الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الخميس 16/12/ 2010


 

رؤية في كتاب :
قراءات أولى لـ ( جاسم العايف )
ثراء التجربة الفكرية والحياتية

رياض عبد الواحد

يتميز الكاتب جاسم العايف برؤاه الواقعية المستندة على فحص دقيق ومتأن لكل ما يصادفه فتجربته الحياتية تجربة غنية وثرة , وهو قادر – بعد هذا – على الاستنتاج المبني على مجموعة استلهاماته المعرفية بواسطة ما ترشح من تجربته الفكرية والحياتية . والميزة المهمة في – جاسم العايف – صدقه وحيادته في تناول ما بين يديه من الإنتاج الأدبي والثقافي . وكتابه آنفا يحمل بدءا بثرياه تواضعا جما , إذ لم يقل إنها قراءات بل أردفها بـ أولى وهذا ما يجعل الباب مفتوحا أمام قراءات اخرى وهذا إن دل على شيء فأنما يدل على أن الرجل يرفض فكرة القراءة الوحيدة والمطلقة للنص . والقراءات التي تناولها العايف جولة مهمة في مجموعة من الإصدارات الحديثة والقديمة التي يعتقد العايف إنها تستحق التأمل والدراسة. ولعل فضيلة هذا الكتاب انه يغنيك عن قراءة كثيرة فهو إن صح التعبير كتب في كتاب.

وعلى الرغم من إن الكتاب يتوزع منهجيا في خانات كثيرة ولم يقف عند مصب واحد إلا انه يؤشر بعدا انسكلوبيديا للكاتب, إذ إن تناول اتجاهات أدبية مختلفة تستدعي الماما معرفيا وأدبيا بهذه الاتجاهات. ولقد كانت مداخلات الكاتب وتنويعاته على ما كتب تؤشر دربة ودراية فيما ذهب إليه .

يدخل العايف بداية إلى حقل الشعر بتناوله الشاعر المهم فوزي كريم , فهذا الشاعر صاحب أطروحات فكرية مهمة على الصعيد التنظيري للشعر , إذ أن كتابه المهم (ملابس الإمبراطور) يعطينا فكرة عن مدى تمكن هذا الشاعر من أدواته النقدية وتنظيراته الشعرية بغض النظر عمن يختلف أو يتفق مع تلك التنظيرات .

ولعل العايف بهذه الخطوة الواثقة دخل منطقة غير سهلة وجاس فيها واثبت ساقا راسخة في هذا المجال .ومما ينبغي أن يقال أن العايف استعمل النقد التاريخي في تناوله لفوزي كريم وهذا نابع في ظني من التأثيرات الفكرية التي يؤمن بها العايف والتي انعكست في مجمل أطروحاته القرائية .ويتعرض الكاتب إلى مسألة البنية الغيبية وتأثيراتها في الفكر السياسي والحضاري من خلال تناوله كتاب هادي محمود (التوظيف السياسي للفكر الديني) وكتاب الشاعر كاظم الحجاج المهم والذي ينبغي على كل مثقف قراءته قراءة متأنية والذي هو ( المرأة والجنس بين الأساطير والأديان ) .

ولم يقف العايف عند حدود الشعر او الكتابات الثقافية بل امتدت حفرياته المعرفية الى المسرح فتناول قضية المسرح العربي والتأصيل , والجماليات المسرحية بين التاريخ والاركيولوجيا إذ يقول : يتجسد علم الجمال بشكل حسي موضوعي في إطلاق حرية الإبداع والمعرفة في مكونات الحياة الإنسانية والاجتماعية والسياسية والروحية .

لقد أمتعني الكتاب أيما إمتاع لأنه اضمامة جميلة وفواحة واستطاع العايف أن يقدمها لنا بطريقته الذكية واللماحة وقد أضفى عليها لمسة إنسانية نحن بمسيس الحاجة إليها .



 

free web counter