| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 8/12/ 2010

 

اربعة علل وراء تقييد الحريات العامة في العراق

خضير الاندلسي

ذكر مفكرون وفلاسفة (من ضمنهم المفكر سلامه موسى) عدة أسباب تُضطهد بسبها النخب المثقفة ويُقتل العلماء وتُحارب افكار الفلاسفة وسنحاول تلخيصها بأربعة علل.

العلة الاولى هي ان الناس مطبوعون على الاستنامة معنى ذلك ان يغوصون في نوم عميق من حيث لايشعرون, فيفضل الفرد منهم ان يقضي وقته غدا كما هو عليه اليوم , لانه يجد في الافكار الجديدة والاراء المخالفة لاراءه خطرا شديدا فيسارع في اضطهادها وكبت ما يدور في مخلية صاحبها, وهو ما نجده واضحا في قرارات مجلس محافظة بغداد القاضي بغلق نواديها ومعها معهد الفنون الجميلة (قسم المسرح والموسيقى) وازالة النصب والتماثيل في البناية (قرار وزارة التربية والتعليم) ,وهذا مايبرهن ان حكام العاصمة تغلفهم ايدلوجيات خارجية مبطنة مسيرة عقولهم نحو تحريم ما حلله الله والدستور العراقي , فما انت عليهم بمسيطر (يقول الله) والعراقيون متساوون في الحقوق والواجبات (يشير الدستور العراقي).

العلة الثانية , تتعلق بالمصلحة المالية والمعاشية ,فمصلحة الحكام الجدد تبني الاسلام السياسي وتقييد الحريات العامة (غلق الاماكن الترفيهية) , لان اعادة انتخابهم تتطلب مجتمع جاهل لا يهتم بالفن ولا الموسيقى (شبيه الشيء منجذب اليه) فالنخب الواعية يستحيل ان تنتخب العتمة ! والا فلا يعقل كون الحفلات التي تقام في النوادي المغقلة دعت سكان العاصمة الى التذمر وهناك طبول وسلاسل الحديدية في شوارع بغداد تضرب دون رادع ضميري وديني من التسبب بمضايقة اصحاب الديانات الاخرى وايذاء الراقدين والمرضى !

العلة الثالثة , هي الجهل , فما تجلبه الموسيقى والثماثيل في نفس المتلقي يهدد المهيمنين على السلطة .لعلنا لا نبالغ ان قلنا استمرار هذه الحملة الشعواء بدون رادع يذكر ,يمهد لاستهداف كهرمانة وابي نؤاس ونصب الحرية وغيرها!! فبالوقت الذي انخفض منسوب دجلة الى اقل مستوياته دون حراك حكومي اضافة الى تردي الاوضاع الامنية والسياسية والاقتصادية يلجأ محافظ بغداد الى قمع الحريات وكأنما لم يعد هناك مشاكل سوى مناقشة قانونية نوادي وبارات العاصمة.

لا نغالي اذا قلنا ان الاسلام السياسي يتربع على عرش الجهل والظلام ,فأضافة الى محاولات الاخوان المسلمون في مصر تهديم اثارها لانها تعارض الشرعية الاسلامية (مثلما يعتقدون) وتفجير حركة طالبان تمثال بوذا,تناقش وزارة التربية العراقية رفع نصب معهد الفنون الجديدة وسط حذر من تقييد حريات اخرى مستقبلا في العراق.

العلة الرابعة, هي الخوف , فان الذي يؤمن بعقيدة معينة بقوة , ينتج عنها عاجلا تطرف في الاراء تصل حد ترهيب الاخرين بل وقتلهم ان تطلب الامر. والمثال الحي هو حين باشرت احدى القنوات الفضائية بتقديم برنامج يدعي مقدمه انه طبيب روحاني ,! اخذ الناس يتحاشون معارضيه ويقولون بعمصته ,مدافعين عنه بقوة والسبب انه دخل عليهم من باب خطير الا وهو عقيدتهم المقدسة ولولا تدخل رجال الدين لاستمر باعطاء وصفاته السماوية الحاوية لحبة الحلوة وعسل الصفصاف وسورة العلق!!.

نحن مع الاجراءات التي تحد من الفوضى والعشوائية , فقرار مجلس محافظة بغداد مرحب به ان كان سبب اغلاق محلات الخمر والتضييق على النوادي يعود لعدم امتلاكها اجازة قانونية, ونود بالمقابل معالجة عشوائية المجالس الحسينية واقامتها في مسجد كل منطقة بدلا عن غلق الشوارع واعلان احكام محرم التي تشبه الى حد كبير الاحكام العرفية , ففي ذلك خدمة لشعبنا الجريح!!
 

free web counter

 

أرشيف المقالات