| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 8/7/ 2009



في ذكرى ملحمة كاورباغي البطولية عام 1946

كريم حنا وردوني

في الاول من تموز 1946 نفذ شغيلة العراق بدمائهم الزكية ملحمة بطولية في منطقة كاورباغي بكركوك هذه الملحمة التي عبدت الطريق أمام الطبقة العاملة العراقية من أجل تحقيق اهدافها في سبيل الحرية والديمقراطية لمستقبل أفضل ان اضراب عمال النفط في كركوك العاملين في شركة نفط العراق المحدودة (آي.بي.سي.) في وقت كانت الطبقة العاملة فتية النشأة امتاز هذا الاضراب بالمظاهرات والاعتصامات والاجتماعات اليومية التي يعقدها العمال عصر كل يوم في ساحة بستان كاورباغي وأشتهرت هذه المنطقة بسبب هذا الاضراب والمجزرة التي أرتكبت فيها في 12 تموز 1946 وشارك في هذا الاضراب جميع العمال وجماهير كركوك كما ألقيت الخطابات والكلمات بمختلف لغات القوميات المتآخية في العراق على أثره ذهبت الشرطة دون سابق أنذار الى المتظاهرين فوجهت اليهم نيران أسلحتها وأرتكبت أبشع مجزرة هزت ضمير الشعب العراقي والعالم حيث سقط من جراء النيران 16 شهيدا وعشرات الجرحى ودام الاضراب 13 يوما من 1 تموز لغاية 13 تموز وكان الشهداء والجرحى من مختلف القوميات والاديان حيث اختلط الدم العربي والكردي والتركماني والاشوري من اجل العراق وشعبه المناضل الصامد وأكدت الطاقات الثورية التي تدخرها الطبقة العاملة وكان هدف المجزرة كسر معنوية العمال وقيادتهم لكن ذلك لم يقدر له النجاح فقد حمل المتظاهرون نعوش شهدائهم على أكتافهم وساروا في شوارع كركوك فيما انسحبت الشرطة وسيطرت لجان الاضراب على الوضع وبرزت امثلة حية على تآخي الجنود والضباط والشرطة مع العمال وساهمت أيضا في الاضراب المراة العراقية بكل فخر واعتزاز اهتمت لجنة الاضراب بالمطاليب الخاصة بالعمال منها الرعاية الصحية وتوفير السكن والضمان الاجتماعي وغيرها حيث تحققت غالبية هذه المطاليب بضمنها حق التنظيم النقابي وتحسين ظروف العمل لقد كانت فترة الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء على الفاشية والنازية أضافت قوة وعزيمة للشعوب التي تناضل من أجل حريتها واستقلالها وأضافت زخما لعمال وشعب العراق في ازدياد موجة من الاضرابات العامة منها في قطاعات النفط والميناء والبرق والبريد والسكك وغيرها عمت جميع انحاء العراق مطالبة بالحريات الديمقراطية والاستقلال وألغاء جميع الاحلاف العسكرية والمعاهدات الاستعمارية الجائرة التي تلحق الضرر بالاقتصاد العراقي.

بعد انبثاق ثورة 14 تموز 1958 كرَم العمال شهدائهم في كاورباغي عندما اقاموا نصبا تذكاريا لهم ولكن سرعان ما عملت شركة النفط بمساعدة عملاء السلطة على هدم ذلك النصب لازالة أثار تلك الملحمة البطولية من أذهان العمال واليوم نطالب كما طالبت شركة نفط الشمال باعادة النصب التذكاري لشهداء الاضراب من جديد في منطقة كاورباغي بكركوك مع صورهم وأسمائهم باعتبارهم شهداء الوطن ورمزا للوحدة الوطنية العراقية الحقيقية وكما تبقى الملحمة راسخة بأذهان شعبنا وعمالنا على مدى العصور.

المجد كل المجد لشهداء اضرابات كاورباغي المجد والخلود لشهداء الطبقة العاملة العراقية وشعبنا العراقي الابي.
 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات