الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الثلاثاء 18/1/ 2011

 

الدكتورعلي إبراهيم و تجليات الدلالات في حدائق محمد خضير

عادل الياسري

إنمازت أمسية الخميس 13\1\2011 في إتحاد الأدباء والكتاب في بابل بكونها الأمسية الثالثة للناقد الدكتور علي إبراهيم في أدب محمد خضير،فقد سبقتها أمسيتان ،الأولى عن" بصرياثا" والثانية عن "رؤيا خريف " حيث أعرب عن القول في محاضرته الأولى (( قليل هم الأدباء الذين إشتهروا وذاع صيتهم من خلال أول عمل لهم ،ومحمد خضير واحد من هؤلاء إذ لفت الأنظار إليه عند أول قصة نشرت له في مجلة الأديب العراقي سنة 1962 وأثارت إهتمام النقاد قصته الثانية " الإرجوحة" التي نشرها في مجلة الآداب البيروتية في أواخر الستينيات،وعن "رؤيا خريف" أعرب عن القول في محاضرته التي قدمها في أمسية الإتحاد ليوم الإثنين 28\4\2008 عن وصفه للتسمية بأنها ذات مدلول رمزي ،وأنه لا يظن أنها قد أختيرت إعتباطا مؤاخذا الكاتب على منحه رؤاه الجديدة صفة السلبية في الوقت الذي ينبغي أن تكون إيجابية ،لأنه جعل من النهر شريان الحياة مقطوع الرأس،وها هي الثالثة التي أدارها الشاعر عادل الياسري بعد مقدمة ترحيبية بالدكتورعلي إبراهيم وبمدير الجلسة قدمها الأستاذ الشاعر جبار الكواز رئيس إتحاد الأدب والكتاب في بابل ضمنها نبذة تعريفية بالمحاضر وإسهاماته النقدية أولا وبمقارعته للنظام الديكتاتوري وإضطراره للهجرة القسرية آنذاك بحكم إنتمائه السياسي وموقفه من النظام ، و التي خص يها المحاضر الأقنعة والوجوه في "حدائق الوجوه" مفتشا عن الدلالات والتجليات ومتناولا أقنعة محمد خضير التي تلبسها في كتابه هذا الذي إعتبره المحاضر على الرغم من صغر حجمه من الكتب العصية على الدراسة والبحث لما فيه من عمق فكري وفني ،يحتاج بالمقابل الى بحث معمق ودقيق، مشيرا الى أنه لايدري الى أي جنس أدبي ينسبه،فهو ليس قصة ولارواية ولاكتابا نقديا ولاسيرة روائية ولامذكرات على الرغم من أن كل ما ذكريجده فيه،وقائلا بأن ديدن المبدع الأصيل هو التألق بموضوعاته بعيدا عن التكرار أو إستنساخ التجارب لمبدعين آخرين، وهذا هو ما إنماز به الكاتب والناقد والقاص والروائي محمد خضير،الذي لايكتب شيئا دون أن يثير كثيرا من الجدل ،ويحرك المياه الراكدة في الوسط الثقافي ،ويثير العواصف التي لاتعصف من جهته إلا نادرا وبين مدد بعيدة.

بعد ذلك عمد الى القول "لا بد من الإشارة الى أن مفهوم القناع تناوله النقاد في الشعر ،بعد أن تجلى في المسرح حيث تنتمي قصيدة القناع الى الأداء الدرامي ،ذلك أن الشاعر فيها يستطيع أن يقول كل شيء دون أن يعتمد شخصه أوصوته الذاتي يشكل مباشر "، مشددا على أن القناع هو نوع من التماهي أو التلبس بشخصية أخرى سواء أكانت تأريخية أم دينية أم أدبية أم إسطورية ،تختفي وراءها شخصية الشاعر.

ثم ذهب الى تناول الكتاب من خلال أقنعة الأعمار التي جزأها وفق التتابع الآتي : ( قناع وجه من لاوجه له،الوجه رضيعا :تنويعات،الوجه صبيا:نزيف الرغيف،الوجه شابا:معلم الطبيعة، الوجه كهلا: حارس زنجبار، قناع طفل المشردين،وجه أخير: الستون) وبهذه التجزئة لأقنعة الأعمار وفصلها الواحد عن الآخرتمكن المحاضر من أن يعطي وصفا محددا للقناع الذي تلبسه المؤلف في كل منها ،وإنتقل بعد ذلك الى تناول أقنعة الفلاسفة والكتاب والشعراء الذين إختفى خلف حضورهم محمد خضير لإيصال فلسفته الخاصة ورؤاه غير المقلدة الى المتلقين ، لتكون خاتمة المحاضرة في تناول( أقنعة المفاهيم ) التي قسمها الى ثلاثة أقسام هي: (قناع سيد الظلام، قناع الصمت،أقنعة الحب) التي أضاءت هي الأخرى صفحات مهمة من تجارب الآخرين التي إسترشد بها المبدع محمد خضير الذي لم تكن هذه هي المرة الأولى التي لم يجنس مؤلفه فيها،فله تجارب أخرى في المنحى ذاته.

وبعد أن إختتم المحاضر بحثه كانت المداخلات التي شارك فيها (الدكتور عماد الطالباني ،الشاعر ناهض الخياط، الدكتور محمد أبوخضير،الشاعر جبار الكواز،والناقد باقر جاسم) الذين أثنوا على المحاضرة وأغنوها بإضافات مهمة ،وتساؤل عن حضور القناع في هذا المؤلف من عدمه ومدى شرعية الإستخدام للقناع ،مع تساؤل آخر عن جدوى إختيار محمد خضير لوجوه كلها شرقية دون أن يكون هناك حضور لأي وجه أمريكي أو أوربي أو ما شابه ذلك.، ثم التأكيد على أن محمد خضير مسكون بالتجريد ومهموم ببعث لغة جديدة.




 

free web counter