| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 9/2/ 2011

     

عربة الخضار واليسار العربي

علي حسين كاظم - كندا

يقدم لنا التاريخ والواقع نماذج كثيرة وبعيدة عن مفهوم الصراع الطبقي الذي يدعو الى ضرورة اللجوء الى العنف والصراع الدموي ضد الطبقات المسيطرة على وسائل الأنتاج.

ان عربة خضار البوعزيزي التي دحرجت احد رؤوس الانظمة الديكتاتوريه واشعلت روح الثورة لدى الشباب العربي واصبحت نشيد الانشاد الثوري لحل المشاكل الأجتماعيه والسياسية والأقتصادية لم تأتي من خلال مفهوم الصراع الطبقي او حركة التاريخ بل كانت ثورة غضب على الوضع المأساوي للشباب العاطل عن العمل والمهمشين في المجتمع.

ان مسؤولية اليسار العربي في الوقت الراهن ان يقوم باعادة تفسير حركة التاريخ وفق المعطيات الجديدة.

اي ان الخطاب اليساري بحاجه الى اعادة المعرفة والتعلم من اجل الأبداع وليس الأبتكار؟

الفراغ المعرفي بالماركسية ادى الى تطور الرأسمالية نتيجة افتقادنا للخطاب الأستراتيجي والأستسلام للتاريخ هو انقياد للرأسمالية.

ان عربة الخضار كسرت بعض الأفكار والفهم السائد لمفهوم فلسفة الثورة واعطت مجال آخر لتفسير الطبقه العاملة . الطبقه العاملة العاطلة امام الفيروس الذي يعطل ادوات العمل.

نحن الآن في عصر ديمقراطية التكنلوجيا ، الديمقراطية الرقمية ، الستيلات ، التلفون ، الكمبيوتر ، جيل العولمة والمواطن الكوني من خلال الأنترنيت والفضائيات ، اي الجيل الثالث بعد المسميات العديدة للمنظمات الدولية.

الشرق الأوسط الذي نحن منه هو خزين استراتيجي للقمع والتخلف لذلك يحتاج الى خطاب يساري خلاق يصل الى هذا الجيل ، خطاب بسيط بعيد عن المصطلحات السياسية الرنانة امام هذه التهميش لشرائح اجتماعية كثيرة. اليسار بحاجة ايضا الى دماء شابة تعيد له بريقة وفق طروحات العصر تتجاوز خطاب حراس مشاجب النظرية الكلاسكيين.

عربة خضار البو عزيزي لها فلسفه اخرى في التغير اي التغير بالوسائل الديمقراطية والتدريجية لبناء مجتمع العدالة الأجتماعية والحريه وحقوق الأنسان والمحاسبه بشفافية دون الحاجة لمفهوم الثورة في القرون الماضية.

أنا هنا ادعو الى خطاب ابداعي وطرق ووسائل عمل جديدة وجهد معرفي من خلال الماركسية التي بلورت منهجية جديدة في الدراسات العلمية السياسية ومن هنا نحن بحاجة الى جهد معرفي حديث للوصول الى عقول وقلوب الفقراء من اجل انتصار الثورات.




 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات