الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

                                                                                    الأثنين 18/4/ 2011

 

في باطن الجحيم - رواية -

سلام إبراهيم

أقدم لقراء – الناس - أخر رواية كتبتها. قبل ذلك أود التقديم عن ظروف كتابتها. مع بدء محاكمة الدكتاتور - صدام حسين - وفيما كنت أتابع وقائعها لحظة بعد لحظة. تولدت لدي فكرة كتابة شهادة عما جرى لي والثوار في جبال شمال العراق حينما كنا نقاتل سلطته. اختمرت الفكرة وشرعت في الكتابة مستعيدا ذلك الجحيم الذي أدخلنا فيه الطاغية. أنجزت كتابة القسم الأول ونشرته في عدة مواقع الكترونية. ولم يكن في بالي كتابة رواية. لكن بتشجيع من - شيركو- (أبو كوران) وهو شخصية كردية جاوزت السبعين الآن، مثقفة وقارئ متذوق ودقيق تعرفت عليه في لقاءنا اليومي في مكتبة مدينة - روسكلده - الدنمركية منذ عام 1993 أفادني كثيرا في كتاباتي إذ شكلت ملاحظاته عما أكتب عونا كبيرا لي، فمثلا كنت أكتب فصل - صالح والأرملة - فحكى لي قصة حدثت معه في موسكو مطلع سبعينات القرن الماضي تتطابق جدا مع الحدث المتخيل في فصل روايتي - الحياة لحظة - فأعانني بالمفردات الروسية التي تحاول الأرملة تعليمها للشخصية المحورية في النص وغيرها من الملاحظات المهمة والصغيرة. حثني على كتابة نص يصور ما جرى حقا وبتفاصيل ستكون سجلا يفيد الدارسين في المستقبل البعيد على حد تعبيره. وشغلتني الفكرة لكنني كعادتي أتأمل وأنتظر تشكل هيكل الفكرة فنيا قبل الشروع في الكتابة. بعد ذلك وصلت رسالة من محكمة - لاهاي - الهولندية كي أكون شاهدا على قضية تزويد نظام - صدام - بمواد أولية لتصنيع الأسلحة الكمياوية من قبل تاجر هولندي، فسافرت ومن هنا تولدت فكرة كتابة نص ثاني يصور تفاصيل غير تلك التي طلبها محقق الدولة الدنمركي. أنجزت القسم، لكنني أحسست أن النص كي يكتمل يحتاج إلى شيء أخر، وظلت الفكرة تعتمل إلى أن نضجت فكتبت القسم الثالث - ما لم يطلبه المحققون مني - صورت فيه تفاصيل رحلة هروبنا مع جموع الأكراد من مقرات الثوار إلى الحدود التركية حيث اقتحمناها لنعيش في معسكرات لجوء تركية أقيمت على عجل في سهل تحيطه جبال يسمى – كفر – وما جرى فيه من تفاصيل رعبٍ. وجدت بعد هذا القسم أن الرواية اكتملت بنية فنية وتيمه، ولكي تكون وثيقة جمعت صور الضحايا ووضعت فيها رسائل المحكمة الهولندية والكارت الخاص بمحقق الدولة الدنمركية.
فكرت بطباعة الرواية، وأول ما فكرت بالجهة التي سأتوجه إليها، فوجدت أن – الأكراد – أولى بطباعة النص كونه يصور ما جرى في حملة – الأنفال – سيئة الصيت التي جرت بين عامي 1987-1988والتي أدت إلى تهجير مئات الآلاف من سكان القرى، وحرق منازلهم وضربهم بالأسلحة الكمياوية، فزرت في أربيل بصحبة – ملازم محسن – وكيل وزارة الشهداء والمأنفلين – أيوب جلالي – وفاتحته بالموضوع مقترحاً طباعة الرواية مع قرص يصور مشاهد أظهر فيها ورفاقي، مصابين جرى تصوريها بعد يومين من الضربة، فقام بتصوير النص لكنه كان غير متفائل في طباعته كون السلطة الكردية تركز على طباعة النصوص الكردية القومية. وقبلها سعى الكاتب الكردي الصديق – خالد سليمان – لطباعها في – دار سردم – في السليمانية، لكنه كتب لي خائبا لتجاهل الدار أمر الرواية. أعتقد أن السبب الرئيسي في ذلك التجاهل. كون الرواية كاتبها وشاهدها عربي، بينما يحاول الأكراد تصوير مأساة القصف الكمياوي وكأنها موجهة فقط ضد الأكراد كي يصنعوا ما يشبه محرقة هتلر لليهود. وهذا النص يبطل هذه المزاعم بالوثيقة، إذ يظهر بالصورة والصوت والنص أن من أصيب مثلا في – زيوة – خلف العمادية في 5-6-1987 أغلبهم من العرب والمسيحيين واليزيدين والمسلمين سنة وشيعة والصابئيين والشبك وكل تشكيلية سكان بلاد ما بين الرافدين.
أما الحزب الشيوعي العراقي فأمره أغرب بكثير من أمر الأكراد، فقد أكتسب علنيته مثل باقي الأحزاب بفضل الاحتلال الأمريكي، وأستعاد مطبعته القديمة – الرواد – ويطبع فيها كل ما هو غث وثقيل من كراريس التثقيف الحزبي والأدب الحزبي الذي لا قيمة له فنيا وكتب فكرية أكل الدهر عليها وشرب. ورغم حضوري إلى مقر الحزب في ساحة الأندلس العام الماضي 2010 كي أسجل إفادتي لمحقق المحاكم الخاصة بجرائم النظام السابق. ورغم كوني الشاهد الوحيد الحي الذي على جسده وشم الحروق التي أصابتني ولدي فلم فيديو أظهر فيه مصابا، ورغم تقديمي هذه الرواية كاملة كدليل في المحكمة، وتصوريها من قبل العديد من رفاقي القدامى في المقر، لم يفكروا قط في طباعتها رغم أنها تصور وقائع جرت لرفاقهم بالأسماء والأماكن والصور خصوصا بعد أن عملت سلطة أحزاب الطوائف الدينية الحالية على إعاقة أقامة جلسات محاكمة لدعوة الحزب الشيوعي إلى الآن.
الرواية قدمتها إلى وزارة الثقافة العراقية فعرضتها على خبير أجازها ومن المفترض أن تظهر ورقيا خلال هذا العام.
كتب لي الأستاذ الناقد والباحث د. صبري حافظ طالباً مني رواية كي ينشرها في مجلة – الكلمة الالكترونية الشهرية – فكتبت له بأنني لا أكتب كثيراً وليس لدي نص جاهز للطباعة، لكن لدي نص رواية تسجيلية فيها وثائق وصور فهل من الممكن نشرها مع الصور فكتب لي أبعثها وسنرى، وفعلا ظهرت الرواية في العدد 48 نيسان 2011. وفيه بعض الأخطاء في ترتيب الصور. كتبت المجلة في تقديمها للرواية :

باطن الجحيم – رواية -
سلام إبراهيم
تقدم هذه الرواية التسجيلية شهادة على الكيفية التي تحولت بها حياة الروائي العراقي، هو وجيله إلى جحيم على يد الطاغية. فبينما يتابع محاكمة الطاغية يستغرق في تذكر تفاصيل هروبه من الحرب والتحاقه بالثوار وتعرضه للقصف بالأسلحة الكيماوية ومعايشته لجحيم المنافي المتعددة. شهادة كتبت حتى لا ننسى فداحة الثمن. ...إقرأ المزيد

كما وصلتني رسائل من زملائي الكاتبات والكتاب عن الرواية، كتبت الروائية العراقية دنى طالب:

العزيز سلام
ألف شكر لسلامك والرابط. وكأنك بحثيثك تريد أن تمحو لعنات هذا الماضي الذي لا ينفك عن مطاردتك
تحياتي الجمة إلى ناهدة

مع الود والتقدير
دنى


كما كتبت الروائية العراقية – عالية ممدوح:

أهلا سلام العزيز ،
ألف مبروك نشر هذه الرواية التي لا أقدر على قراءتها وهي بهذا الشكل فعيني في وضع أكثر من سيء ، سامحني ، لكني على يقين أنها تستحق القراءة ولولا ذلك لما نشرها صبري حافظ ،

دمت ،
عالية


وكتب الشاعر والناقد د. عدنان الظاهر:

عزيزي أبا كفاح /
قرأتُ بصعوبة بالغة أقل من ربع روايتك الجديدة لكني نزفتُ من عينيَ الواهنتين كل ما فيهما من دموع مخزونة . أرجوك أرجوك ولدي وحبيبي سلام إبعث لي الرواية مكتوبة إذا كانت قد طُبعت ونُشرت . لا أستطيع مواصلة القراءة على شاشة الكومبيوتر . أمامي مراحل كثيرة أخرى للبكاء بدموع وبدون دموع .

أحيي ابنتي الحبيبة ناهدة أم كفاح فهي وحدها تستحق أنْ تكتبَ أنتَ وأنْ يُكتبَ عنها مجلدات ومجلدات فخصص لها رجاء رواية خاصة وكافة موادها وعناصرها لديك وفي حوزتك . إنها بحق بطلة من بطلات زماننا .
هل أنت في الدنمارك هذه الأيام ؟
أنتظر جوابك عزيزي سلام .

أبو أمثل وقرطبة
د. عدنان الظاهر


وكتب الشاعر العراقي محمد مظلوم:

صديقي العزيز سلام إبراهيم المحترم..

قرأت روايتك « في باطن الجحيم» ــ على دفعتين ــ هي سيرة قاسية يتداخل فيها الشخصي بالجماعي ليؤرخ لتجربة القسوة بحميمة عالية وفنية ممتعة! هكذا تجعل من الكوارث والصعاب مرآة لاستعادة أشخاص وأماكن وتاريخ عصي على النسيان.. تجربة ذات خصوصية تندرج في سياق خاص لا يتاح لكثيرين عيشه أو تجربته، او كتابته.. وهنا أهمية المبدع أن يحيل تلك الكوارث إلى تاريخ وذاكرة وشهادة في زمن آخر.. وهكذا يكون الواقع أحياناً جحيماً كأنها قيامة راهنة..أحييك لأنك أحلت تلك التجربة القاسية إلى أدب رفيع وممتع، وتراجيديا أخاذة ومدهشة..دمت بخير

محمد مظلوم

أقدم رابط – في باطن الجحيم – لقراءة –الناس- خالص مودتي للقارئ
http://www.alkalimah.net/article.aspx?aid=3522


 

free web counter