| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 9/12/ 2009

 

من تهديد الفيحاء إلى يوم الثلاثاء..
لك يا قلب أن تحزن!

فاهم إيدام

يعلم الجميع ـ ربّما ـ في العراق، بأنّ ما يُهدَّد في قناة الفيحاء الفضائية هو وجهة النظر التي تقودها! فلكلّ قناةٍ إدارة، ولكلّ إدارةٍ وجهة نظر! ووجهات النظر منها ما هو ثابت ومفهوم ومعروف، وصاحبها يعمل على إظهار ذلك، ومن دون مؤاربة، كما هو الحال مع الفيحاء. ومنها ما هو عائم وسطحي، لا يريد الإفصاح عن خللٍ يعلمه هو جيّداً، لكنه بالمقابل ـ لوجود السطحية تلك ـ لا يخفي، أو لا يستطيع إخفاء، ذلك الخلل. وهذا الحال ينطبق على الكثير من القنواة ـ السلبية ـ التي يصحّ، برأيي، اختيار ( قناة الشرقيّة ) نموذجاً لها.

إذا ما تركنا جانباً ألانتاجات السطحية التي تعكس التراث والثقافة العراقية بشكلٍ سيّء، بائسٍ ومضحكٍ أحياناً، والمصروف عليها بشكلٍ جيد، يفرض على حرّ العقل سؤالاً يكاد يكون لا إراديّاً، لا يريد الصحفي المخضرم (سعد البزاز) ـ في حالة تخصيص الكلام عن الشرقية ـ الإجابة عليه :ـ من أين لك هذا؟؟؟؟؟؟
ثمّ تركنا جانباً البرامج المزعجة التي تسييء للفرد العراقي، كتوزيع أنواط الشجاعة والصوبات والثلاجات والتلفزيونات. وكعشاكم علينه، وزواجكم.. وطهوركم.. و...إلخ. والذي مارسته معظم قنوات العراق الجديد، وقد أوقفت الفيحاء مشكورةً هذه المهزلة، وظلّ الفنان فاضل العيبي يساعد بطريقةٍ أكثر احتراماً للمحتاج، بدل مساعدته ثم فضحه ببرنامجٍ خاصٍّ عن المساعدة تلك، ثمّ إعادتها، فإعادة الإعاده. وليفهم المتلقّي أن من يريد المساعدة فليساعد وينجبّ (الجيم ذات النقاط الثلاث)! أما من يساعد على طريقة الشرقية، إنما يشتري شيئاً ما.

أقول إذا ما تركنا هذا وذهبنا لتلك النظرة التي تحدّد الفضاء العام المنعكس في جملة ما تطرحه قناة تلفزيونية معيّنة، سنرى أنّ الفيحاء تحاول الوقوف بالضوء، تستند بذلك على مبدأين ثابتين، هما الوطنيّة والإعتدال. فعندما تتعرّض، مثلاً، للجريمة والعنف، تُساوي بين ما تمارسه ميليشيات الأحزاب والتيارات الطائفية، وأذناب البعث الوضيع. أما اللغة المعمول بها في القناة، فهي لغة الوطن الواحد والشعب الواحد. ثمّ المهنية وترك المجاملات الرخيصة، خصوصاً إذا ما كانت على حساب الدم العراقي. والعمل على عكس صورةٍ واقعيةٍ تُدرك أن الحقيقة على قدر الإمكان، هي أفضل ما يقدّمه إعلاميّ لبلده!
فيما تفوح رائحة البعث العَطنة من خلف وجوانب الصور والمواقف التي تعكسها قناة الشباب ـ أعني الشرقية ـ حتّى حين تدّعي تعاطفها مع الضحايا!

من هنا لا بدّ للفيحاء من تهديد، ولا بدّ للشعب، الذي تحاول الفيحاء تمثيله، من تفجير! وها هو ثلاثاء الموت يعقب أربعاء الرماد والأحّد الدامي. ونحن على يقين بأنّ البعث سيعمل على تكملة أيام الأسبوع لنا، وسيصلنا لأننا نقف في الضوء.
وعند التفكير في ذلك التحالف العجيب بين البعث والقاعدة، سنرى أنه تحالف يعلن حرباً على شعبٍ بأكمله، يريد إرغامه بقبول الإنصياع لفكرين تافهين ولا أنسانيين، ولا يمكن قبولهما بأيّ حال. التحالف المزيّف هذا ـ لأننا على يقين من تصفية أحدهما للآخر في ظروف أخرى ـ يخوض بدماء الأبرياء نحو العبث! فالحرب هذه كلّفت وتكلّف العراقيين الكثير، ولكن ما الذي سيجنيه البعث الوضيع وحلفائه الحاليين منها؟

وهكذا ما الفائدة من تهديد الفيحاء، ومتى يفهم هؤلاء السفلة بأنّ الناس والفيحاء التي تمثّل وجهة نظرهم، وأعلان الحرب عليهم، هو إعلان الحرب على وجهة نظر! أي إعلان الحرب على فكر ورؤيا، هي من قراءةٍ منصفةٍ للواقع، تمثّل غالبية الشعب العراقي. وهكذا لا بدّ لي من تكرارها لهم: إنّ خوضكم بدمائنا، خوضٌ في العبث!! أوجعتمونا وستحزنونا كثيراً، لكنكم لن تُخضعونا بهذا الأسلوب الذي يعكس تفاهتكم وضحالة فهمكم للإنسان والحياة! وسنستمر بالوقوف في الضوء!!!!

إذن وانطلاقاً من هذا، فإنّه لا حلّ آخر مع هذه الحثالات سوى السلاح، متمثّلاً بسلطة القانون، وبكفاءةٍ لا يكتمل العمل بدونها. وعلى الوزراء المعنيون بهذا ومعاونيهم وميدانييهم جميعاً ـ الحاليين أو من سيخلفهم ـ أن يتخلّوا عن تشييد الجنائن المعلّقة لنا، في الوقت الحاضر! لأنّ ما يحتاجه الشعب هو الأمن والخدمات البسيطة، لا الخرافات والوعود. وبخلاف ذلك فإن أفضل شيء يقومون به هو الأستقاله!

 


9ـ12ـ2009


 

free web counter

 

أرشيف المقالات