الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

 

الخميس 18/5/ 2006

 

 

 

ما الفرق بين الراوي و,,,!!!!


علي الخزاعي

وزارة الثقافة تعتبر الشريان الاساسي للغذاء الروحي في اي بلد من بلدان العالم وعليها تعتمد التطورات الفكرية والسياسية والروحية سواء بالسلب او بالايجاب ,وهنا يلعب الوزير الدور البارز في اخفاق او تطور عمل الوزارة وفي وضع برنامج عملي ينسجم مع متطلبات الحياة وحاجة المجتمع ......والعراق وشعبنا عانوا من الحصار الفكري والسياسي والثقافي والروحي والنفسي ...... نحن اليوم بحاجة ماسة لخلق آليات عملية تعيد البهجة الى وجوة الجماهير العراقية وبرمجة الحياة الثقافية والتكثير من الكتب الثقافية والفكرية والقصص وتطوير الاغاني التي تنسجم مع المرحلة واقامة المهرجانات السياسية والثقافية وما يمكن تقديمه للتعويض عن سنوات العمر التي سحقها صدام ودمر مكوناتها الجميلة ,ان شعبنا العراقي احوج اليوم الى هذه القضايا وليس بحاجة الى من يستهين بالثقافة والمثقفين لان الخلاص من تركات النظام السابق لا يتم عبر المواعظ بل خلق اجواء ثقافية وترفيهية  .
ان المثقفين عانوا على يد صدام وحزبه الكثير ,حيث اراد ان يحولهم الى بيادق وابواق لخدمة مصالحه الضيقة وقد نجح مع اصحاب النفوس الضيقة والضمائر الميتة لكنه فشل مع اصحاب القضية العادلة والمناضلين ضد الدكتاتوريات بكل انواعها ,فمنهم من اعتكف وبقى في العراق ولم تسنح الفرصة للهروب ومنهم من استشهد بشرف من اجل وطنه مدافعا عن شرف الكلمة ومنهم من تمكن الهرب من جور وبطش النظام منتشرين في بقاع الارض المختلفة لا يجمع بينهم غير حب الوطن وغلاوة الشعب العراقي  .
ونعتقد ان تبادل المعرفة والخبر والتجارب امر في غاية الاهمية في كل المجالات العملية والروحية ,حيث هناك الكثير من التجارب لدى شعوب العالم ونفي ذلك من قبل السيد الوزير امر في غاية الشك والرفض وتمسكه بالثقافة العربية والاسلامية لوحدهما لا يدل على حالة من الذكاء فالحياة تغيرت والامور تبدلت والسيد الوزير باق على منواله دون تغيير وكأنه كان من اصحاب الكهف , يتهم الشعراء بأدعائهم كونهم مثقفين ولا اعرف اي صفة مهنيه يقترح لهم السيد الوزير؟ وهو يؤكد انه ليس بشاعر او رسام وهل من العيب ان يكون من يمتهن الشعر او الرسم او غيرهما من الفنون الابداعيه؟
يتضح من كلام السيد الوزير انه لا زال يؤمن بالفكر القومجي الرافض لكل ما هو تقدمي وديمقراطي والله يستر من مثل هذا الوزير ,المثقف هو المرآة العاكسة للحقيقة والخوف من عمل المثقفين يأتي بسبب التفكير الضيق والخوف من ان يأتي اليوم الذي يكتشف فيه المستور وتظهر الحقيقة من التزييف وهنا سؤال يطرح نفسه وبقوة عن جدوى هذا التصريح وما هي الدوافع من وراء ذلك ؟؟؟ اننا لسنا بحاجة الى هذه التصريحات ولا الى بالونات تخلق مثل هذه الخلافات خاصة ونحن في امس الحاجة الى كل الجهود من اجل اعادة بناء الوطن فما الفرق بين السيد نوري الراوي وزير الثقافه ومن يفخخ او يقتل الروح الزكية ؟ ان محاربة الثقافة والفكر ومحاربة المبدعين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والدينية والعقائدية واي معتقد يدخل ضمن نفس العمل الاجرامي بحق الانسان وحقوقه المشروعة .