| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الجمعة 9/9/ 2011

 

قد نتأخر.. لكننا لن نغيب!

حازم كمال الدين

لماذا يريدون منّا أن نرتدي الظلام؟
إنّ الممعن في طبيعة المشهد العراقي، الذي ساد منذ بدء الألفية الثالثة، وبالتحديد بعد بسط قوات الاحتلال سلطتها على العراق، يستجلي، أن من أهم الممارسات التي اعتلت المشهد، هي تلك الممارسة التي توجهت إلى الثقافة العراقية، وهي حملة تعلن جهارا، عنفها الدموي، ضد شتى أنواع المثقفين، من كتاب وصحافيين بما فيهم المحسوبين على الإعلام الرسمي وكذلك الفنانين.
لقد استهدف الهجوم الأخير المؤسسات التنويرية والإبداعية، وكل أوجه التطور والتحضر الإنساني للثقافة الوطنية العراقية، وبات المثقف، يواجه حالة من الصراع بين الظلام والنور، ولا يمكن له إلا أن يدفع ضريبة تلك المواجهات، فأغلب الرموز السياسية الراهنة، تتصارع وتتصادم وتتشارك، ليس من أجل منفعة الشعب العراقي ومصلحة الوطن، بل من أجل المكاسب الشخصية والعشائرية والفئوية والطائفية والقومية، التي تندفع عبر أبوابها عقود وصفقات مشبوهة.
هكذا رموز لا تجمعها مشتركات مع المبادئ والقيم والثقافة، لن تر في الإبداع والثقافة الا ما رؤي ذلك القائل وهو يشهر مسدسه ما أن يسمع كلمة ثقافة.
الدولة المتحضرة، تكرم المثقف، تثمن قصيدته ومقالته وبحثه ولوحته وأغنيته ومؤلفاته الموسيقية وفعالياته الفلكلورية، تنشر كتابه، وتكلله بالإطراء، فيحصد الجوائز والهدايا التقديرية، وتصبح له مكانته المتميزة داخل المجتمع، أما في دولة العراق اليوم فلدينا سياسيون يعانون من عقدة المثقف ، ويعملون على التنكيل به تحت مفاصل الوصاية الدينية التي تفشت، فيحاصرونه في حريته وكرامته وخبزه، يحاصرون منتدياته، ويهدمون مسارحه، ويفجرون تماثيله، ويحرقون أوراقه وكتاباته.
هذه الآلام والهواجس هي التي تدفعنا اليوم لكي نتضامن في مشروع ثقافي واحد
فمنذ فترة يعكف مجموعة من المثقفين الديمقراطيين، من مختلف التوجهات السياسية (ما عدا البعثية والأصولية) على تنظيم مهرجان التضامن مع الثقافة العراقية. وقد وصلنا الان إلى برنامج واضح .
سيجد هذا المهرجان مكانا له في فضاء خيمة طريق الشعب (مهرجان اللومانتييه السنوي 16-18 ايلول 2011). المهرجان هو مبادرة تطوعية غير مدعومة من أية جهة عراقية أو غير عراقية.

لأجل أن نمنح المهرجان ضوءا إبداعيا لائقا تشرّفنا بموافقة عدد هائل من المثقفين العراقيين للمشاركة في المهرجان عن طريق المساهمة بارسال عمل إبداعي محدد أو عن طريق الحضور الشخصي للمهرجان والمشاركة فيه.
العديد من المثقفين لن يتمكنوا من الحضور لكنهم أوصلوا لنا موادا تستطيع أن تجد لها طرقا ملائمة للعرض أو للتقديم.
سيشارك في المهرجان كبار المثقفين العراقيين من شتى المشارب الفكرية والإبداعية، ومنهم في الأزياء مثلا بشرى الطائي، وفي الفن التشكيلي آزاد ناناكلي، أناهيت سركيس، جبر علوان، سحر الحافظ، ضياء الخزاعي، طارق عبد، فيصل لعيبي، كامل حسين، كفاح الريفي، عفيفة لعيبي، علي عساف، م. ج. حمادي، يقين الدليمي رائد الواسطي , ضياء مهدي , طالب مكي , علي مكي , منذر علي , مهدي الاسدي ’نداء كاظم , يوسف الناصر , مها طالب , نادية جاسم , هيدي فاروق , رسمي الخفاجي , صادق كويش وياسمين ادم ..
أما في الفن السينمائي فستحضر أفلاما من قاسم عبد، كاظم صالح، محمد الدراجي، ميسون الباججي , سعد جاسم ومحمد صالح الخطاط . وأما في الشعر فصلاح الحمداني، وماجد مطرود. وأما في المجال المسرحي فبهجت ناجي، وسلام صكر، وسهام حسين، وطه المشهداني، وكاظم نصار، وعلاوي حسين، وعماد محمد، ومحمد حسين حبيب، ومعراج فارس، ومناضل داود , نضال عبد فارس , علاء قحطان وعهود ابراهيم . إضافة إلى الفوتوغرافيين احسان الجيزاني، وبتول والي، وكريم ابراهيم، وعباس علي، وناصر عساف، وهادي النجار. وأخيرا وليس آخرا سنرى الدكتور تيسير الالوسي، والملحن العراقي الكبير حميد البصري.

هذا وقد غابت عنّا أسماء مبدعين كبار آخرين لم ترد أسماءهم هنا لا لسبب، سوى السهو الذي يتطلّب الاعتذار لهم.
ستكون في المهرجان عروض متنوعة حيّة وديجيتالية:
- طيف واسع من العروض المسرحية ستأخذ طريقها إلى شاشة كبيرة، وعروض تشكيلية (لوحات ـ إنستاليشنس)، وكاريكاتور، وتصوير فوتوغرافي، وأفلام سينمائية، وموسيقى، وشعر، ومعرض للكتاب.
ستتكون أمام الخيمة مجموعة من الفنانين (كاريكاتور، بودي بينت، مشاهد مسرحية، تظاهرات، موسيقى)
وفي واجهة الخيمة ستتقدم شاشة كبيرة بجودة فنية عالية تعرض بشكل مستمر المعارض التشكيلية الديجتالية، السينما، المسرح، الفوتوغراف، وتنقل ما يحدث حيا داخل الخيمة وخارج الخيمة من أحداث ثقافية ومنها لقاءات حية مع المثقفين العراقيين في بغداد وبقية مدن العراق يتحدثون عن واقع العراق الثقافي اليوم مصحوبين بترجمة فورية للجمهور الفرنسي، وبالمقابل ستتاح للمشاهد العراقي متابعة ما يحدث عبر الانترنت.
اما داخل الخيمة فسيكون هناك مفاجأة لتاريخ الفن التشكيلي العراقي: سيلتقي شيخان من شيوخ الفن العراقي المعاصر ليقدمان عرضا تشكيليا (انستاليشن) فيضيء لقاءهما اختلافهما الاسلوبي والفكري والجمالي وعناصر لقاء هذا الاختلاف. امر يشبه وحدة الثقافة العراقية وتنوعها في ذات الوقت. هذان الفنانان (فيصل لعيبي وصلاح جياد) تركا بصمات لا تنسى على الثقافة التشكيلية العراقية ولابدّ أن يكون لقاءهما حدثا فنيا مهما، يفجّرون اللعب باللون، الذي هو احد العناصر الاساسية لمقارعة الظلام الاسود. سيستمر عملهما لمدة ثلاثة أيام لنحتفل بعدها بالتكوين التشكيلي الذي لا يعرف أحد حتى الآن ما سيكون.
يوجد كذلك داخل الخيمة مسرح سوف يمليه (البصري) بموسيقاه، وسيحفل بالشعراء وعروض الأزياء والرقص وغيرها. كذلك توجد في الخيمة زاوية اتيلييه لرسوم الاطفال، ومكتبة تقدم فيها كتب المثقفين العراقيين باللغة العربية والفرنسية والانجليزية وغيرها بهدف إيصال الصوت العراقي الى مثقفي العالم.

لا بيانات ثقافية سوى الفعل الإبداعي نفسه : الألوان والكلمات والحركات وعدسات الإبداع. لا بكاء ولا نوستالجيا بقدر ما ننظر بواقعية لما يحدث لوطننا لنضع النقاط على الحروف.

إنّ إظهار تنوع الثقافة العراقية ووحدتها في المهرجان هي حاجة ملحة، وبخاصة في يومنا هذا، يوم الانكفاء عن وحدة الوطن واستخدام التنوع ذريعة لطلاقه وتمزيقه.
إنّنا إذ نجد في مساهمة هذه الكوكبة من المبدعين تأكيدا على وحدتنا نجد في تضامنكم الحجر الآخر للوحدة العراقية.


ملاحظة عن الصور:
بسبب عجزنا عن تصور ما يحيق بالمثقف العراقي اليوم ارتأينا أن نضع هذه الصور. لك أن تقرأها كإلغاء للحواجز واحتجاج على الجدران، أو إذلال للفنان الطافق في تمويهها، و.. أو..
القراءة الملتبسة لهذه الصور ـ بعيدا عن مواصفاتها الجمالية ـ هي قراءة في التباس واقع المثقف العراقي اليوم.
 

* مخرج مسرحي
 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات