الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الأربعاء 21/11/ 2012

 

بغداد ترقص على ايقاعاتها

عبد الرزاق الحكيم

تأكيدا لأهدافها الرامية الى التواصل مع كافة حلقات الابداع العراقي في المهجر وعلى اختلاف مستوياتها واتجاهاتها جمعية البيت العراقي في لاهاي / دنهاخ , وبالتعاون مع رابطة بابل للفنانين والكتاب الديمقراطين في هولندا تحتفي بالمخرج المسرحي العراقي المغترب ( كمال البياتي ) في احتفالية ممسرحة شهدت العديد من الفعاليات الثقافية المتنوعة كان من ابرزها العرض على شاشة كبيرة, لمسرحية بغداد الراقصة , المسرحية التي شاهدها عشرات الالوف من مختلف الجنسيات البشرية في بوليفيا وهافانا وجكارتا والمانيا وفيما يلي سرد موجز لوقائع الامسية المسرحية التي شهدت حضورا لافتا من لدن الفنانين والادباء والمثقفين والاعلاميين العراقيين في مقدمة الاحتفالية توجه السيد رئيس الهيئة الادارية لجمعية البيت العراقي /لآهاي, بكلمة شكر وترحيب بالسادة الحضور...حيث قال : اسمحوا لي ان ارحب بكم في بيتكم الذي انتجتموه منذ عقد من الزمان ونيف ,واسمحوا لي ان اتقدم لكم بأسمى آيات الشكر والتقدير وانتم تنتصرون لكل انواع الابداع العراقي على وجه المعمورة واسمحو لي ان اتقدم باسمكم , بالترحيب السيد المستشارالثقافي رئيس الدائرة الثقافية في سفارة جمهورية العراق الاتحادية الاستاذ الدكتور جواد الموسوي ومساعده الاستاذ الدكتور مفيد الدليمي باحر واصدق آيات الشكر والتقدير والامتنان لحضورهما الفاعل والمتفاعل مع النخب المثقفة من ابناء الجالية ولا يسعني في هذه الامسية الا تاكيد مسعانا الدائم تجاه الانتصار الى الابداع العراقي في كافة مستوياته , وقبل ان اترك الحديث الى الدكتور سلام الاعرجي كنت اود ان اقول لكم اننا اليوم سنشاهد عرضا مسرحيا من طراز آخر , عرضا مسرحيا سترقص فيه بغداد على منجزها الانساني والثقافي والحضاري بجسد طاهر قدسي وستروي اوجاعها بتضحيات القديسين وهواجس المفكرين و نزوات الطغات والعابثين ... ايها الاصدقاء والاحبة , عشاق بغداد السلام ... بغداد المحبة والوئام ... لا أُريد ان افسد عليكم متعة المشاهدة قدر ما اتمنى لكم مشاهدة ممتعة وساترك الحديث للصديق, سكرتير رابطة بابل للفنانين والكتاب الديمقراطين في هولندا الدكتور سلام الاعرجي ليذهب بكم الى عوالم كمال البياتي الصامتة الناطقة وهي تحكي افراح بغداد واوجاعها على مر العصور ....الاعرجي من جهته رحب بالجمهور الكريم باسم رابطة بابل للفنانين والكتاب الديمقراطين في هولندا وشكر لمعالي المستشار الثقافي الدكتور جواد الموسوي ومساعده الدكتور مفيد الدليمي حضورهما الداعم لانشطة الجالية العراقية الابداعي وفي معرض حديثه عن المسرحية قال : ان ثمة اشكالية مسرحية جدلية موغلة في القدم تتجسد عبر صراع ديالكتيكي بين مسمين وهما النص الدرامي والنص المسرحي / رؤيا التاليف ورؤيا الاخراج , الاثر المعنياتي الذي ينتجه النص الدرامي / والآثار التي تنتجها القراءة , وهذه الاشكالية الجدلية تسيد بعض طرفي الصراع المتضادين المتناقضين على بعضه الآخر وفي خظم هذا الصراع ينتج الخطاب المسرحي قصديته المعنياتية , الا اننا اليوم سنجد انفسنا ازاء اسلوب اخراجي مختلف تماما , اسلوب يسقط النص الدرامي ببنيتيه الكيفية والكمية أرضا , ويخلع عن المسرح موجوداته المادية المؤسسة لفضاءه ولا يبقي على شيء سوى جسد الممثل والموسيقى والضوء – مقاربة ميكانزمية من مثلث ادولف آبيا – واذا كانت الموسيقى والانارة واللون والازياء تغرق المسرح بفيض من العلامات على وفق انساق متوازية فان جسد الممثل المشتغل داخل الكتل البشرية سيكون المرجع الاهم في التاويل والتدليل واستنطاق الاثر . واذا كنا أيها الصديقات والاصدقاء ازاء مسرح مفعم بالغرائبية والتغريب فنحن اليوم ايضا ازاء نموذج من الابداع العراقي اوغلت فيه الغربة واوغل فيها, ففي منتصف السبعينيات غادر مدينته خانقين الى بغداد حاملا معه احلامه وتطلعاته الى السعادة والحرية , لم يتسع له صدر النظام , غادر الوطن والاهل والاحبة والذكريات والاحلام والطموحات , كل شيء في غياهب الذاكرة صار لديه مشوشا , الا بغداد خالدة في ذاكرته... خلود الازل ذاته مشرقة فيها بالامل والحب والعطاء , فهي الحبيبة وهل ينسى الحبيب حبيبته , لقد طاف ببغداد في شوارع برلين ولشبونة وجكارتا وجزر الكناري وبوليفيا وغيرها من مدن الكون الا ان بغداد وحدها التي بقيت تنث عليه الحب والسلام وتتلاشى امام ناظره كل الاشياء... النساء والشوارع والمدن .

ايها الصديقات والاصدقاء رحبوا معي بالفنان العراقي كمال البياتي ومنجزه الابداعي... بغداد الراقصة . كمال البياتي كان قد شكر للجمهور حضوره وعرف بنفسه قائلا : انا كمال البياتي من مواليد 1957 خانقين / كبرت ببغداد التي غادرتها في سنة 1976 , عشت الغربة في برلين عقدين من الزمن وسبع سنين في جزر الكناري ’ واربع في جكارتا وثلاث في سين ساوباولا, اشتركت في العديد من المهرجانات المسرحية العالمية في اندونيسيا وبوليفا ...ابهرتني المدن والنساء والشوارع , الا اني لم اجد اجمل من بغداد ولم ولن اعشق سوى بغداد ولم اسعد في ايما تجمع كما كنت اسعد في لقاء الاحبة في ركن من اركان الابداع بمقهى حسن عجمي , ولا ادري لماذا لم تنفصم لدي هذه الثنائية... اذا قلت بغداد يعني السلام واذا ذكر السلام مثلت امام عيني بغداد . اما مسرحيتي التي ستشاهدونها فهي بغداد الراقصة , بغداد منذ ثمانية قرون حتى يومنا هذا فتاة اشبه بالفرس الجموح لاتروض ولاتستكين... تتحدث بمختلف اللغات وتتعايش فيها العديد من الثقافات , بغداد الرشيد فتات تنثر الحب والسلام رقصا على ساكنيها فتنتج الحضارة والرقي , هذه الفتاة الحب والسلام ينتهك بكارتها التتار المغول في ابشع غزو عرفته الدنيا الا انها تبقى بغداد العصية على كل ظيم وقهر واستبداد , ففي العصور المظلمة انتجت اروع ما تنتجه الامم من فلسفة وعلوم وآداب , يتعاقب عليها الولاة الجهلة والحكومات الظالمة وتكتم انفاسها الدكتاتوريات , الا انها بغداد لاتبرح الحب والسلام وهاهي اليوم بعد ان قاومت الاحتلال تستعيد مجدها وتستعيد وحدتها برقصة الحب والسلام , والآن لنشاهد العرض ... تكوينات الكتل الجسدية والاداء التعبيري الراقص للمجاميع على خشبة المسرح والتوازن الهارموني بين اللون والموسيقى , كل ذلك جسد حكاية المسرحية وفتح الباب واسعا امام الحوارات التي اعقبت العرض وكانت على الوفق الآتي ....

الاستاذ الدكتور جواد الموسوي المستشار الثقافي في سفارة الجمهورية العراق قال : سعيد جدا بهذا التجمع المبدع وقبل الحديث عن العرض , نحن في وزارة التعليم العالي مهتمين جدا في البحث عن الكفاءات العراقية المبدعة ونسعى جاهدين الى استثمارها في العديد من المشاريع الوطنية العلمية منها والادبية , وهذا ليس امنية او طموحا بل هو نهج اختطته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ,وتواجدنا بينكم اليوم لنشارككم تطلعاتكم ونبحث معكم في كافة السبل والاساليب التي من شئنها تطوير العملية التربوية والتعليمية في الوطن , اما ما يتعلق بالعرض المسرحي , من النادر جدا ان تستوعب حبكة عمل مسرحي والافكار المبثوثة فيه بدون اللغة , الا انني استمتعت جدا بالعرض البانتوميمي والاداء الجسدي التعبيري الذي عوضنا اللغة وكان ذلك بدعم من اللون والمضامين الموسيقية الرائعة , لقد تحسست بغداد الرشيد بالوانها الزاهية وتحسستها بغداد الزريابية وكنت كما لو اني في حوار مع الفراهيدي والخوارزمي وكنت تلمست حرارة دمها وهي تنتهك على يد المغول والعديد من الدكتاتوريات , ألإخراج و العمل رائع , الا اني كنت اود ان نتطلع الى بغداد الاكبر, بغداد الفراتين الكنيسة الاولى والمعبد الاول , الى بغداد الزقورة والمسلة , وكنت اعتقد ان حركت التاريخ مثلما هي حبلى بالجمال والقيم والاخلاق حبلى بالنقيض , اريد ان اقول ان ثمة شعوب كانت بغداد الرشيد تضطهدها لذلك اعتقد اننا لو انطلقنا الى بغداد الاكبر سنجدنا امام المنجز الابداعي والحضاري الثر ففي فترة العصور المظلمة وفي فترات الاضطهاد انتجت بغداد الكبرى اجيالا من الفلاسفة والعلماء والشعراء ,, لقد كانت روح ولمسات جاسم العبودي وقاسم محمد وانغام نصير شمه واشعار سعدي يوسف والسياب مهيمنة على العمل اتمنى لك الموفقية ... وفي معرض تعقيبه على مداخلة الاستاذ الدكتور جواد الموسوي ...تحدث مدير الندوة , الدكتور الاعرجي قائلا : الأستاذ الدكتور الموسوي... اسمح لي ان انقل اليكم ومن خلالكم لمعالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي تحيات العديد من زملائي من حملت الشهادات العليا في هولندا واسمح لي ان انقل اليكم بعض همومهم ... ان العشرات منهم مستحقين للترقية العلمية , فهل بالامكان ارسال بحوثهم العلمية الى لجنة تقييم خاصة في الوزارة عن طريق الملحقية الثقافية في هولندا , لكي يحتلو المكانة التي يستحقون عند العودة الى الوطن ؟ وثمة العديد منهم غادروا الوطن لدواع سياسية وامنية ولديهم حقوق في الجامعات العراقية , فما هو الطريق الامثل للحصول عليها ؟ اجاب السيد المستشار قائلا : ما يتعلق بالسؤال الثاني فان العديد من القرارات قد صدرت وهي منصفة جدا , اما ما يتعلق بالسؤال الاول فان نهج الوزارة الحالي يتوجه نحو استثمار كافة الكفاءات العراقية في المهجر للنهوض بمستوى التعليم في العراق ونحن في هذه العجالة لا نستطيع وضع مسارات وآليات عمل, المقترح منتج ويمكن ان يكون اكثر انتاجية عندما نلتقي بالزملاء من حملت الشهادات العليا , باب السفارة والملحقيات مفتوح للجالية العراقية بكل شرائحها واطيافها ومستوياتها واتمنى على الجميع ان يثق بان العراق بحاجة الى جهود ابنائه وفي الطليعة منهم العلماء والمفكرين والمثقفين من فنانين وادباء وكتاب وباحثين واعلاميين ... بعد حديث السيد المستشار ذهب الجمهور الى استراحة وجيزة , بعد الاستراحة , فتح باب الحوار و المداخلات , وكانت المداخلات على الوفق الآتي مداخلة الدكتور سلام الاعرجي / دكتراه فلسفة فن ومخرج مسرحي . الاستاذ هادي الخزاعي / مخرج مسرحي من جيل الرواد . السيد سعد عزيز دحام / شاعر وممثل مسرحي بكلوريوس تمثيل انظم الى فريق المخرج كمال البياتي مؤخرا . الاعلامي ربيع البدري. الباحث محمود عثمان / الباحث حسين سميسم / الفنانة التشكيلية رملة الجاسم , الاستاذ تحريرالكروي .../ . السيدة باسمة البغدادي / اعلامية وناشطة في مجال المراة وحقوق الانسان , واخيرا كانت مداخلة السيد أبو فرح ,صحفي وناشط في مجال منظمات المجتمع المدني ...في نهاية الندوة وبفرح غامر ... قدمت باقات من الزهور الهولندية الجميلة للفنان المسرحي كمال البياتي ولمدير الندوة الدكتور سلام الأعرجي , من قبل جمعية البيت العراقي لتقديرا واعتزازا بهما وبما انجز من ابداع فني كبير ... اننا اذ نشير الى اسماء السادة من الذوات المداخلين انما لنلزم انفسنا بنشر مداخلاتهم في الجزء الثاني من هذا المقال مصحوبة بردود الفنان المخرج , حتى نلتقي في الجزء الثاني الاحترام والتقدير للقاريء الكريم والجمهور المحترم الذي شارك في الامسية .



لآهاي/هولندا

 

free web counter