الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

 

الثلاثاء 14/2/ 2006

 



 

الكاتب العالمي الكبير جونتر جراس ينتقد الرسومات المسيئة للرسول محمد

 

ترجمة : سلمان العلي

قبل اسبوع من الآن اجرت صحيفة ( El Pais ) الأسبانية مقابلة مع الكاتب الألماني الكبير جونتر جراس الحائز على جائزة نوبل للآداب انتقد فيها الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول محمد والتي نشرتها احدى الصحف الدانماركية واعتبر ان تصعيد الصراع الحالي انما يتحمل مسؤوليته الغرب. وفيما يلي نص المقابلة.

- هل اثار استغرابكم هذا الجدل الواسع الذي اثاره نشر الرسوم الكريكاتورية المسيئة لرسول الأسلام في احدى الصحف  الدانماركية ؟

- نعم ولا فنحن نعرف ان هناك قانون مكتوب ام غير مكتوب يحظر على المسلنم أن يرسم الله ورسوله محمد وما فعلته الصحيفة الدانماركية يعد فعلا مشينا ينم عن اصرار وتعمد ولا يعير اهتماما للحظر المذكور وبالرغم من التحذير الذي قدمه المختص بالشؤون الأسلامية الذي استشارته الصحيفة فانها اصرت على اجراء المسابقة ومن ثم نشر تلك الصور المسيئة

-         وهل استغربتم  اعمال العنف التي اعقبت نشر تلك الصور ؟

- انتم تعرفون اننا نعيش في وقت حيث لكل فعل ردة فعل والبداية كانت في الغزو الغربي للعراق . فالحرب هناك شكلت خرقا فاضحا للقانون الدولي وانها شنت وفق اجندة بوش اليمينية المتطرفة الذي زعم ان هذه الحرب  هي حلقة من حلقات صراع الخير مع الشر  واليوم بات واضحا ان ردود الفعل المتطرفة انما هي نتيجة لأفعال متطرفة وهي ليست باية حال من الأحوال صداما بين الحضارات ، لا بل انها صراع بين طرفين غير متحضرين ان صح التعبير .

-          مالذي ينبغي القيام به في مثل هذه الحالة ؟ هل الرقابة الذاتية مجدية؟

- حاليا يجادلون في الغرب وبعجرفة بأن ما نشر انما هو في اطار حرية التعبير عن الرأي  لكن لا ينبغي خداع النفس  فمن لا يعرف ان الصحف انما تعتاش على ما تنشره من مادة صحفية وانها حتما تراعي متطلبات السوق اضافة الى حرصها على احنكار الرأي العام  شأنها شأن عديد المستثمرين الآخرين .  نحن نحتاج احيانا الى الحماية من حق التعبير عن الرأي هذا وهل نسينا الوقت الذي اثيرت فيه قضية اهانة صاحب الجلالة .كما يجب ان لا ننسى وجود مناطق في اوربا لم تنفصل فيها بعد الكنيسة عن الدولة . ما هذه الغطرسة لدى الناس في الغرب عندما يحددون للآخرين ما ينبغي فعله وما لا ينبغي؟ اني بهذه المناسبة  انصح الجميع ان يتمعنو ولو لمرة واحدة بهذه الرسوم التي نشرت مؤخرا الا تذكرهم  بـصحيفة (Sturmer) المشهورة زمن النازية والتي فعلت تماما كما فعلت الصحيفة الدانماركية حين نشرت رسوما كاريكاتورية معادية للسامية .لا يجوز الأنطلاق من مبدأ حق التعبير عن الرأي دون تحليل  كيف يتجسد هذا الحق واقعيا في الغرب .

-          هل ما يجري الآن مظهر من مظاهر ( صدام الحضارات) ؟

- نعم هذا ما يسعى اليه المتطرفون من كلا الجانبين . ولكن مهما يكن من امر علينا هنا ان نتبين امرا غابة في الأهمية وهو اننا في الغرب  من حسن الحظ  عشنا عصر النهضة والتنوير وبفضله حصلنا على العديد من الحريات وتجاوزنا محطات غير سليمة في حياتنابالرغم ان ان هذا الأنجاز لا يزال معرضا للخطر.اما العالم الأسلامي فلم يحصل له شيء من هذا القبيل وسلك طريقا آخر للتطور وعلينا ان نحترم ذلك .

-          هل ستستمر في المستقبل مثل هذه التجاذبات التي تنذر بالأنفجار؟

- هذا ما اخشاه بالفعل فالجروح عميقة ليس فقط في البلدان العربية بل في جميع البلدان الفقيرة ويبدو لي ان الناس في الغرب ليس في وسعها بعد ايجاد الوسيلة  التي تنظر بها الى من في الدول الأخرى على انهم شركاء على قدم المساواة . لاينبغي بقاء الأمور كما عليها الآن . بالمناسبة في سبعينات القرن الماضي وبتكليف من الأمم المتحدة  اعد مستشار المانيا الأتحادية آنذاك ويلي برانت تقريرا عن مشاكل العلاقات المتبادلة بين الشمال والجنوب وتنبأ ببعض الصعوبات من قبيل التي نواجهها اليوم  مما يعني ان هذا التقرير لايزال يحتفظ باهميته .

-          انتم شخصيا هل واجهتم مظهرا من مظاهر التعصب وعدم التسامح ؟

- نعم كمؤلف واجهت شكلا محددا من اشكال عدم التسامح  فبعد طبع روايتي ( طبل الصفيح ) رفعت ضدي دعوى قضائية بتهمة التجديف والدعارة ومنعت هذه الرواية في الدول الشيوعية السابقة بالأضافة الى اسبانيا والبرتغال . وقبل سنتين التقيت مع عدد من الكتاب الغربيين والعرب في اليمن لمناقشة مواضيع ادبية منها موضوعة الجنس وبالرغم من ان الكتاب العرب لم يعتادوا مناقشة مثل هذه الموضوعة فأنها مع ذلك اعتمدت مادة للنقاش. اذن ممكن الحديث عن اي شيء بما فيها المواضيع الخلافية شريطة ان تسود روح التسامح واحترام الآخر فلكل منا تصوره الخاص عن الثقافة التي تتحدد بجملة من المحرمات الخاصة.