| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 8/9/ 2010



عيـــد بأيـــة حال عـــدت ياعيــــــد

نزار محمد غالي الوائلي

.... مما لاشك فيه بان مجتمعنا لم يصل بعد – ولن يصل – إلى درجة اعتبار اليوم الذي يمر بلا معصية – هو عيد ، ذلك لان المجتمع وبلا تجاوز عليه متخم بالمعاصي ، قطيعة بين ذات البين ، قساوة في القلوب ، ربا .. بشكل فاضح , سرقات في وضح النهار ,
غلاء فاحش , فساد إداري , تلاعب و تحايل على القوانين , شيوع المخدرات في أوساط الشباب
تفسخ أخلاقي , شراء ذمم , شهادات زور , المتاجرة بأمور وهمية .
أو من غيرهم , ذلك لان الإرهابي يسعى لإلغاء الحياة , الهدم وسفك الدماء .

.... لا يعني هذا الساحة قد خلت من معاني الخير , فهنالك مؤسسات خيرية أخذت على عاتقها التخفيف من معاناة الفقراء , والأيتام , والأرامل وذلك بمساعدتهم بما تجود به من طعام او ملابس أو هدايا ... وللأمانة ... فان الدولة قد ساعدت الكثير من الفقراء المستحقين عن طريق شبكه الحماية الاجتماعية , وكفالة اليتيم وما إلى ذلك .. ولكن : هل يشكل ذلك نسيه تغطي المجموع .., بالتأكيد .. لا .. وإلا فما معنى ازدحام الأرصفة بالمتسولين , وما معنى مطالبة الكثير من شرائح المجتمع بتحسين الوضع ألمعاشي وتوفير الخدمات عن طريق التظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات , ولعل هنالك امرأ غاية في الأهمية وهو غياب العدالة في توزيع الراتب .. فهذا مهندس يعمل في وزارة النفط يتقاضى راتبا أكثر بكثير من راتب مهندس يحمل نفس الشهادة ونفس الخدمة يعمل في وزارة الصناعة بعذر اختلاف في طبيعة العمل , وهو عذر واه لا يقبله العقل .. وأفضل ما يريده المواطن هو العدالة , والعدالة تترنح تحت وطأة الخروقات والتجاوزات ...
.... وعودة على بدء .. العيد .. فماذا ينتظر الناس من عيد فارغ من روحه فهذا الأمن بمقدار ما قد تحسن , عاد إلى مربعه الأول ..
مفخخات وعبوات يفجرها رموز الهمجية على ناس أبرياء , بينهم الطفل والعامل والطاعن في السن , والدماء تغرق الساحات , وقطع من لحوم الضحايا ما زالت معلقة على جدران البنايات .. فأين هو الجميل من عيد كله أحزان ..!!
.. أين الابتسامة التي فارقت الشفاه من فترة ليست بالقليلة .:؟
.. وهل يفرح الطفل بثوبه الجديد وهو قد فقد أخاه في احد التفجيرات .؟؟
... هل يراد من هذا الوطن أن يتحول إلى وطن للأرامل والثكالى والأيتام ..؟؟
والناس تنتظر بفارغ من الصبر متى تشكل الحكومة ..؟؟ لكي ننقذ ما يمكن انقاذه ... الا من احد يطفئ الحريق قبل ا ن يأتي على ما ما بقي من بناء ..؟
... متى ينتصر الوازع الوطني عند القادة الكبار , فيخلعوا عن أنفسهم رداء الأنانية الأسود ويرتدوا بدلا منه رداء المصلحة العامة الأبيض
... المصلحة العامة تستوجب وبالسرعة الممكنة – تشكيل حكومة – تعيد توازن الدولة , وتحقيق الأمن للمواطنين وتحمي المنجزات التي تحققت والتي بات الحريق قريبا منها !
وكم ستكون فرحة المواطن كبيرة إذا استيقظ على عيدين , عيد القطر المبارك , وعيد تشكيل الحكومة ..؟؟
... انه الحلم كبير ! فهل من احد يحول هذا الحلم الى حقيقة .؟
ومتى سيكون ذلك .؟ والوضع لا يتحمل أكثر من هذا التأخير









 

free web counter

 

أرشيف المقالات