| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                 السبت 8/10/ 2011

     

الديمقراطيه اساس نجاح العمليه التربويه

كاظم فرج العقابي
Libra.1822@yahoo.com

ترتكز العمليه التعليميه في مدارسنا على ثلاث ركائز اساسيه الا وهي : الاداره المدرسيه ,الملاك التدريسي والطلبه,وعلى طبيعة العلاقه فيما بينهم ,ودرجه الانسجام بين هذه الركائز تتحدد نسب النجاح في تحقيق الاهداف التربويه والتعليميه .
وعوده الى ما كنا نعيشه ابان النظام الدكتاتوري المباد من قهر واضطهاد وتهميش لدور المعلمين والمدرسين في محاوله لمسخ وتشويه استقلالهم في الرأي والتفكير من خلال سطوة الاداره المدرسيه عليهم , والتي كانت بعيده كل البعد عن ممارسه دورها التربوي والتعليمي كونها جزء ا من سلطة الدوله ونظامها الشمولي , وأداة لتنفيذ سياسة السلطه الحاكمه التي سعت الى تحويل المؤسسات التربويه على مختلف مستوياتها ومراحلها الى حامل لمشروعها الايديولوجي والسياسي ومعبر عنه . وكان للاداره المدرسيه دور أمني مخابراتي في قمع وتضيق الخناق على كل ما هو تقدمي فكرا كان أو اشخاصا . لهذه الاسباب وأسباب أخرى لا يتسع المجال لتناولها هنا , تراجع مستوى التعليم في بلادنا وبالتالي تراجعت العمليه التربويه برمتها.
وبعد سقوط النظام الدكتاتوري في نيسان 2003 كنا نحلم بموْسسه تعليميه تسودها الاجواء اليمقراطيه وتقوم على أساس التعاون والألفه واحترام الرأي والرأي الاخر واسناد الاداره المدرسيه للعناصر الكفوءه والنزيهه المؤمنه بالعمليه السياسيه والساعيه الى خدمة العمليه التربويه والارتقاء بها وتحقيق الاهداف المرجوه منها , لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه
فالاحتلال ونظام المحاصصه في الحكم اطلقا الازمه البنيويه التي يعيشها النظام السياسي الحالي في نواحي الحياة السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه والثقافيه كافه ولهذه الاسباب لم نشهد اليوم ادارات مدرسيه – الا ما ندر – تختلف عن ادارات ايام زمان , كونها تبوأت مواقعها الوظيفيه ليس بأرادة واختيار الهيئات التدريسيه وانما جرى تنسيبها بقرارات فوقيه وفق معايير الانتماء الحزبي والطائفي أو الاثني ومن بين الاحزاب المتنفذه في السلطه وبعيدا عن معايير الكفاءه والخبره وحتى النزاهه . نجد مدير المدرسه بسلوكه البيروقراطي منزويا بمكتبه يصدر الاوامر وعلاقاته بملاك المدرسه تتسم بالفتور وبطابعها الرسمي حيث لا يتسع صدره لأي رأي يختلف معه . واذا حققت المدرسه أية نجاحات فانه يعمل لتجيرها لنفسه , لا لجهود الهيئه التدريسيه وشعاره دائما :المدرسه بقائدها . هذا الشعار الاناني الذي يجسد الفرديه ويغيب دور الجماعه, وقد توارثوه من النظام المباد أيام عسكرة الدوله العراقيه .
ولا اجافي الحقيقه حين اقول أن هناك الكثير من مدرائنا اليوم لا يكلف نفسه بالقاء كلمه أمام الطلبه خلال الاصطفاف الاسبوعي ليتحدث عن الارهاب وآثامه وعن النظام الدكتاتوري المقبور , والعراق الديمقراطي الذي نتطلع الى بنائه .. الخ
وللاسف الشديد ان اداراتنا اليوم ما زالت كما كانت سابقا غير منفتحه على طلبتها لتستمع الى مطالبهم وهمومهم وتسعى الى حل مشاكلهم ومد يد العون لهم في هذه الظروف الصعبه .
ان ما نطمح اليه هو ان نجد مدارسنا تدار من قبل ادارات لا تعرف الاستئثار والهيمنه والتسلط والتعامل الرسمي الجاف مع الاخرين, ادارات تتحلى بنفس وسلوك ديمقراطي ,تتبنى الرأي الجماعي في اتخاذ القرارات وتعمل على تفعيل دور مجالس المدرسين ومجالس الأباء من خلال تنفيذ القرارات التي تخرج فيها والتي تصب في مصلحة العمليه التربويه والتعليميه .
ان توفر الاجواء الديمقراطيه ثقافة وسلوكا داخل المؤسسه التربويه من شأنها خلق بيئه مدرسيه صحيه سليمه لتسيير العمليه التعليميه باتجاه تحقيق الاهداف التي نصبو اليها جميعا, وخلق مجتمع طلابي مدرسي تسوده روح الموده والمواطنه والقيم الانسانيه ... مجتمع متشبع بالثقافه الوطنيه وروح التآخي والمحبه بين مكوناته الاجتماعيه والقوميه والدينيه .
انها طموحات – لكنها ليست عصية التحقيق اذا ما تضافرت جهود جميع الخيرين من اجل تحقيقها .



 

 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات