الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

 

الجمعة 20 /1/ 2006

 

 

 


بؤس المشهد الثقافي

 

ابراهيم عبد الحسن / الناصرية

ظلت الافكار والرؤى المطروحة تكشف عن مكونات الواقع وخباياه وهي تتوارى مع تطورالحياة الثقافية العراقية المتزامنة مع الاوضاع السياسية حيث حمل الكثير من المبدعين والمثقفين لواء الرفض للواقع المسلط بالقوة وبهذا كانت السلطة الديكتاتورية الفاشية ولآول مرة في تاريخ العراق السياسي المعاصر تحاول تقوية كيانها عبر الخطاب الثقافي ووأد الثقافة التقدمية التي كانت تشكل رافد حيوي وفعال من روافد الثقافة العراقية وبتصاعد حملات القمع والارهاب التي شملت العراق كله حيث تعرضت الثقافة الوطنية الديمقراطية لحملة قمع منظمة ومنهجية لتشمل شغيلتها ومنتجيها الحقيقين ضمن آلية مسخ جميع المؤسسات والمنظمات الثقافية والنقابية والشعبية من أجل توسيع القاعدة الجماهيرية لثقافة العنف ومن تسول له نفسه في الرغية والانتهازية وفي النجومية والديماغوجية البعيدة. حيث ظل العراق معتركا لحياة ثقافية عامة تمخضت عن زيادة في المضامين المزيفة التي حاولت الدكتاتورية نشرها بألحاح متواصل عبروسائل الاعلام التي غيبت النخبة الخيرة من هؤلاء .
فقد تأثر مرتزقة الثقافة في أحياء أقبح شكل لها عبر تأليه الطاغية وأحاطته بصفات المنقذ الذي تنتظره الجماهير وقد كان هؤلاء بحرفيتهم المتراكمة السابقة قادرون على كتابة نص بصيغ أنتهازية تثبت الولاء الديماغوجي للولاة وأمام الجمهور . فليس بعيدا عنها ظاهرة الرقص وسط خراب الحرب العراقية الايرانية وأن تتحول الى ساحة عرضات تطوع فيها قصائد تدعم المشهد لتخرجه شرطيتيسل ويرعب ويدخل بين سطر وأخر. اليوم وبعد سقوط الطاغية يجد مثقفنا الحقيقي نفسه أمام تساؤلات تتشكل على أجابتها المواقف وطبيعتها منها .
كيفيية التصدي ل (( ثقافة الصورة الواحدة – ثقافة العنف )) التي رسخها وأشاعها النظام المقبور والتي لاتزال تمارس بمنطلقات جديدة وتبريرات تخلف تهديدات جدية أمام السعي لآرساء ثقافتنا الوطنية؟
كيف تتجلى الديمقراطية في ثقافتنا الوطنية ؟ ماهي الآصرة الجديدة التي تتخذها العلافة بين المثقفين ؟ من هنا يبروز أمامنا مشهد روح المودة والثقة والتعاون الخلاق بين المثقفين وتعميق الاحساس بمسؤلية المثقف أزاء ما يحدث وسيحدث ثم على المثقف أن ياخذ دوره الكبير والهام في ترسيخ القيم الديمقراطية ثقافة وسلوكا بين أبناء شعبنا من خلال ما ينتج من منجز أبداعي منشودومفقود علينا منذ زمن.
فهل كان منجز مشهدنا وأقصد هنا تحديدا في الناصرية أم لازالت تخوت المقاهي تشاركنا الجدل العقيم .