الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الأربعاء 21/3/ 2012

 

 مدينة كيرافا الفنلندية تستضيف الكاتب يوسف أبو الفوز في أمسية ثقافية

في مساء دافيء من يوم 19 اذار الجاري ، وعلى القاعة الرئيسة في مركز النشاطات ، استضافت مدينة كيرافا الفنلندية (ضواحي العاصمة هلسنكي ، 30 كم شمال شرق العاصمة) وبالتنسيق بين المعهد الثقافي الاجتماعي ومركز النشاطات في المدينة ، الكاتب العراقي يوسف ابو الفوز في أمسية استمرت لمدة ساعتين للحديث عن كتابه الجديد " كوابيس هلسنكي " وموضوعة التطرف السياسي والديني ! وسط الحضور المتميز والمتنوع كان هناك ممثلين عن ادارة المعهد ومركز النشاطات وبلدية المدينة وممثلين عن السفارة العراقية في فنلندا .

في البداية رحبت الآنسة ماري راتيكانين من ادارة المعهد الثقافي الاجتماعي بالحضور والكاتب الضيف ، وتمنت لهم امسية جميلة ، وبينت اهمية مثل هذه اللقاءات للأطلاع على وجهات نظر مختلفة والحوار حول اسئلة يومية تهم حياة الناس واشادت بمساهمات الكاتب الضيف ودوره المتواصل في العمل لاجل ديمومة مجتمع أنساني متسامح متعدد الثقافات ، وشارك السيد صادق علوان في الترجمة .

الكاتب يوسف ابو الفوز تحدث عن روايته الاخيرة " كوابيس هلسنكي" (المدى دمشق 2011) ، شخوصها وافكارها واسلوبه في طرح رؤيته عن موضوع التطرف الديني والسياسي . بدأ من العنوان واشار الى ان الكوابيس أساسا في الرواية تعني ما يعايشه الانسان في حياته أكثر مما يراه في نومه ورغم كون العنوان يقود الى مدينة اوربية ، فأن كوابيسه المعاشة عراقية وتهتم بالشأن العراقي لكنها ترتبط بما يحدث في بلد اوربي ، هو فنلندا ، وبين ان نتائج وأثار العنف بسبب التطرف السياسي والديني هو كابوس يلازم الانسان المسالم المحب للحياة بأمان مهما كان بلده وجنسيته .

تحدث عن نشاط وحياة الجماعات الارهابية المتطرفة في اوربا، وفنلندا تحديدا، وعلاقتها بموضوع العنف الطائفي في العراق ، ولفت الانتباه الى ان روايته حذرت من أساليب دعم الجماعات المتأسلمة التكفيرية الناشطة في أوربا لدورة العنف الطائفي في العراق، ومخاطر هذه الجماعات المتطرفة على الحياة المسالمة في بلد أوربي مثل فنلندا ، وان الاعتقالات في الشهور الاخيرة في فنلندا بين ناشطين متطرفين متهمين بدعم الارهاب وجمع التبرعات جاءت كمصداقية لما ذهبت اليه الرواية التي حاولت قراءة المستقبل واستشرافه.

بيّن أن نتائج التشدد والتطرف السياسي والديني في أوربا تهدد الحياة الديمقراطية والاستقرار الاجتماعي ، وان روايته تحذر من أن اسباب العنف والارهاب اجتماعية واقتصادية قبل ان تكون دينية، وهي كامنة ويمكن ان تنفجر في اي حين عند توفر الظروف المناسبة واشار الى تأثير انتشار الاسلحة النارية في المجتمع الفنلندي خصوصا بين الشباب وقدم احصاءات رسمية تدعم كلامه ، وحذر من نتائج ذلك ومخاطره وارتباط ذلك بسياسات حكومات اليمين التي تساهم في خلق ازمات اجتماعية وسياسية .

اشار الى الاحداث في فرنسا وبريطانيا ، والواقع المتردي للجماعات المهمشة واعداد الشباب العاطلة عن العمل ، وبين انها يمكن ان تتكرر في فنلندا لأن اسبابها قائمة وتظهر وان بشكل متفاوت في النسب . وتحدث عن موضوعة الاسلام السياسي ، وافكار الرواية التي تؤكد على فصل الدين عن السياسة، وتطالب بأحترام معتقدات الناس الروحية، وبين ان ما يحصل في بلاده حاليا هو صراعات سياسية ومصالح مغلفة بثوب ديني، مثلما كان يحصل في العديد من بلدان اوربا في فترات ماضية ، ويمكن اعتبار الرواية صرخة وتحذير من موجات التطرف بشكل عام وخصوصا التطرف الذي تقف وراءه حركات الاسلام السياسي التي تنظر للاسلام بنظرة لا تعرف الا القصاص وليس فيها ادنى مساحة للرحمة . وبين انه حرص في الرواية على استخدام تعبير "المتأسلمين" بدل "المسلمين"، لأنه يرى في الاسلام دعوة للتسامح عكس نشاط الجماعات المتأسلمة التي تنتحل الاسلام زورا ستارا لاعمالها الارهابية.

بعد فترة الاستراحة، قرأت الآنسة ماري راتيكانين باللغة الفنلندية مقاطعا مختارة مترجمة من الرواية ، ثم توالت اسئلة الجمهور والمداخلات التي توزعت بين موضوعات الرواية والواقع السياسي العراقي والاوربي وقدم الكاتب ابو الفوز اجوبة مستفيضة عنها.

يذكر ان الكاتب يوسف ابو الفوز، من مواليد السماوة 1956 ، غادر العراق لاسباب سياسية عام 1979 الى الكويت واليمن الديمقراطية ، وعاد الى الوطن والتحق بقوات الانصار الشيوعيين عام 1982 في كردستان العراق، وبقي هناك حتى احداث الانفال صيف عام 1988 ، حيث بدأت رحلته مع التشرد والمنفى ، وقضى منها عاما في السجون الاستونية لعدم أمتلاكه جواز سفر ، وثم استقر في فنلندا ، منذ مطلع 1995 ، وخلال مسيرته الادبية اصدر العديد من الكتب القصصية والادبية، ومتواصل في نشاطه الاعلامي والادبي، وفي عام 2000 ، في هلسنكي، صدرت مجموعته القصصية “طائر الدهشة”، مترجمة الى اللغة الفنلندية من قبل الباحث والاستاذ في جامعة هلسنكي الدكتور ماركو يونتونين ، كما أنه كتب واخرج للتلفزيون الفنلندي افلاما وثائقية عن العراق، وأنتخب عضوا في الهيئة الادارية للمنظمة الثقافية للكتاب والفنانين الفنلندية المعروفة بأسم "Kiila" كأول كاتب من الشرق الاوسط أول كاتب من الشرق الاوسط يشغل هذه المهمة .



 

 

 

free web counter