| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                الثلاثاء  9 / 9 / 2014

 

ألا يحتاج خطابنا السياسي إلى التدقيق ؟

محمد النهر

هذا الموضوع في ذهني منذ السقوط المأساوي المدوي للموصل الحدباء وما تبعها من أحداث ومآسي ، وكنت آمل أن يجد طريقه للمعالجة . فقد تركز الخطاب السياسي للحزب على شعار ( كل الجهد الوطني لدحر الإرهاب ) الذي ورد في تصريح المكتب السياسي في 10/ 6 ، وجرى التأكيد عليه وما تبعه من مواقف وطنية للحزب بتصريحات سكرتير الحزب وأعضاء المكتب السياسي وقيادة الحزب ، وكان ذلك ضمنا في تصريحات المنظمات الديمقراطية والمدنية التي لرفاق الحزب نشاط فيها . ومقابل هذا الشعار ومبادرات الحزب الاخرى والتأكيد عليها ، لوحظ خفوت وضعف صوت المطالبة والنضال الجماهيري للحزب من أجل تصحيح العملية السياسية وتحقيق مطالب الناس المعاشية والديمقراطية . في وقت أكد الحزب دائما على العلاقة بين قوة النضال الجماهيري من أجل الدبمقراطية وحقوق الناس المعاشية وبين تصحيح العملية السياسية . إن تركيز الحزب الآن على خطر الطائفية والمحاصصة وتأثيرها على العملية السياسية وعدم إعطاء النضال الجماهيري الديمقراطي والمطلبي حقه ، سيضعف نضال الحزب على الجبهتين . فالأحزاب الحاكمة والمتنفذة مهما تحدثت عن ضرر المحاصصة والطائفية فإنها لا تبارح مكانها في ذلك ، لأنها تعرف أن بقاءها في الحكم وقيادة البلاد بالشكل الذي تريده هو في وجود الطائفية والمحاصصة ، في وقت ان خلق حركة جماهيرية مؤثرة هو الذي سينقذ البلاد والديمقراطية معا .

إن الخطاب السياسي الحالي للحزب يرجع الى الأذهان شعار ( تضامن – كفاح ) الذي رفعه الحزب في عهد عبد الكريم قاسم وفي فترة الجبهة الوطنية عام 1973 ، والذي يتجلى في التطبيق ، بالتضامن مع السلطة بالامور التي تلبي مصلحة الوطن وتحقيق مطالب الناس ، والكفاح ضد ما يعارض الحياة الديمقراطية وتطويرها وتحقيق مطالب الناس . ولكن جرى في التطبيق التركيز على الجانب الوطني وتغليب جانب التضامن مع السلطة وإضعاف جانب النضال من أجل الديمقراطية ومطالب الناس ،والذي كانت له نتائج مريرة على الحزب والبلاد .

علما إننا نلاحظ اليوم مختلف القوى السياسية المساهمة في الحكم تتحدث بمناسبة وبدون مناسبة عن النواقص في العملية السياسية ومعاناة الناس المعاشية والتي خلقوها بأنفسهم ، وهدفهم كسب الناس وإدامة التأثير عليهم . نحن لا نريد المزايدة أو المتاجرة على أحد ، ولكن هناك حقيقة ، إن الحزب كان في الماضي سباقا بطرح المواقف لمصلحة الوطن والناس وليس بعد الآخرين .

إن الناس والقوى الاخرى تلاحظ موقفنا الحالي ، وسيكون لذلك تأثير سلبي عليهم ، لا بل سيؤدي الى فقدان العديد من الذين صوتوا لنا في الإنتخابات ، ويمكن أن تكون هذه فرصة لدراسة أسباب فوز السيدين من التحالف المدني مثال الآلوسي وفائق الشيخ علي وكذلك السيدة شروق العبايجي ، وهل لخطابهم السياسي تأثير بفوزهم .

ومن الملاحظ إن إعلان موقف الحزب في الأحداث الأخيرة ، جرى بعنوان ( تصريح من المكتب السياسي ) وتبعه إعلان المواقف من خلال تصريحات قياديين أو بإسم ( ما كتبه المحرر السياسي لطريق الشعب ) ولم نلاحظ صدور بيان باسم المكتب السياسي أو اللجنة المركزية أو اجتماع اللجنة المركزية في هذا الظرف العصيب ، وحسب ما عرف عن الحزب أو الحركة السياسية أن يصدر بيان باسم الهيئة القيادية المعنية يكون أقوى وأكثر مسؤولية من تصريح باسم الهيئة ، وبيان لأعلى هيئة في الحزب وهي اللجنة المركزية يكون أكثر قوة واعتمادا وتأثيرا داخل الحزب وخارجه .

 

free web counter

 

أرشيف المقالات