الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

 

الأثنين 19/6/ 2006

 

 



زرقاويّو الثقافة ... الانحطاط معكوساً


عبد اللطيف أحمد
alatifahmad@hotmail.com

في هجمة شرسة بدأتها إيلاف ضدّ شعراء الحداثة والروّاد يكشف عبدالقادر الجنابي عن أحقاده الدفينة ، المعلنة منها والخفية ، مستخدماً هذه المرة أتباعاً تحت لافتة عريضة هي لافتة قصيدة النثر وكأن هذه القصيدة لم يكتبها غيرهم على اتساع الرقعة التي انتشرت فيها حتى وصلت مضارب البدو.
ويبدو أن الجنابي الذي يبخل عليه أصدقاؤه حتى بلفظة شعرور فيسمونه ( الشاعور) كما وردت هذه اللفظة في مقالة لكاظم جهاد لا يجد له موضعاً في الشعر إلا في خوض حروبٍ وهمية متلاحقة ضدّ مبدعين ابتداءً بالشاعر أدونيس مروراً بمحمود درويش وسعدي يوسف وانتهاءً بالشعراء من الأجيال التي أعقبتهم ، مؤكّدا نعوت شاتميه المتلاحقة أيضاً ( امرؤ متفسخ في حياته كالأموات – كاظم جهاد ) ، ( إن إدنى درك يمكن أن ينزل إليه المرء هو أن يتعامل والجنابي – العفيف الأخضر ) ، ( المعروف عن عبدالقادر الجنابي دأبه على إعلاء شأن قصيدة النثر وبالتالي إعلان انتمائه إليها بكل طريقة ووسيلة و " كأنها فتح جديد " كما يقول رسل أيدسون في الكتاب ذاته ، هي التي مرّ عليها أكثر من مائة عام - خالد المعالي ) أما فاضل العزّاوي فإن مقالته في فضح هذا الشاعور أشهر من أن يُشار إليها .
ولعلّ من المفارقات الباعثة على السخرية والتي أشارإليها خالد المعالي أن لهذا الشاعور كتاباً يخطئ حتى في عنوانه ( الأفعى بلا رأس ولا ذيل ) قاصداً الذنب ، ينتحل فيه أعمال آخرين أحياء من بينهم خالد المعالي نفسه .
هذا الشاعور - ولتتصوّروا ذلك – هو موضع إلهام لشاعور آخر كتب عنه قصيدة طويلة يقول فيها :

* يمشط الجنابي الأسلاك
* قطط مربعة من الحرير
* يافقريات كم أهززك يافقريات
* أعطش أغطس في صدرك باللمس
* هذا زمن الشعراء الطراطير ينهمر على جباههم البراز في كل لحظة . في المرحاض أفرغت كل نذالاتهم
* هئ هئ السيد لا يزرب في المراحيض العامة .. وداعاً للمزايا .. لا لمراوح الكتف

معبّراً في هذه الأبيات التي يسميها شعراً وغيرها عن الحقد الدفين ذاته الذي اتصف به شاعوره الآخرأو ربة إلهامه الجنابي الذي لم يجد سواه موضوعاً لشعره ولا غرابة في مديحه هذا فهو سبق أن مدح ما هو أسوأ من الجنابي : صدام حسين في قصيدة لا يجرؤ أن يكتبها حتى البعثيون جاء في إهدائها : ( إلى الرئيس القائد في عيد ميلاده الميمون ) وهي :

يا أولاد المحارم
موتوا بعاركم ، بزفت خياناتكم
موتوا بنذالاتكم
وسوف نطعم لحومكم للكلاب
صدام أنت المرتجى أنت الامل
وأنت الفادي
فدتك كل أرواحنا وكل أعمارنا ... إلخ هذا الهراء الذي يسمونه شعراً والذي مازال يطالعنا في قصائدهم كلها
( نصيف الناصري ، مجلة أسفار العدد 13 ص8 : 1992 )

ويبدو أن هذا الشاعور التابع لم يكتف " بإفراغ النذالات " على حدّ تعبيره في الأماكن المغلقة فعمد إلى إيلاف ليفرغ ما تبقى لديه ولم ينته، ناعتاً من تناولهم من الشعراء بالانحطاط وهو الأميّ الذي تعلم القراءة والكتابة مؤخراً ولا تزال آثارها بادية في شعره من خلال كلماته الملتبسه المتشابكة المفخمة التي يظنها شعراً ( أولاد المحارم بدلاً من أولاد الحرام ، الصحراء الهيفاء ، التهدّلات الهتّافة ، الفضائل المعرية ، ذكرى سفرجل حياتي الدّماع ، النهضات المندفعة ..إلخ ) تماما كالريفيين الذين يقدمون إلى المدينة فلا تستقيم ألسنتهم زمنا وليس أدل على ذلك ممدوحه ابن العوجة الذي بقي لسانه معوجا رغم كل سلطته ومعلميه .
مثلما لم يكتف راعيه من دس الأسطر التي ترد تعليقاً على مقالات الأميّ الذي حمل عقدة احتقار كل ما هو شعبيّ من نعت الشاعر سعدي يوسف بالسطحية ومحمود درويش بالتخلف أما أدونيس فيعتقد الجنابي الشاعور أنه أنهى حسابه معه أو أنه لم يعد هناك ما يضيفه إلى ما قاله من شتائم عنه من قبل . ولم ينج من أحقاده حتّى مجايلوه من الشعراء : هاشم شفيق ، منذر مصرى ، نوري الجراح ، عبدالكريم كاصد ، أمجد ناصر ، فشاكر لعيبي (إنسان معروف بغبائه المقفى وتفاهته المعلن عنها أمام الجميع رغم أن لعيبي كتب كلاماً لا يكتبه إلا الوشاة العاملين مع النظام السوري وبالأخص ضدّ الجنابي ) ، ونوري الجراح ( هذا الشاعر الضحل لا أعرف على أي معيار أصبح شاعراً وهو لا يختلف عن أي سوري قبيح خرج من سورية وادعى المعارضة ولحس إلية هذه وحذاء ذاك ) إلى آخر هذا السباب البذئ في معرض النقاش حول قصيدة النثر . هل يمكن أن يعقل ذلك ؟ كيف عرف كاتب التعليق بالعلاقة ما بين شاكر والشاعور إن لم يكن ثمّة تواطؤ ما.
لقد خانته شطارته هذه المرة عندما وجد نفسه محاطاً بالمريدين وأتباع من سياسيين يكتبون في إيلاف ينعتونه بالشاعر الكبير وشعارير يتلون الصلوات عليه فلم يحسب لنتائج فعلته أيّ حساب متجاهلاً أنه بفعلته هذه يمكن حتى مقاضاته في المحاكم ولعل الحسنة الوحيدة له هو منع آخر مقالة للأميّ ، يتناول فيها شعر أمجد ناصر ، باعتباره نموذجاً لشعر الانحطاط مثله مثل غيره من الشعراء الذين تناولهم من قبل ، مما اضطرالأميّ إلى نشرها في موقع آخر وبذلك يعبّرالجنابي عن إقراره ، ضمنياً ، أن مقالات الأمي ليس لها نصيب من الحقيقية ولو كان فيها ذلك النصيب لنشر المقالة هذه مثل ما نشر المقالات الأخرى . ولا أعتقد أن هذا مبعثه صداقة لأمجد وإنما توجس من امتداد عداوته التي اتسعت حتى اصبح من الصعب تحديدها ظاناً أن إيلاف قلعته الحصينة التي يمكن من خلالها رمي نباله أو قيئه كما عبر عن ذلك تابعه الأمي ّ .
ولا يعدم الشاعور السوريالي أن يجد أنصاراً له من بلاد الله الأخرى فهذا شعرور آخر وإن شئت نبريص آخر يكتب معلقة لا يدرجها الجنابي ، وقد أهداها إليه ، بين القصائد بل يضعها في الواجهة وكأنها ( فتح ) في الشعر ، مبديا ( حماساً) شديدا في اكتشافه زرقاويّاً ثقافياً آخر يعبر عن أحقاده في هراء مقرف لن أورد منه سوى هذه الكلمات المبتذلة في الحديث عن محمود درويش مكتفيا بها لأن ما جاء بعدها أسوأ بكثير :

* درويش والشعر . لسان في مهبل

ويبدو أن هذا النبريص لا شاغل له سوى شتيمة محمود درويش، بعد أن خلت الساحة الفلسطينية مثلما خلت الساعة العراقية من الانشغالات الأخرى غير قصيدة النثر فهذان نصيران آخران أحدهما من قلب العراق باسم ( زعيم نصار ) الذي يخاطب الأميّ " وينك حبيبي " منظّراً لقصيدة النثر ويعتذر عن شرح ما بعدها من مصطلحات كـ ( قصيدة النص ) لضيق المكان . وكأن إيلاف حمام للنساء يتجول فيه هولاء الزرقاويون شاهرين أسلحتهم الصدئة وهم يتبادلون نقيقهم و تهانيهم كما يحدث في الانقلابات الكبرى فهذا النصار يعلق : "أحييك أيها الصديق لقد كنت عرابنا ولم تزل أمدحك أنا الذي لم أمدح أحدا زوراً لقد عريت الشعر الردئ بمقالاتك الأخيرة فاستمر رجاءً " ما الذي يميّز هذا الكلام المبتذل عن الكلام الذ ي نسمعه بعد كل انقلاب عسكري هزيل " سيروا ونحن من ورائكم " غير أن الآية انعكست مع الجنابي فغدت " سيروا ونحن من أمامكم " . هل حقّا هؤلاء شعراء ؟
هذا النصّار لا يتمهل بعد أن هيأ الانقلاب الأرض له بتقديم بديله الشعريّ وياله من بديل :

* لم أهمل النظر إلى موجتي لهذا فكرت به طويلاً وفاجأتني بالكلام .
* أصابعي تمطر ، تمطر دماً ، دماً على لهب النار : نار لفرق الموت . بأمل عنيد أعزف أعزف لشهب الشك حتى تخمد النار ، تبرد تبرد فأختفي هائماً وراءها .

ضاجون صاخبون أدعياء بينهم والشعر مسافات ومسافات ، حاملو هراوات لا يجيدون
غير إنشائهم الردئ الذي يذكرنا بإنشاء الرافعي الفارغ مع فارق واحد إنهم يفتقرون افتقاراً شديداً إلى معرفة الرافعي باللغة ، يتصوّرون الشعر ألفاظاً فخمة وانفعالاتٍ شائهةٍ بلاشكل .. انفعالات تجاوزها شعرنا الحديث منذ زمنٍ .
أما النصار الآخر الباسم .. هذا الفرخ الطالع توّاً من البيضة فهو لا يستحق حتى الإشارة إليه.