغنائيته ويقيّم عاليا موقفه النقدي من الشعر الكلاسيكي والحركة الرومانسية.

ويرى في "سخريته" اساس المرحلة الانتقالية التي قادها هاينه وادت الى انطلاقة مرحلة الادب الحديث.

ويتابع القول ان هاينه انتقد "الرجعية الرومانسية" في اربعينات القرن التاسع عشر وكتب ان "تأليههم للتاريخ الالماني هو تأليه لتاريخ بائس وعبودي وان اطراءهم للعصور الوسطى والكنيسة الكاثوليكية لا يعني سوى البحث عن الادب البديل في اروقة الفاتيكان..."

اضاف "وكان من الاوائل الذين فسروا مبدأ 'غريزة وحدة الوجود' الرومانسية على انه نزوع خفي الى الكنيسة الكاثوليكية الام وتوق قومي ظاهر الى وحدة الوجود الالماني القديمة.

"هاجم هاينه 'الرومانسية الساخرة' ايضا واتهمها بالمراوحة في مكانها. صنع من 'سخريته' مبدأ لتحطيم اوهام الناس عن الواقع المنسجم الذي تدعيه الكنيسة والسلطات الاقطاعية للعالم بل بلغ في تهكمه مبلغ(الفلسفة) 'الكلبية' بسبب رغبته عن التعبير عن تمزق الواقع وهدف تحطيم كل بقايا العصور القديمة التي تدعي انسجام الانسان مع نفسه ومع هذا الكون."

وقال "يقول (الفيلسوف الألماني) فريدريش انجلز 'يرفع هاينه حماسة المواطن عن قصد لكي يعيده من بعد ذلك الى حضيض الواقع مجددا.' ولهذا فان سخرية هاينه تثير فيه شعورا بالغضب في حين تبعث سخرية الشعراء الاخرين (الرومانسيين) فيه شعورا بالاطمئنان وتبقيه اسير اوهامه..."

ومضى يقول انه "واذا كانت سخرية هاينه اللاذعة عقيدة الحدبث في ادب المرحلة الانتقالية والمرحلة اللاحقة وسبب نقمة الدولة البروسية عليه فان تأسيس القصيدة الحديثة على حكم التناقضات الجارية في هذا العالم كان مولّد الادب الالماني الحديث في تلك الفترة...

"إن كشف الغطاء عن التناقض ليس قضية فكرية كما يقول (الفيلسوف الألماني جيورج فيلهلم فريدريش) هيجل لكن تصوير الاجواء التي تتحرك فيها هذه التناقضات هي القضية في واقع الامر ..."

 

free web counter