الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

السبت 21/11/ 2009

 

ميسان تحتفي بمجموعة الشاعر رعد زامل الجديد
(أنقذوا أسماكنا من الغرق)

حيدر زكي

مع إدراكنا لهاجس كل شاعر في إن يتميز بابتكاره وتفرده إلا إن ما ينبغي علينا إدراكه ...انه يخاطب متلقياً غير مخصص ...عليه أن يقيم علاقة معه لكي يرى نفسه فيه ، مع أن الشاعر يرى انه يقدم بوحاً ذاتياً ، إلا أن الجماعية لا بد أن ترى فيما يراه الفرد ....
وبما أن القصيدة ممر للتواصل بين طرفين : المرسل والمتلقي ، لابد لها أن تتميز بالتألق والتوهج والقدرة على الوصول وإلا تكون مغلقة لدرجة الطلاسم !!
وها هو (( رعد )) انه صاحبي وهو صديق .. انه سطح ناعم أملس لك أن تكتب فيه ما تشاء !! ولكن هيهات فله – هو وحده – أن يكتب ما يراه .. هو .. وبعد ذلك تجد أن ما قاله هو عين الذي أردت أن تكتب فيه ..
طيب .. كطيبة العراق وطيبة مائه وترابه ..
بسيط بساطة النسيم ، خال من كل عقدة تميز (( مثقفينا )) لا لكي يقال عنهم (( مثقفون )) أو يتصنعونها لكي يشار إليهم بالبنان !!
بسيط وطيب ، هل تكفي هاتان الصفتان ؟ لا اعتقد ذلك لي وانأ أعيد قراءة ما كتب أن أتملى وجهه الحزين وروحه الجريحة أبدا...
فهو والعراق ينزفان دماً ..
عراقي وجنوبي .. أهما ميزتان أم صفتان .. أم لعنتان ؟ أنت قل لي .. حين تكتم الأنفاس وتخنق الحناجر حين يكون الموت بديلاً عن قول الحقيقة .. ومن ذا يجرؤ على قول الحقيقة غير شاعر (مغمور) .. بعيد عن الأضواء ..
(( أن الشمس قد أضربت عن البزوغ
منذ.. أول رمح
حاول طعنها في الصميم ))
كيف لا يلاحقه الخوف ويرعبه (( الموت )) وهو قد ولد مع مجيء (( الموت )) إلى سلطة القهر والرعب...
فقد ولد عام 1969 بعد عام من إمساكهم بخناقنا وأنفاسنا..
افتحي قلبك
على مصراعية واستقبليني
أيتها المغارة يا بيتنا القديم
فانا خائف وطريد
افتحي أيتها اللغة
وبحروف عطفك
دثريني فانا خائف..
(( فانا خائف )) تتكرر أربع مرات في قصيدة قصيرة ..
كانت هذه الكلمات التي بدا فيها الأستاذ هشام الطائي الحفل المقام على قاعة مقر الحزب الشيوعي العراقي/ميسان احتفاءً بصدور المجموعة الجديدة للشاعر رعد زامل بعنوان ( أنقذوا أسماكنا من الغرق) ويأتي هذا الاحتفال ضمن ملتقى الخميس الثقافي الذي تقيمه اللجنة الثقافية للحزب .
ومن ثم رحب الاستاذ هشام بالحضور كما رحب بالناقد (حسن الكعبي ) وبالشاعر(غسان محمد علي) وبعدها ترك المجال للشاعر رعد زامل ليتحفنا ببعض من قصائد ديوانه كانت القصيدة الأولى بعنوان انجدوووني .

في طريقه للعزلة
ظل يلوح كثيراً
حتى تساقطت اصابعه
هكذا....
خرج شاعر البلاط
حافياً يقتفي اثر الصنوبر
وكلما غرق في افكاره
صاح: انجدووووني
ترى
من سينجدنا
نحن الذن احرقنا
المراكب من خلفا
وغرقنا على اليابسة

إما القصيدة الأخرى فكانت (بعنوان طفولة)

كلما تذكرت طفولتي
بين برك الحليب
والمستنقعات
بل كلما تذكرت العزلة
بين المزابل
تضج غيمة من الذباب
ذباب
ذباب
يلوث الذاكرة
ذبـ ااا آب
آوووووه
متى اخلع هذا الضجيج
من رأسي
وأعتمر قبعة النسيان

كما قرأ الشاعر مجموعة جملية من القصائد نالت استحسان الحاضرين بعدها ترك المجال إلى الناقد حسن الكعبي ليقدم ورقة نقدية . كما دارت حوارات مع الناقد والشاعر وبعدها قدمت شهادة تقديرية من اللجنة المحلية للحزب للشاعر .

وفي لقاء مع الأستاذ هشام الطائي أوضح لنا أن اللجنة الثقافية قد استضافت الشاعر (رعد زامل) من قبل في أمسية مماثلة لكن هذه المرة جاءت احتفاءً بمجموعته الشعرية الجديدة . وأكد لنا الطائي إن الشاعر من الشعراء المتميزين حيث يكتب بلغة واضحة مفهومة وهي دائماً تعبر عن معاناة جيله كما أن القصائد التي يكتبها يمكن أن نعتبرها من قصائد السهل الممتنع. هذا وتخلل الحفل مجموعة من قصائد للشاعر الشاب (غسان محمد حسن).


 

free web counter