الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الخميس 15/3/ 2012

 

في نوافذ قاسم مطرود

د. يوسف رشيد

 

مثل محي الدين زنكنة وفاروق محمد.. كانت محاولة عواطف نعيم وهي تعزف ببراعة لحن الانتظار واغتراب الروح.. وهكذا ديدن المبدعين في زماننا.. ركب يلتحق به كل دوؤب استطاع أن يؤسس لنفسه حضورا فنيا يعبر من خلاله عن براعته في صياغة الشكل المسرحي واليوم يطلعنا (قاسم مطرود) في فرضية النوافذ الأخرى للروح عبر نموذج مسرحي طليعي. ففي مسرحية(للروح نوافذ أخرى) يحاول الكاتب الناقد تأصيل نموذج لكتابة المسرحية بدأه في الطرق لكتابة طه سالم متأثرا بتيارات ما بعد الحرب التي عرفها المسرح العالمي من قبل وصار لها مريدوها في كل مكان ولعل البداية الأولى كما أوردت المصادر كانت قد ظهرت في فرنسا بظهور مسـرحية (في انتظار كودو) الذي اخذ الكتاب ينسجون على منوالها كثيرا من البنى المماثلة ولشدة ما أثرت هذه المسرحية فان الكثير قد تناولت موضوعاتها التي تصلح لأي زمان ومكان.
 

فموضوعة الانتظار التي تناولها قاسم مطرود هي القاسم المشترك ونقطة الالتقاء الحاسمة في الذاكرة والوعي الجمعي فهي ثيمة تصلح تماما للتعبير عن القيم التي يمكن أن يلتقي عندها الجميع سواء كانت فكرية أو فلسفية أو قيمة جمالية أو قيمة عاطفية لذا فان العزف على وتر الانتظار يعد ضربا ذكيا من ضروب الكتابة اليوم رغم انه ميدان بكر يمكن أن يجد فيه كل من يريد مأربه فقاسم مطرود في محاولته المطبوعة هذه عبّر عن تمكن فريد من أدواته وذلك ليس بغريب على كاتب يخرج من تحت عباءة النقد المسرحي ليكتب مسرحية.
 

وإذا كانت المسرحية العراقية في بنائها الفني والفكري قد أشّرت من خلال نتائج البحوث والدراسات التي أجريت عليها غياب صفاء النوع الفني للنص وتداخل الخصائص الاتجاهية فيه فان هذه المسرحية تدعوا إلى خلخلة البعض من تلك النتائج لما انطوت عليه من رسوخ في التعبير عن منهجيتها وعلمية اتصاله بالاتجاه الفني.
 

فهي إذن ما طالعتنا بشخصياتها العمومية حين ما تكون الأم.. أي أم والأخ أي أخ والزوجة أي زوجة. إن ما تريد أن تأثر حضورا أوليا للتشفير الذي يمهد من خلال عمومية الأسماء إلى عمومية الفكرة وتأصيلها في وعي الجموع المتلقي عبر أدوات فنيه أصلية تتناسب وطبيعة هذه الفكرة.
 

لا جذور.. لا تطور.. لكن ثيمة إيقاعية تشكل روح البناء ونبضه الداخلي كانت تسري بلا شك بين سياقات النص منسجمة مع هويته الفنية كان لها أن توحي بتطور النص بدون الإيحاء بتطور الشخصيات. ثم تتحرك الأحداث في شطط غير مترابط متذبذبة بين شاعرية معلنة وصور مستترة أحيانا من شانها أن ترسم المتخيل ألتأويلي الباهتة التي يمكن أن يشكل منه المتلقي عمق المأساة التي يرنوا إليها النص في فكرته الزئبقية والتي قد تبدوا عسيرا الإمساك بها إلا أنها إذا ما أخضعه للتأويل الشخصي فإنها حتما ستبدو شبه لوحة لمارينتي وجماعة المستقبليين أو شبه واحد من الأعمال السريالية التي لم ينصفها الحظ في المسرح.
 

تداخلية الزمن المدور في حلم العودة للأخ المنتظر وعودة الحلم و التداعيات انهمرت في جملة من توجعات الانتظار الساكن نحو ذروة الوصول في مسرحية للروح نوافذ أخرى.

 

 

free web counter