| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                   الأحد 8/5/ 2011

 

 سيرك عراقي

موفق الرفاعي

اللعب على تأويل العبارات تماما مثل اللعب على الحبال لا يجيده سوى البهلوانات. كما ان التقافز ما بين الولاءات هو مثل التقافز على الاشجار لا تجيده سوى القردة.
السمة البارزة في (النخبة) السياسية العراقية الحالية انها تجمع ما بين الصفتين.
ففي كل ليلة موقف "يمحوه النهار" وفي كل ساعة وعد تجمعت فاضحت وعودا عصيا تحقيقها بسبب وعورة الواقع وصعوبة تنفيذها لبؤس القدرات.
بين فترة واخرى يتنقلون من كتلة الى اخرى ومن ولاء الى اخر سعيا وراء المكاسب والمناصب.
واذا ما ارادوا ابعاد الانظار عن ذلك افتعلوا أزمة او نفذوا مصيبة تقع دائما على رؤوس الناس.
فهذا ينتقل من كتلة الى ثانية واولئك يؤسسون لكتلة جديدة دون حياء ممن انتخبوهم اما المستقيلون احتجاجا على استمرار المأساة فواحد فقط لا غير هو.. السيد جعفر محمد باقر الصدر.
اياد علاوي الذي من استمع الى تصريحاته بالاصرار على التمسك بخيار الناخبين يُدهش لقبوله بعد ذلك بفتات المناصب خشية ان يستمر في تمسكه ذاك فلا يحصل حتى على ما تبقى بعد ان تفرغ الصحون.
اكاديميون ليبراليون وعلمانيون يرشحون ضمن كتل طائفية ويبررون ذلك بانهم لا يريدون ترك الساحة ينفرد بها (بُغاث الطير)..! يا لبؤس الفكر ويا لسذاجة المفكرين.
رئيس الوزراء الذي وعد الشعب بعد تظاهرات 25 شباط بمائة يوم ينجز خلالها ما عجز خلال خمس سنوات عن انجازه اخذ في تغيير اقواله حين اقتربت الساعة.
لا اظنه كان قدّر جيدا ان الوقت في العراق يمر سريعا بسبب تتابع الاحداث فيه فوقع في سوء تقديراته. وها هي الايام تمضي والخراب يتراكم والذين يناصبونه العداء والمعارضون له ينتظرون على احر من الجمر انقضاء المهلة.
جميعهم لا يريدون ان تنفذ امريكا انسحابها الوشيك من العراق فيما جميعهم يبيعون شعارات ضرورة الانسحاب وايفاء امريكا بالتزامتها.
انهم يتحرّقون رغبة لأن يبدأ المالكي اولا ليظهروا امام الناس انهم يعارضون بقاء القوات الامريكية.. انها لعبة شد الحبل، احدى لعب السياسة التي لا يجيدونها.
قبل توقيع الاتفاقية الامنية كان الجميع يرفض توقيعها باعتبارها اتفاقية ما بين طرفين غير متكافئين. وحين طرحت الاتفاقية على البرلمان وافقوا عليها جميعا. بعضهم قبض ثمن ذلك.
ألسنا في سيرك....!؟










 




 

free web counter

 

أرشيف المقالات