الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الثلاثاء 19/5/ 2009



في مهرجان (ملف العراق) بأدنبره
هل حسم العراق وجهة تطوره ؟

أدنبرة ـ طريق الشعب

في مهرجان (ملف العراق)، الذي تنظمه جامعة أدنبره بدعم ومشاركة من المجلس الثقافي البريطاني وجهات أخرى، أقام المجلس الثقافي البريطاني يوم 18 أيار الحالي، وعلى قاعة بيت روكسي للفنون بالعاصمة الاسكتلندية، أمسية تحت عنوان (هل حسم العراق وجهة تطوره ؟). وقد شارك فيها عدد من الشخصيات الثقافية والاعلامية العراقية والبريطانية.

وفي بداية الأمسية التي دامت ساعتين طرح مديرها الصحفي البريطاني روب إدواردز على الجمهور الذي غصت به القاعة سؤال الأمسية طالباً منهم التعبير عن رأيهم حول ما إذا كانت الأوضاع في العراق تسير نحو الأفضل أو تتراجع.

ابتدأت الأمسية بمداخلة قدمها الاعلامي خليل الموسوي رئيس مجلس ادارة راديو الناس الذي عبر عن "تفاؤله الحذر" بشأن السؤال المطروح، مشيراً الى الترابط بين عواقب الحرب والاحتلال والصراع من أجل إعادة بناء الدولة العراقية الجديدة، ومضيفاً إن المعركة متواصلة ليس فقط حول السلطة والثروة، وإنما، أيضاً، حول تحديد وجهة التطور السياسي والاجتماعي ـ الاقتصادي والثقافي.

وأضاء الموسوي الاتجاهات السياسية الراهنة وملامح المشهد السياسي، مشيراً الى العقبات والمخاطر المحتملة والمهمات المطروحة على القوى السياسية، ومقدماً، في ختام مداخلته، عدداً من الاستنتاجات الأساسية المرتبطة باللوحة السياسية ووجهة التطور اللاحق.

وقال كيم سنغوبتا، المراسل العسكري والدبلوماسي لصحيفة الاندبندنت، إن الأوضاع تتحسن نسبياً وهي أفضل بكثير بالمقارنة مع ما كانت عليه عام 2006 عندما كان العنف الطائفي منفلتاً. وأضاف إنه "عندما كنت في العراق مؤخراً كان من السهل علي أن أتحرك في أماكن مختلفة". وبينما تحدث عن تقلص مستوى وتجليات العنف أشار الى أن مشاكل أخرى ما تزال قائمة، محذراً من النظرة التبسيطية بالأسود والأبيض عند تقييم الوضع في العراق، ذلك أن هناك، حسب تعبيره، منطقة رمادية تشكل جزءاً من اللوحة.

وعبرت ميسون الدملوجي، عضو البرلمان والناشطة في مجال حقوق النساء، عن اعتقادها بأنه من غير الدقيق الحديث عن تفاؤل وتشاؤم على هذا النحو، ذلك أن الوضع أكثر تعقيداً بكثير من هذا التصور، مشيرة الى التحديات والمهمات الراهنة أمام القوى السياسية. وركزت في مداخلتها على موضوع الديمقراطية وما تعنيه من قيم ترتبط ببناء المؤسسات ودولة القانون وحقوق الانسان.

وفي إطار تقييمها لنتائج انتخابات مجالس المحافظات عبرت الدملوجي عن قناعتها بأن العراق طوى صفحة الطائفية، ذلك أن الناس صوتوا ضد الطائفية، مؤكدة على بروز اتجاه جلي متعزز لبناء دولة جديدة . وأشارت الى أن هناك طاقات حيوية تنهض في المجتمع وهي بحاجة الى دعم وتضامن، محذرة من أنه إذا ما جرى الاخفاق في تأسيس ثقافة جديدة في المجتمع فان العراق سيواجه مخاطر جدية.

وألقى الدكتور سعد اسكندر، مدير دار الكتب والوثائق، أضواء على التحديات الراهنة وبينها العنف والأصولية والفساد، والمشاكل في مجالات الثقافة والتعليم. وقال إن "كل مثقف عراقي ينبغي أن يكون متفائلاً، وإن التشاؤم غير وارد، مع أنه ليس في نيتنا تقديم صورة وردية عن الوضع الراهن في العراق". وأشار الى أن المشاكل الحالية تعود، في الغالب، الى عهد صدام حسين وما أحدثته سياساته من دمار مادي وتشويهات اجتماعية. وتطرق اسكندر الى موضوع الفيدرالية، وأكد على حاجة البلاد الى استثمار حقيقي في مجالات الثقافة والتعليم لبناء مؤسسات جديدة للمجتمع العراقي.

أما مداخلات الجمهور، التي اتسمت بالحماس والأجواء الحميمة، فقد ركزت على الاحتلال وعواقبه. وأكد البعض على ضرورة الاستماع، أيضاً، الى آراء ومعاناة الناس في الشارع العراق. وانتقد آخرون دور الاعلام وسعي بعض وسائله الى حجب الحقائق في اطار منهجية التسييس الشائعة في العراق. وتساءل البعض عن مدى قدرة الحكومة العراقية على الامساك بزمام الأمور والحفاظ على سيادة البلاد. كما تحدث البعض عن الهوية الوطنية العراقية والمجتمع المدني وبناء الديمقراطية.

وأجاب المشاركون في الأمسية على أسئلة الجمهور وعقبوا على الآراء والتحليلات، مما أسهم في إغناء هذه الأمسية الثقافية والفكرية الهامة.

وفي ختام الأمسية تحدث توني رايلي، مدير المجلس الثقافي البريطاني في العراق، عن مهمات المجلس ارتباطاً بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس المجلس، مركزاً على مهمة التبادل الثقافي الفكري وتعزيز الحوار بين الشعوب. وعبر رايلي عن شكره لرئيس الجلسة والمشاركين في المداخلات.

تجدر الاشارة الى أن مهرجان (ملف العراق)، الذي بدأ يوم 14 ايار الحالي ويستمر حتى 12 تموز المقبل، يتضمن العديد من الفعاليات الثقافية التي يشارك فيها مبدعون ومثقفون عراقيون، وفيها تقدم منجزات الثقافة العراقية في مجالات الأدب والفن والسينما والتشكيل والموسيقى.

 

free web counter