الأحد 11/10/ 2009

الموسيقار العراقي أسامة عبد الرسول يزف "العروسة" للجمهور الأوربي ضياء الجنابي في تآلف مذهل بين الأجواء القديمة التي يوحيها مسرح (زيدر بيرس هيس) الذي يُعنى بتقديم موسيقى الشعوب، وبين المناخات التراثية الموغلة في محليتها التي أوحتها اللوحة الموسيقية الموسومة بـ "العروسة"، استمتع الجمهور الغفير الذي حضر المسرح بما قدمته الأنامل المبدعة لمجموعة الموسيقار العراقي أسامة عبد الرسول من أنغام وإيقاعات استبطنت سحر الشرق وأسراره لدرجة أبهرت الحضور، الذي بدوره غمر أرجاء الصالة بموجة من التصفيق الحار عرفانا وتقييماً لهذا الفن الرفيع. الفنان أسامة عبد الر سول إنعكس ذلك بالمقابل على روحية الفنانين المبدعين الذين كان كل منهم أسطورة فنية متميزة، فبينما كان الموسيقار أسامة عبد الرسول مؤلف الألبوم ذائباً بأكسير الموسيقى جاعلاً من آلة (القانون) راوياً حقيقياً مستنطقاً أوتارها لتحكي فصول الحكاية التي تضمنتها المقطوعة، راح عازف (الجوزة) المتميز الفنان باسم هوار وهو عراقي مقيم في ألمانيا يذهل الحضور بما قدمه من عزف منقطع النظير على آلته لحد أسماه أحد الحضور أنه عازف مجنون وأطلق عليه آخر لقب بطل الجوزة، في الوقت الذي اتسم عازف (العود) الفنان محمد بولات ذو الأصول التركية بهدوء يضمر خلفه خبرة أكاديمية كبيرة، في حين كان عازف الإيقاع الفنان شاهين دورنك ذو الأصول التركية أيضاً ضابطاً حقيقياً لمداخل ومخارج العزف وأضفى على الموسيقى حيوية ملحوظة، بينما أكد عازف (الكونترباص) الفنان هنك دلات الهولندي الأصل قدرته الفائقة على العزف المنفرد على هذه الآلة الضخمة. من الجدير بالذكر أن هذه الأمسية هي الحلقة الأولى من الموسم الفني لمجموعة الموسيقار أسامة عبد الرسول وستتبعها أمسية أخرى في 13 أكتوبر في بروكسل يليها في يومي 21 و 22 من الشهر ذاته أمسيتين في الدار البيضاء في المملكة المغربية ومن ثم في 11 ديسمبر أمسية أخرى على قاعة "ميزيك بابليك" في بروكسل لترسو سفينة هذا الألبوم في مهرجان "كلارا" حيث يتم تسجيل الكونسرت في مسرح الـ"بوزار" الشهير في بروكسل أيضا.ً الفنان العراقي أسامة عبد الرسول يذكر أن المؤلف الموسيقي أسامة عبد الرسول قد أنجز 14 ألبوماً موسيقياً منها ألبوم "ميزوبوتاميا" أو "الرافديون" وألبوم الأشواق و ألبوم جمال بجزأيه غير أن ألبومه الجديد "العروسة" تميز عن سابقيه بطول فترة تأليفه حيث بدأت فكرة تأليف مقطوعة "العروسة" في بيروت عام 2001 م وظل ملازماً له طوال هذه المدة على الرغم من إنجازه للألبومات الأخرى. وأكد الموسيقار أسامة عبد الرسول لحظة الانتهاء من الكونسرت قائلاً أنه يعتمل في قلبي شعور غريب كون هذا العرض هو الأول لهذا الألبوم وإن جميع المقطوعات من تأليفي لذا يتطلب الأمر تركيزاً عالياً في قيادة المجموعة لاسيما أنني حاولت جهد الإمكان إدخال إيقاعات جديدة ومقامات جديدة في تركيبة غير مألوفة لا للوسط الغربي ولا للوسط العربي كذلك، خصوصاً أن القصة معقدة ولابد من إيصال هذا الإحساس للمتلقي بمستوى تعقيد الحدث، ناهيك عن أن الجمهور قد حملني مسؤولية مضاعفة، فكان هذا الشعور مزيجاً من الفرح والذهول ونشوة النجاح وأشعر كأن حملاً ثقيلاً وضعته عن كاهلي. أما عن مشاريعه المستقبلية أكد أسامة أنه عاكف على إعداد مشروع موسيقى تصويرية لفيلم "تركواز" وهو من انتاج تركي بلجيكي مشترك، وكذلك مقطوعة "رحلة إلى جيبو" إضافة إلى مشروع "أقفال وأيادٍ" مع الرباعي الوتري.