| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 9/12/ 2009



دماء العراقيين مقدسة...

سعد العميدي

منذ سقوط النظام الدكتاتوري التعسفي و تهاويه نتيجة الغزو الأجنبي والبلاد تمر بأزمات على شتى الصعد , و للوهلة الأولى يتصور المراقب البعيد عن مركز الأحداث بأن هذه الأزمات هي أمنية فقط و من نتاج الإنهيار الذي حصل وتفكك مؤسسات الدولة.
إن هذا التحليل قد يبدو منطقيا للسذج و الرعاع الذين غيروا جلودهم و قناعاتهم السياسية بين عشية وضحاها مستفيدين من تكالب قوى الإسلام السياسي على الحكم و السيطرة على موارد العراق الإقتصادية , فأصبح جمهور البعث إسلاميا و تسلل إلى أعلى الدرجات الوظيفية فيما بقي ضحايا البعث يعانون الأمرين و لم يتم إنصافهم حتى الساعة.
إن الأزمات الحقيقية التي تعاني منها البلاد هي سياسية - إقتصادية في المقام الأول و التدهور الأمني ما هو إلا إنعكاس لهذه الأزمات.
فالخلافات السياسية لا زالت طاغية على المشهد العراقي ما سمح للإحتلال الأمريكي و دول الجوار في الدخول على خط هذه الخلافت و الإستفادة القصوى من إستمرارها كي تمرر أجندات غريبة على شعبنا و وطننا.
إن المكاسب الحزبية و الطائفية الضيقة كانت و لا تزال ديدن قوى الإسلام السياسي المتخلفة و الطامعة في إقامة إمارة إسلامية دكتاتورية على أنقاض دكتاتورية البعث الفاشي.
أما في الجانب الإقتصادي فقد توقفت عشرات المصانع و المعامل أو إنها لم تعد تعمل بكامل طاقتها الإنتاجية بسبب السرقات و الفساد و ذهاب أموال إعادة الإعمار الى جيوب المستفيدين من متنفذي أحزاب الإسلام السياسي.
إن أغلب المصانع المتوقفة حاليا لا تحتاج إلا لبضعة مليارات من الدولارات كي تعود إليها خطوط الإنتاج و يستفيد منها آلاف العمال هم و عوائلم . إن عشر ما سرق أو بذر كان سيكفي لأنقاذ هذه المصانع , لكن تجارالصفقات من أعضاء البرلمان إلى متنفذي الأحزاب لا تدخل في حساباتهم قضايا حساسة و جوهرية كإنقاذ القطاعين العام والمختلط و هم الذين أغرقوا السوق العراقية بسلع استهلاكية قديمة و مواد غذائية لا تصلح للإستعمال البشري.
إن الأزات التي تعاني منها بلادنا ما هي إلا أزمات مفتعلة ومصطنعة ناتجة عن تخلف قوى الإسلام السياسي و تغييبها للأجندة الوطنية و تغليبها المصالح الآنية و الضيقة على مصالح الشعب العراقي.
إن قيام تحالف وطني عريض بين القوى الليبرالية و القومية المتفتحة مع عموم اليسار الديمقراطي , سيكون كفيلا بإستعادة سيادة العراق و دوره في المنطقة و العالم , كما إن هكذا تحالف سيكون من مهامه طرح برنامج سياسي و إقتصادي للخروج بالبلاد من أزمتها الحالية.



 



 

free web counter

 

أرشيف المقالات