| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                        الخميس 9/6/ 2011

     

المشروع العربي لخنق العراق والأتجار بمقدّراته

مازن فيصل البلداوي
Almuhtaram2001@yahoo.com

لا أدري ان كان موضوع ميناء الفاو ومشروعه المفترض يشكلان اهمية بالنسبة للمواطن العراقي وبالخصوص لنواب البرلمان باعتبارهم ممثلو الشعب بكافة مكوناته،وللحكومة العراقية خاصة وزراء التجارة والنفط والصناعة والزراعة والنقل والدفاع وقد تكون هنالك وزارات اخرى يرتبط عملها وميزانيتها ودراساتها وخططها المستقبلية تبعا لوجود او عدم وجود ميناء الفاو،وهذا التساؤل حسب المعايير الطبيعية في اي بلد من بلد العالم على سطح الكرة الأرضية.

وقبل الشروع في الأستفسار عن اسباب هذا السكوت المطبق من قبل الجهات المذكورة اعلاه (وبضمنهم المواطن العراقي الفرد) وعدم ظهور اية توضيحات حقيقية تشعرنا بانها تنطلق من وازع وطني يدعو للتفكير بان موضوع الميناء هو موضوع وطني وليس فقط موضوع ميناء في مدينة ،عدا بعض التصريحات الديبلوماسية هنا وهناك تم اعلانها لتكون حاضرة في حالة توجيه اللوم والعتب، واكرر... قبل الشروع في الأستفسار.... اريد ان اتوجه بالسؤال الى مجلس محافظة البصرة وأهل البصرة....... لماذا لا نر اية نشاطات ، مظاهرات تطالب بسرعة تنفيذ هذا المشروع او حتى تستنكر ما تقوم به الكويت ، تعبّر عن حقيقة عمق المشكلة القائمة حول موضوع ميناء الفاو؟ الم تهتز مشاعركم الوطنية وانتم ترون مدينتكم يتم سرقتها من قبل الكويت شبرا شبرا وهي تتجه لأبتلاع الفاو والتي يملك فيها آل صباح اراض كانت تحت سيطره شيخ المنتفك فيما مضى؟ هل يستطيع احدكم يا اعضاء المجلس ان يخبرني ماهي اهمية البصرة دون ميناءها؟ وبعد ذلك ماذا سيطلق عليها بدل ميناء البصرة؟

البصرة كما هو معلوم - لدى كل من انهى مرحلة السادس الأبتدائي في العراق - تمثل مدينة بحرية تربط الشرق بالغرب ، وتمثل ميناءا بحريا اساسيا لدى الكثير من الناس من مختلف الجنسيات عندما يكون الحديث عن العراق ومدنه، فهم يعرفون البصرة اكثر من باقي مدنها تبعا لمعلوماتهم التاريخية وهذا ما لمسته شخصيا في عدة احيان دار الحديث فيها حول العراق، الا انه من الواضح فان هذه الأهمية التاريخية لا تمثل شيئا لدى ساكنيها الحاليين.

البصرة هي ميناء العراق الوحيد الذي يتنفس به هواء العلاقات الدولية المباشرة مع العالم وهو الميزة التي جعلت ابنائها اكثر تميزا (فيما مضى من الزمان) من غيرهم بثقافتهم وسعة مداركهم واطلاعهم نتيجة اتصالهم المستمر مع شعوب العالم عبر بوابة التبادل التجاري للعراق مع العالم مما انعكس بشكل واضح على مجمل اخلاق اهل المدينة وأضفى عليها سمة الطيبة واكرام الضيف وسلاسة التعامل مع الغرباء، وهي بموقعها ذاته وميزته الأساسية كانت جزءا مهما من تاريخ العراق والعالم لاينكره الا غبيّ او متكابر،والحقيقة فأني لاأريد ان استرسل في الحديث عن مكانة البصرة الثقافية او العلمية او الأدبية فقد تناولها الكثير من الشعراء والأدباء ولن استطيع ان أضيف على ماتحدثوا به، اريد فقط ان اتحدث عن المستقبل الأسود الذي ينتظر المدينة واهلها واجيالها القادمة في ظل نوم المسؤولين القائمين على الأدارة في المدينة والعراق عما يحاك ضدّها ومايراد لها،وارجو ان لايقفز احدهم فجأة ويقول...ها نحن عدنا لنظرية المؤامرة! الا ان هنالك امرا يتم في الخفاء ونحن لسنا على علم به وهو يؤطر كلمة المؤامرة خير تأطير.

موضوع البصرة وميناء الفاو ليس بجديد وانما تم تجديده بعد 2003 ،فقد بدأت المدينة بفقد اهميتها كميناء منذ استيلاء النظام السابق البعثي على مقاليد الأمور في العراق وظهر جليا بعد نشوب الحرب العراقية الأيرانية،فمن الطبيعي ان تستهدف المنافذ المهمة لأي بلد خلال مثل تلك الحرب،وتم وبكل سهولة تحويل طريق التجارة العراقية الى الأردن.....البلد الذي نشأ مبنيا على كوارث البلدان الأخرى ترعاه حكمة السياسات العربية الجوفاء التي تقودها دهماء كانت تسكن القفار واستوت على كراسي الحكم واستمكنت بعد ظهور النفط!

فما كان من اكثر اهلها الا ان بدأوا بتركها بعدما بدأت موارد العمل التجاري من استيراد وتصدير واعمال النقل البحري والنهري بالنضوب وتحولوا الى مناطق اخرى وباستمرار السنوات على الحرب اللعينة ظهرت مدينة العقبة كميناء بحري بديل للبصرة،وهذا ما يتوافق مع السياسات التي تتم خلف الستار، فالأردن ينهض ويبني ومعدل دخل الفرد يرتفع والعراقيون يتلقون القنابل والأهمال المتعمد في الخدمات ناهيك عن التغير الديموغرافي الذي بدأ يحدث في تركيبة المجتمع العراقي والذي كان سببا اساسيا في اعادة رسم خريطة الحضارة والثقافة العراقية كما هي الأن.

واستمر الحال لتوقف حال الميناء والموت الغنغريني الذي يدب في اوصال البصرة وعلى كافة المجالات اولّها كان المجال المعيشي وتبعه المجال الثقافي ومن ثم الأجتماعي،خلال السنوات التي تلت الحرب اللعينة ليزيد النظام الأهوج الطين بلة بحربين جديدتين واحدة مع كوت (اسم الكويت سابقا) والأخرى ضد العالم ليضمن بذلك تدمير البلد برمته كما حرق نيرون روما، ونحن جميعا نستطيع رؤية نتائج تلك الأفعال الغبية الهوجاء التي طبقت الخطط التي وضعها منيسيطر على بقع الأرض على طول خليج البصرة (كما هو اسمه الحقيقي).فقد نشأت على اكتاف تعطيل ميناء البصرة موانىء ومدن لا بل دول جديدة واصبح العالم يشير اليها بالبنان من مثل دبي (موطن الأستثمارات....هههههههههههه، شر البلية ما يضحك) مدن قامت على الصحراء الخالية بلا ماء وبلا تربة صالحة للزراعة! مدن ليس لها ان تقوم الا بتغير مناخي عالمي يعيد مناخ الأرض لما كانت عليه قبل 10000 عام وبحسب الدراسات الأركيولوجية المتعلقة بظهور الأنسان وتركيبة شبه الجزيرة العربية الجيولوجية،وايضا ولكي لا أطيل واسترسل فأني اسأل........الا تمثل البصرة عينا ورئة وطنية لكل العراق؟ اليس لكل العراق مصلحة في قيام ميناء الفاو وعودة مدينة البصرة الى حالتها الطبيعية التي كانت عليها في ستينيات القرن الماضي وكما كانت قبل ذلك التاريخ حسب اكثر التقديرات تشاؤما؟؟

ان المدن التي نشأت على اكتاف مدينة البصرة ونتيجة لتعطيل ميناءها لن تسمح بقيام البصرة من جديد لأن في ذلك خراب لها وخراب لمصالحها الجديدة التي تم تأسيسها بناءا على ذلك الأساس المذكور.......فمن له مصلحة على ارض العراق في عدم قيام مدينة البصرة من تحت ركام سنين التعس والأهمال والتردي والتخلف والجهل غير اولاءك المنتفعين الفئويين الذين يساعدون تلك الرؤوس التي تحمل في تجاويفها خوفا من التطور والتحضر والتقدم كي تحقيق مآربها واهدافها بقتل البصرة ومن ثم العراق من خلالها ليبقوا متحكمين برقبة الأقتصاد العراقي الذي لازال يتقلب بين جهل وفساد ولا وطنية جهات عدة مسؤولة عن الأقتصاد العراقي!

تلك الأنظمة الحاكمة تريد ان تجعل من العراق.......جمهورية لاوس الديمقراطية، هل تعرفون موقع جمهورية لاوس؟ ارجوكم ان تراجعوا خرائط العالم الجغرافية لتروا كيف ان بلدا قريبا من البحر الا انه محاصر بدول اخرى، لا يأل وصولا لذلك البحر الا من خلال دولة اخرى.......وهذا ما تحاول ان تفعله الكويت عبر تصرفاتها السفيهة ضد الصيادين العراقيين وعلى الأرض العراقية من ناحية ام قصر.....ولا اريد ايضا الدخول في موضوع الحدود وما جرى من تجاوز والتهام للأرض العراقية من قبلها......الكويت باشرت بوضع الأسس لميناء مبارك، بينما الكويت لها عدة موانىء اخرى فائضة عن حاجتها، فلم تحتاج الكويت الى ميناء جديد الا ان يكون هدفها الأيذاء ومن ثم الأمعان به؟؟

ننتقل الى النقطة المرتبطة مع هذا الأمر من الناحية الأخرى......الأردن
فجأة تعلن دول مجلس التعاون الخريطي (الخليجي) انها تعرض انضمام الأردن والمغرب اليها، وعلى الرغم من ان الموضوع اثار سخرية سياسية وشعبية مغربية،الا ان الهدف كان يمثل اعلان حلف جديد كما كان حلف السنتو وكما هو حلف الأطلسي مثلا، يريدون ان يكون الأردن ضمن دول مجلس التعاون الخريطي (الخليجي).......لماذا؟ لم ار من جواب غير ان تكون مصالح الأردن مرتبطة بمصالح دول الخليج، كي يتم تطويق العراق واحتوائه وغلق الأبواب بوجهه الا من ابواب دول المجلس التي بدأ الأردن يعلن عن فتحها امام العراق وهو يعرض منفذا بحريا امام العراق كي يتجاوز مسألة ميناء الفاو ويتغاضى عنها!ولكي يبقى ميناء راشد وميناء جبل علي والدمام والأحمدي وغيرها تعمل بطاقتها كي تكتنز اكثر واكثر جيوب الثياب البيضاء الفضفاضة التي يرتديها المسؤولون عن شعوب دول خليج البصرة بينما يزداد حال العراقيين بؤسا وشقاءا.

والا ما معنى ان يعرض الأردن هذا العرض؟
هل هناك تفسير أخر للأستفزازات البحرية الأيرانية والكويتية تجاه الحركة البحرية العراقية، استفزازات مع عدم وجود قوة عسكرية بحرية عراقية حقيقية،واضطراب يشل حركة وزارة الدفاع العراقية وهوس سياسي من قبل معظم الجهات السياسية الجديدة للذهاب الى مختلف عواصم دويلات خليج البصرة افرادا وجماعات ولقاءات ومباحاثات لا نعلم ماذا قيل خلالها وما تم بحثه غير ما يصدر عن القنوات الأخبارية، وتصدير الأرهابيين الى العراق خلال السنوات الثمان الماضية؟

فالحقيقة انا اسأل كل القوى التي أظهرت عضلاتها السياسية ممثلة باعمال التظاهر للمطالبة بتغيير المحافظين وصولا الى المظاهرات المطالبة بتحسين الخدمات من ماء وكهرباء، الى اخبار القنوات التي تشير الى اعمال القتل والترهيب ضد العزل والمدنيين..........اين هي مظاهراتكم للمطالبة بانشاء ميناء الفاو الكبير وتنفيذه باسرع ما يمكن وتوسيع القناة الملاحية البحرية واعادة فتح الشريان البحري العراقي؟

هذا المشروع الذي تم وضع حجر الأساس له عام 2006 ولم تستطع الجهة المسؤولة عن تنفيذه ان تخطو خطوة واحدة تجاه التنفيذ ولا نعلم الأسباب الحقيقية،لا... بل يطرح موضوع حقيبة استثمارية لميناء الفاو؟ عجيب! مشروع الميناء بالذات يجب ان يكون تحت الأدارة المباشرة للدولة المركزية، وان لم يكن من اجل الفائدة الأقتصادية فهو على الأقل مشروع حساس من الناحية الأمنية!

لا نكاد نسمع او نر تصريحا حكوميا او محليا يوضح ما هي الحيثيات المحيطة بمشروع الميناء وهل هنالك امل في قيامه وما مدى التأثيرات التي سيخلفها انشاء ميناء مبارك على ميناء الفاو وعلى مستقبل الأقتصاد والسياسة العراقيين.

ام ان للسكوت ثمن مدفوع على حساب الشعب العراقي؟

ان المصلحة الوطنية تأت قبل غيرها من المفروضات والأولويات........ام ان هنالك تغييرا قد حدث في الأولويات ولا علم للناس به؟

الحفاظ على ارض العراق وشعبه واجب وطني مقدس قبل كل شيء وخلاف ذلك خيانة واضحة وصريحة.
 

free web counter

 

أرشيف المقالات