| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                     الجمعة 8/3/ 2013

 

المساواة الإجتماعية للمرآة مع الرجل

عدنان يوسف رجيب

لا تزال معضلة المساواة الإجتماعية للمرأة مع الرجل قائمة في مجتمعات كثيرة، وربما حتى في تلك المجتمعات التي يطلق عليها إنها مجتمعات حضارية متطورة.

ومن هنا تبرز أهمية معالجة مسألة حرية المرأة في المجتمع ومساواتها مع الرجل، بشكل موضوعي علمي يهدف لجعل المجتمع يتمتع بالأفضلية في الحياة.

يتجلى ذلك الإهتمام من حقيقة إن المرأة تمثل نصف المجتمع، وعليه فإن تعطيل هذا النصف يعني شل تقدم المجتمع على جميع الأصعدة الثقافية والتربوية والإجتماعية والعلمية، وبالتالي، يعني ذلك، تدهور التقدم الحضاري، وهو ما نراه ملموسا في المجتمعات التي تهمل إعطاء المرأة الدور الحقيقي لكونها إنسانة لها ما للرجل وعليها ما عليه.

هنا نقف لنقول، إن المسألة الأساسية في مساواة المرأة بالرجل في المجتمع، هي أولا وجوهريا تكمن في ضرورة هذه المساواة في صنع القرار الإجتماعي، أي المشاركة في المسؤولية الإجتماعية في التخطيط للحياة ... في تربية الجيل الجديد ... في وعي و ثقافة المجتمع، وبالتالي المشاركة الشاملة في قيادة المجتمع.

ان المساواة في القيادة المجتمعية يتوقف تطور ووعي المجتمع، و وفق ذلك يمكن أن يتمتع أفراد المجتمع بالثقافة والحضارية و بالسعادة في الحياة.

إننا حين نقف لنراقب سير المجتمع، كل المجتمعات تقريبا، نرى إن دور المرأة الإجتماعي أما منزويا خلف الرجل، أو أن لا دور لها في مجتمعها، وهي نصفه تماما.

ولا بد هنا، والمنطق يقتضي، أن نعاين إن تخلف المرأة ينتج مجتمعا متخلفا فاقدا لطاقاته الكلية التي يمكن، وهو صحيح، أن تكون ذو نجاعة عالية وتقدم للأفضل والأسعد. ورؤيتنا هذه لا تعني أن الحياة جيدة بدون مشاركة المرأة وأفضل بمشاركتها، بل أن الرؤية تدل على أن عدم مشاركة المرأة في القرار الإجتماعي يعني التقهقر في مسيرة المجتمع والإنحدار نحو التخلف.

المرأة طاقة كما إن الرجل طاقة، وليس من الحكمة إهمال أي نوع من هذه الطاقات، وأن ما هو فاعل وأساسي يكون بإندماج وتزاوج هذه الطاقات مع بعضها. إن ما تستطيعه المرأة قد لا يتمكن الرجل منه، وكذا الحال فيما يتمكنه الرجل قد لا تنجزه المرأة، وهنا تكمن الحكمة في أن كل يكمل الآخر.

إن مشاركة المرأة ومساواتها بالرجل لا تعني الجوانب المتدنية السطحية التي تنطوي على منظور ساذج ، تلكم التي تطلب فيها المرأة من الرجل مشاركتها في الأعمال المنزلية، مثلا، أو تلكم النشاطات الإجتماعية المتدنية التي تهدف بعض النساء القيام بها كالمصارعة وقيادة التراكتورات والتدخين والسهر خارج المنزل وغيرها والتي تعتبرها مثل هذه النساء هي جوانب لمساواتها بالرجل. إن هكذا سلوكيات ليست مطلقا في صالح المرأة ولا تعمل على تركيز أحقيتها في المساواة الإجتماعية.

الرجل عادة، وفي أكثر المجتمعات، يهتم بسطوته على المرأة ويعتبر ذلك من مظاهر الرجولة أو تميز الشخصية. إنها نظرة ساذجة من الرجل لنفسه ونظرة متخلفة منه للمرأة من ناحية ولمفهوم الرجولة أو الشخصية من ناحية أخرى.

لا بد لنا أن نقف لنرى إنه كلما كان المجتمع متخلفا، عموما، كان الرجل فيه أكثر تصلبا وتشددا في منع المرأة من أخذ دورها الرائد في مشاركته في صنع القرار الإجتماعي.

كذلك نرى، إن الرجل في هكذا وضع يتصرف بتخلف إجتماعي وحضاري. فهو بالحقيقة يعمل ضد نفسه، كون إن أمه لو بقيت متخلفة ثقافيا يعني إن تربيته ستكون ناقصة بشكل حاسم، وكون إن أخته وإبنته وزوجته، وهن محيطه الإجتماعي، سيلفه مثل هذا التخلف، أو على الأقل سيكون أضعف ثقافيا وحضاريا مما لو كان هذا المحيط النسوي واعيا ومثقفا ومتحضرا.

إن سلوك الرجل المتخلف ينطوي في أحيان كثيرة على عامل خارجي، وهو تأثير المجتمع نفسه الذي يعطي للرجل السطوة على المرأة، أي المجتمع الأبوي الرجولي. والرجل ينمو بيولوجيا وفق هذه الإعتبارات المتخلفة المتدنية خلال حياته، وقد تساهم المرأة كذلك، الأم مثلا، في تركيز هذا الإستعلاء من الأخ على أخته.

هنا، إذن، يتوجب أن يصار إلى دعم أحقية المرأة في المشاركة الإجتماعية على الطرفين، أي على المرأة نفسها وعلى الرجل. فالرجل يتوجب عليه إدراك حقيقة أهمية مشاركة المرأة ومساواتها الإجتماعية والمرأة يتوجب عليها إدراك حقوقها والتعامل بموضوعية في هذا المجال، لكي يكون كلا الجانبين متفهم للموقف السلبي، وكلا الجانبين يعمل بوعي على إزالة الفوارق، ومن ثم الإندماج والوحدة في تسيير الحياة وبالتالي المشاركة في قيادة المجتمع.

إننا، كما تعودنا، نزف للمرأة الأم والأخت والبنت والزوجة والحبيبة والزميلة وتلك التي لا نعرفها، أعراس الورد في يوم عيدها وفي كل يوم إحتراما لواجبها في الحياة وإقرارا بحقها في المشاركة في صنع القرار الإجتماعي.



 


 

free web counter

 

أرشيف المقالات