الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الثلاثاء 11/8/ 2009

 

طائر سومري آخر يتوارى
الشاعر عبدالأمير العضاض في ذمة الخلود

محمد الجاسم

في الإرهاصات الأولى لعقد السبعينات من القرن الماضي ، وحينما كانت الناصرية دوحة فواحة بمصادر العبق الأدبي والفني والسياسي..انبرى الشباب المتألق من أبناء المدينة الغافية بفئ النخل لتأسيس أول جمعية نابضة بالإنتاج المعنوي والإبداعي أطلقوا عليها اسم{ جمعية رعاية الفنون والآداب} وكان من مؤسسي هذه الجمعية الشاعر الراحل الذي فجعنا بخبر رحيله قبل عدة أيام الاستاذ عبد الأمير العضاض ، هذا الرجل المنحدر من عائلة الفضل والكرم والفكر والسياسة , العائلة التي أنجبت الكاتب والمفكر والأكاديمي الدكتور كامل العضاض وأخاه الراحل الدكتور علي العضاض الباحث القانوني والأكاديمي والسياسي البارز الذي اغتيل على يد اشقى خلق الله من إرهابيي العصر الملثمين في بغداد، كما لمعت أسماء الشاعر عادل العضاض والشاعر جليل العضاض في ثريا هذه العائلة المعطاء. رغم بـُعد المسافة الزمنية الفاصلة بين تأسيس جمعية رعاية الفنون والآداب في الناصرية وبين يومنا هذا التي تمتد لثمانية وثلاثين عاما، لكن أثرها على تكوين الشخصية المعنوية للثقافة السومرية في الناصرية مازال حاضرا في الأذهان والتي واكبت تلألؤ تلك الكواكب الذاهبة الى غد الخلود ، بالرغم من عمر الجمعية القصير الذي صادرته سلطات الأمن البعثي بعد سنة واحدة تقريبا، وفي الوقت الذي ندعو فيه لمؤسسيها الأحياء بطول العمر والصحة والعافية ان شاء الله أمثال الاستاذ أحمد الباقري والأستاذ زيدان حمود والأستاذ محسن الخفاجي عافاه الله من محنته الحالية، وغيرهم ، فإن حشرجة الغصة لا تبرح مكانها حين تذكـّر الرواد الراحلين من أمثال عبد الأمير العضاض وأحمد الجاسم شقيقي الراحل الذي كان يصحبني كثيرا الى تلك البناية المتواضعة التي اتخذت مقرا للجمعية في الفرع المقابل لسينما البطحاء الشتوي والمؤدي تماما الى كورنيش الناصرية، حيث ندماء القصيدة وتبادل أخر عناوين الكتب المقروءة وهموم ذاتية وثقافية متنوعة يتبادلها مثقفو ذلك الزمان الشباب.. صحيح انني كنت صغيرا على استيعاب ما أسمعه من أفواه نخبة المثقفين الشباب تلك، حيث لم أتجاوز الرابعة عشرة من سني حياتي لكنني في تلك الأيام بالضبط تعلمت حب الشعر وتعلمت الصبر والمواظبة على مطالعة الكتب المتنوعة والروايات الطويلة ،واللبنات الأولى لكتابة الشعر وضعتها تماما في تلك المرحلة وقد شجعني كثيرا شقيقي الراحل الفنان والشاعر أحمد الجاسم على ذلك ،كما لقيت الدعم والتصويب اللغوي والعروضي من والدي الشاعر الراحل عبد الحسين الجاسم، ولا أنسى مطلقا ما أفاض به علي استاذي في اللغة العربية ماجد حنتوش من رعاية خاصة على الدربة والمراس في الكتابة الادبية، وفي مرحلة سابقة لتلك الحقبة بسنة أو سنتين ما زلت اتذكر جيدا المهرجان الأول للشعر الشعبي في العراق الذي اقيم في الناصرية وكان المرحوم عبد الأمير العضاض من فرسانه أيضا إضافة الى الشاعر الراحل كاظم الركابي والشاعر الراحل أحمد الجاسم والشاعر عادل العضاض والشاعر جبار الغزي وكان أخوه الأصغر رزاق الغزي الذي غادر الى هنغاريا ولم نعد نراه صديقي و جارنا في حي الإسكان .. حي المبدعين وابناء الحركة التقدمية في الناصرية منهم صديقي الشهيد وائل عبد الجليل والصديق الراحل حميد مهلهل والصديق أحمد عبد علي ابو فرات الرائع الذي يعيش الآن في هولندا مع عائلته الكريمة وقد التقيته ثمة مرارا، والصديق العزيز جمال أمين وشقيقته الشهيدة سحر أمين وزوجها الشهيد صباح طارش ، والشهيدان الأخوان صباح وصلاح مشرف وغالب غزاي الذي لا أعرف عنه شيئا الآن والصديق غريب حنون الذي اختفت عني أخباره منذ ثلاثين عاما وكانوا كلهم ممن ركزوا أوتاد الحركة الطلابية المجاهدة الشجاعة في أركان ساحة وبين ثنايا صفوف الطلبة لمتوسطة سومر في حي الإسكان في الناصرية .

الف تحية لروح الراحل الشاعر عبد الأمير العضاض الذي أغنانا شاعرا في حياته ، وألهمنا تذكر الراحلين في غيابه .. فأي فضل ننافسك عليه يا ابا السمر الشفيف .


بيت الأحزان
ناصرية دورتموند ـ ألمانيا


  
 

free web counter