الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الأثنين 10/12/ 2007



(مسرح باييخو.. بين الحلم والواقع) في اتحاد ادباء وكتاب البصرة


- القاص محمد خضير:
اشتغلت في روايتي" كراسة كانون" عن طريق الدخول الى منطقة الحلم و الحلم طاقة كبرى للكاتب، لا لأنه يؤدي الى النكوص والسلبية بل المجابهة التي اصطلح عليها حديثا بــ((الحرب الناعمة))

- القاص والروائي علي جاسم شبيب :
مفتتح "كراسة كانون" بـ"عندما ينام العقل تستيقظ الوحوش" كان مقصودا و بمثابة الضوء المنثور عبر ثنايا السرد الفني الراقي الذي اعتمده القاص .

جلال عاصم

على قاعة الأستاذ القاص "محمود عبد الوهاب" خصت اللجنة الثقافية في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين بالبصرة المسرحي "عزيز الساعدي" بمحاضرة عن (مسرح باييخو.. بين الحلم والواقع) قدمه فيها الناقد والكاتب المسرحي "بنيان صالح" ذاكرا ان "الساعدي" عضو جماعة كتابات مسرحية البصرية التي تأسست خلال عقد السبعينيات وانه قدم حينها متابعات مسرحية لأعمال عرضت في المدينة وهو ايضا عمل في فرق مسرحية في البصرة وكتب كذلك بعض النصوص المسرحية القصيرة . وقد تطرق الساعدي في محاضرته الى السمات التي يتميز بها مسرح "باييخو" وقسمها الى أربع ثيمات، ذاكرا إن كل منها حلقة متصلة مع الاخرى ، وأولها وثائق اجتماعية تشهد على إستبطانه لعصره وسماته وما تتميز به قواه الفاعلة ، والثانية تندرج ضمن الإطار التاريخي، أما الثالثة فتعمد فيها الغوص في الأعماق الإنسانية وتشكلاتها وطبيعتها و الأخيرة جسدت العلاقة بين ثنائية الواقع و الحلم . وتحدث الساعدي عن العلاقة بين الثقافي و السياسي ذاكرا كما أكد "فوكو": السلطة بصفتها مؤسسة طبقية فأنها تعمد لأحكام سيطرتها إجتماعيا . وذكر الساعدي ان مسرح باييخو يركز على العدالة الاجتماعية المغيبة باعتبارها أثمن ما يحرص عليه المؤلف ؛ مقترحا على المسرحيين العراقيين الاهتمام بها و التركيز عليها في الفترة الراهنة التي من سمتها فقدان معايير العدالة الاجتماعية-الإنسانية لانعدام سلطة القانون التي تحمي حقوق وحرية الإنسان .. وخلال المداخلات ذكرالناقد المسرحي حميد مجيد مال الله عن إن لـ "باييخو " مسرحيات عدة منها" حلم العقل" و"أسطورة دونكيشوتة" و" القصة المزدوجة للدكتور بالمي" مقدما ملاحظات عامة حول المحاضرة وحول نلك المسرحيات .

وقدم القاص والروائي "علي جاسم شبيب" تعليقا ينحصر بعبارة غويا التي استخدمها القاص "محمد خضير" في روايته "كراسة كانون" التي اعتمدت في بنائها على أعمال تشكيلية لـ"غويا وبيكاسو وهنري مور" موضحا ان افتتاح كراسة كانون بعبارة غويا"عندما ينام العقل تستيقظ الوحوش" كان مقصودا حينه وهو بمثابة الضياء المنثور عبر ثنايا السرد الفني الراقي الذي اعتمده القاص .. وأضاف الروائي علي شبيب ان الموضوع هو كالتالي:- " يمكن ان نقرر بثقة في ان عبارة "غويا" أنتجت نصين متجاورين احدهما للمسرحي "بايخو" والنص الآخر هو للقاص "محمد خضير" الذي تمكن من خلال معرفته بزمنه و بقدراته الشخصية الإبداعية الاستفادة من العبارة موظفا إياها في نصه ضمن صراع درامي حفلت به الرواية وكانت العبارة ضمن النص القائم على حركات وتفصيلات تشكيلية للرسامين الثلاثة الكبار ..

وقدم القاص محمد خضير توضيحا يتعلق بالعبارة الواردة في متن "كراسة كانون" قائلا: اولا انه لم يأخذ من المسرحي "باييخو" سوى هذه العبارة فقط و هذه العبارة رغم انها وردت في مسرحية "حلم العقل" لـ"باييخو" الا انه قد اكتشفها في تخطيط لوجه غويا (بورتريه) يظهر فيه نائما وحوله تدور وحوش أسطورية بوجوه خرافية.. وقد كتب غويا تحت التخطيط عبارته هذه على الـ"بورتريه" وهي- العبارة- تكشف أهمية الحلم في رواية (كراسة كانون) .
واضاف القاص محمد خضير: اشتغلت في روايتي عن طريق الدخول الى منطقة الحلم وان تصوري ينحصر في ان الحلم طاقة كبرى للكاتب، لا لان (الحلم) يؤدي الى النكوص والسلبية في المجابهة بل لانه المجابهة ذاتها التي اصطلح عليها حديثا بــ (الحرب الناعمة) فلا يستطيع الكاتب -الفرد- امام جبروت السلطة وعسفها وقمعيتها ان يقف بوجهها مباشرة ولكن-الفنان- يتمكن بقدراته ان يظهر قوة تصديه الفني لها من خلال العمل الإبداعي القائم على الحلم الايجابي".. وقدم القاص خضير مثلا عن "غويا" ذاته ايام احتلال نابليون لاسبانيا ووقوفه بصف اسبانيا كمواطن اسباني أولا رغم انه تحت سيطرة استبداد الملك.. وعمل بيكاسو في الـ (غورنيكا) عندما عمد لاظهار قوة الفاشية على قرية ضعيفة كما عمل "هنري مور" النحات تخطيطات مؤلمة عن الملاجئ وحياة الناس القاسية ايام القصف النازي للندن .
ثم ختم القاص محمد خضير حديثه بالقول:-" ان الكاتب يدخل الحلم ليبتعد عن رصد ازلام السلطة الثقافية ويستطيع من خلال هذه المنطقة ان يقول ما يريد وهذا ما حدث في "كراسة كانون" التي كتبت زمن السلطة الدكتاتورية وبتكليف علني من رئيس النظام السابق.. و اضاف : رواية "كراسة كانون" يمكن ان نقول عنها انها قالت أشياء كثيرة.. بعضها كان مباشرا وآخر بشكل غير مباشر.


 


 

Counters