|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |

 
 

                                                                                                                                                                                               الصفحة الثقافية

 
 

 

لقاء صحفي  *
مع الرفيقة بيتي كارلسون
سكرتيرة الحزب الشبوعي في الدنمارك
 

اجرى المكتب الصحفي لمنظمة الحزب الشيوعي العراقي في الدنمارك لقاءا صحفيا مع الرفيقة بيتي كارلسون سكرتيرة الحزب الشبوعي في الدنمارك KPiDفي شهر ايار من هذا العام على شرف الذكرى الثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي والرفيقة بيتي متابعة نشطة كما هو حزبها لنضال الحزب الشيوعي العراقي ولتطورات الوضع السياسي في العراق.



الرفيقة بيتي كارلسون


الرفيقة بيتي هل من الممكن تقديم نفسك ؟
-
اسمي الكامل هو بيتي فريدنسبيرج كارلسون, عاملة سابقة في قطاع المعادن كما عملت في اتحاد العمال الخاص بهذا القطاع لسنوات طوال. سكرتيرة (رئيسة باللغة الدنماركية) للحزب الشيوعي في الدنمارك وكنت سابقا عضوة في اللجنة الحزبية للحزب الشيوعي الدنماركي وفزت في وقتها بعضوية اللجنة البلدية لمدينة كوبنهاجن . مع انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991 انظم جزء من الجزب الى مجموعة احزاب يسارية في نشاط تشكيل شكل تنظيمي جديد لليسار واستمر الجزء الباقي في التنظيم الشيوعي والذي سمي بالحزب الشيوعي في الدنمارك في عام 1993 بدلا من الاسم الاصلي الحزب الشيوعي الدنماركي.

كنت نائبة لرئيس اتحاد المستأجرين لمدة 25 عاما في كوبنهاجن وعلى مستوى الدنمارك, وهذه المنظمة ترعى المصالح الاقتصادية والسياسية للمستأجرين. على مستوى خارج الدنمارك عملت في النشاط المشترك للاحزاب الشيوعية ولاسيما في الفترة التي اعقبت انهيار الاتحاد السوفيتي واعادة ترتيب العمل المشترك للحركة الشيوعية في العالم.
على المستوى الشخصي انا ارملة وزوجي كان احد القادة النقابيين لعمال البناء في كوبنهاجن ولدي اولاد واحفاد.

بعد سنتين ونصف تقريبا من حكم يسار الوسط بقيادة الاشتراكية الديمقراطية والذي اعقب عشر سنوات من حكم اليمين, كيف يرى الحزب الشيوعي في الدنمارك الموقف الحالي؟
- بعد عشر سنوات من الحكومة اليمينية حصلت الدنمارك في عام 2011 على حكومة بقيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي , وكان هذا التغيير نتيجة لنشاط العديد من القوى الاجتماعية ومن بينها الحركة النقابية الدنماركية والتي قامت بنشاط فعال من اجل ان تفوز الاشتراكية الديمقراطية واليسار الدنماركي في الانتخابات. ان الفئات العاملة في الدنمارك قد واجهت خيبة امل كبيرة مع سياسة الحكومة الجديدة , والتي في واقع الامر تمارس نفس السياسية اليمينية السابقة. لقد تم تحميل القوى العاملة في الدنمارك تكاليف ازمة النظام الرأسمالي المالي والازمة الرأسمالية عموما بدلا من مسببها وهو الراسمال المالي, وقد شمل ذلك الشباب وكبار العمر معا. الحكومة الحالية تتبع بشكل اعمى سياسة الاتحاد الاوربي الذي يستغل الازمة الاقتصادية كحجة لمصادرة العديد من الحقوق النقابية والعمالية والديمقراطية, والتي جاءت نتيجة الكفاح الطويل وعبر العديد من اجيال الطبقة العاملة وكل العاملين عموما. الاتحاد الاوربي قد صادر عمليا استقلالية القرار السياسي للدول الاعضاء, وفي حقيقة الامر فأن ثمانين بالمائة من القوانين يتم اتخاذها على مستوى الاتحاد وليس برلمانات الدول الاعضاء, وهذا ما يخدم الرأسمال المالي وباقي الرأسمال الكبير. كل هذا قاد الى زيادة حدة الصراع الطبقي في دول الاتحاد الاوربي, وكانت ستراتيجية قوى الرأسمال تكمن في مواجهة الطبقات العاملة في مختلف البلدان الاوربية لبعضها البعض عبر التنافس على فرص العمل, والذي يقود الى تدني مستوى الاجور وسوء ظروف العمل.

ان حزبنا يكافح بالضد من الاتحاد الاوربي ومن اجل زيادة التضامن الاممي, وفي هذا المضمار نقوم بجهود كبيرة في اطار العمل ضمن حركة اجتماعية واسعة كما حصل في بداية السبعينات من القرن الماضي بهدف التصويت في وقتها برفض الانضمام للسوق الاوربية المشتركة. مع الاسف كان التصويت في وقتها بنعم ولكن الكفاح يستمر بالضد من الاتحاد الاوربي وتشير الاستطلاعات الى تزايد الرافضين لنفوذ الاتحاد الاوربي.

كيف تجدين التعاون بين الاحزاب اليسارية والتقدمية في الدنمارك ؟ للحزب الشيوعي في الدنمارك تعاون جيد مع العديد من قوى اليسار في اوربا وفي العالم. لماذا تعتقدون ان هذا التعاون ضروري وما هي اهم فوائده ؟
- اليسار الدنماركي يتكون من عدد من الاحزاب والقوى, وفي مجرى السنين تخلى عدد من هذه القوى عن منظور البديل الاشتراكي للرأسمال الامبريالي, بل حتى ان حزب الشعب الاشتراكي تخلى عن مناهضة الاتحاد الاوربي واصبح عمليا جزء من القوى المناصرة للنظام الرأسمالي الاوربي. لهذه القوى الوهم بامكانية تغيير وتحسين النظام الرأسمالي من داخله. هذا الوهم يمتد الى الفترة التي كان فيها الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي قائما, في حين ان الوضع الحالي يعبر عن زيادة حدة الصراع الطبقي, ولذا قامت الاحزاب الشيوعية في اوربا بالعمل المشترك من اجل فضح والكفاح ضد الرأسمال الاوربي ممثلا بالاتحاد الاوربي. من الضروري الكفاح المشترك ضد العدو الطبقي, ومشكلة اليسار هو في عدم طرحه للبديل للنظام الرأسمالي. نحن نعمل بشكل مشترك في معركة الدفاع عن الحقوق المكتسبة عبر النضال الطويل المشترك والتي يعمل الرأسمال على قضمها تدريجيا, وفي الموقف النقدي من الواقع الحالي وسياسة الاتحاد الاوربي, ولكن حين يصل الامر الى طرح البديل الاشتراكي, لانجد من يدافع عنه غير الشيوعيين.

مناصري الاتحاد الاوربي من السياسيين يحاولون تقديمه للناس بكونه مشروعا للسلام في اوربا, المشروع الذي ضمن و يضمن عدم اندلاع النزاعات والحروب. هذا هو الكذب بعينه, فالاتحاد الاوربي كان غارقا في الحرب في يوغسلافيا, وله دور فعال في الاحداث الحرجة والخطيرة في اوكرانيا, حيث ان سفراء الاتحاد الاوربي قد عملوا بشكل مباشر في التحضير والتنفيذ للانقلاب غير الشرعي ضد الرئيس المنتخب ديمقراطيا.

ان هذه الظروف لخطيرة ونرى فيها تصاعدا للنزعة العسكرية في اوربا, والتي اصبحت لاتعترف بالحدود الدولية في اوربا او الحدود بين اجزاء العالم. كل هذا يتم تحت شعار دعم الشعوب والديمقراطية, وهنا يجب ان لاننسى ان ضمن ما يسمى بالانتفاضات الشعبية العديد من القوى الفاشية والمتطرفة المتشددة. لابد من التذكير بقصف ليبيا في الوقت الذي طالبت حكومتها برفع اسعار النفط, وفي غزو بلادكم ايها الرفاق العراقيين خارج نظام الامم المتحدة وبدون قرار شرعيا من مجلس الأمن, ذلك الغزو الذي قاد الى الفوضي والحروب الداخلية, وكما حدث لاحقا في ليبيا واوكرانيا, اضافة الى عواقب اخرى من بينها تحطيم الاثار التأريخية النادرة بل وسرقتها من قبل القوات الغازية.

كيف ترون الكفاح من اجل العدالة والاشتراكية, ومنها في منطقة الشرق الاوسط ؟
- في ظل الامبريالية وحدة الصراع الطبقي مع دكتاتورية الرأسمال المالي, وسياسته عبر القروض من صندوق النقد الدولي والبنك العالمي, يزداد الفقر نتيجة لعملية التخصيص وخفض النفقات العامة. هذه السياسة يتم املاءها من قبل مانحي القروض اي الرأسمال المالي, والتي قادت الى الاحتجاجات الاجتماعية, والتي يسميها الرأسمال المالي بالعمل من اجل "اليمقراطية" ويقصدون بديمقراطيتهم دكتاتورية قوى السوق الحرة وفقا للنموذج الغربي.

الرأسمال كان نشطا ومشاركا فعالا في تفريغ الاحتجاجات الشعبية من محتواها الحقيقي. وفي مكان اخر ومنها البلدان العربية قامت القوى الرجعية والمصالح الاقتصادية الكبرى بلعب ورقة الدين, حيث يتعاون الرأسمال العالمي مع قوى الاخوان المسلمين, في ظل الانظمة النفطية وثرواتها الهائلة, حيث يتم استخدام الدين, كما حدث في اوربا سابقا, لتغييب الشعوب عن الفعل الحقيقي, بل ويدفعوها وبقوة للخلاف والصراع على تفسير العديد من النصوص الدينية القديمة التي يتجاوز عمرها اكثر من الف عام, وعلى كيفية العيش حاليا وفق التقاليد الاجتماعية القديمة. ان هذه الستراتيجية لقوى الرأسمال والرجعية تتمثل ببساطة بسياسية "فرق تسد".

القوى الحاكمة تستطع تقسيم المجتمع من خلال الدين, من خلال المراتب الاجتماعية كما في الهند, على اساس العمل من خلال العاملين والعاطلين, على اساس ابناء البلد واللاجئين والمهاجرين, ويساعدهم في سياستهم هذه تزايد الفقر حيث الفقراء قابلين للوقوع في شرك تضليلهم وخديعتهم بهذه التقسيمات.

نحن الشيوعيون نخبر الناس عن مدى القوة التي يكتسبونها عندما يقفوا معا ولايسمحوا بتقسيمهم تحت اي شعار.
هذا ما ينسجم بالضبط مع ما يتضمنه الشعار الماركسي "ياعمال العالم اتحدوا", وهذا يشمل المستوى الوطني في كل بلد, ومن خلال بعث الثقة بتلك القوة التي يخلقها الوعي الطبقي. نحن الشيوعيون نتفاعل مع الناس اللذين نحن جزء منهم, ولدينا ثقة كاملة ان الاحزاب الشيوعية ستقوم بكل المبادرات الضروية من اجل تجميع القوى في كل بلد والتي تمكن من خوض الكفاح بالضد من قوي الرأسمالية غير الانسانية, وعبر هذا الصراع نكشف عن البديل الذي يحقق مستقبلا بدون حروب ومجتمع العدالة الاجتماعية, والذي هو الاشتراكية لاغير.

النفط الذي كان من المفروض ان يكون ثروة لجميع سكان الشرق الاوسط, تم استغلاله في الحروب والقمع الاجتماعي, واصبح في خدمة فئات محدودة قليلة العدد, ولا يمكن تسمية هذا بشي اخر غير الجريمة. فوق هذا تقوم اسرائيل بنظامها السياسي الرجعي في ادامة الحروب والاحتلال والقمع. كل هذا نتيجة للنظام الرأسمالي, الذي يقوم على اساسه الرئيسي بتحصيل اقصى مايمكن من الارباح, على حساب استغلال الانسان وتدمير اساس الحياة البشرية في كوبكنا.

الحزب الشيوعي العراقي يحتفل بالذكرى الثمانين هذا العام 2014 لتأسيسه. هل لك ان توجهي كلمة بهذه المناسبة لقراء جريدة الحزب المركزية طريق الشعب وموقعه الالكتروني؟
- ايها الرفاق الاعزاء العراقيين, باسمي وباسم حزبنا نقدم لكم احر التهاني بمناسبة ثمانينية حزبكم الشيوعي. الحزب الذي ناضل في ظل ظروف صعبة وقاسية وفي ظل الاستعمار والديكتاتورية الدموية والامبريالية وفي ظل ظروف العمل السري والابعاد عن الوطن للعديد من اعضاءه.

نحن الشيوعيون الدنماركيون قد تعرفنا على العديد من الرفاق العراقيين ومنهم من كان لاجئا في بلادنا ووجدنا فيهم شيوعيين رائعين, يملأهم حب بلادهم وشعبهم, وبمناسبة اليوبيل الثمانيني نبعث لكم اخلص تحايانا وتمنياتنا بمواصلة كفاحكم من اجل طبقتكم العاملة وشعبكم على طريق العراق الاشتراكي المنعم بالسلام والعدالة الاجتماعية.


* نشر في طريق الشعب العدد 40 الخميس 25 / 9 / 2014

 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter