| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين  7 / 10 / 2013


 

قضية يريدون تحريفها علنا

اسراء الزاملي
asraa.zamli@yahoo.com

لا تزال الحکومة العراقية تصر إصرارا غريبا من نوعه على المضي قدما في إتجاه لفلفة قضية هجوم الاول من أيلول على معسکر أشرف بصورة تجعل المتهم مجهولا و بالتالي تسقط کل الحقوق القانونية المترتبة لسکان أشرف على أثر تعرضهم لهذا الهجوم الذي بات القاصي قبل الداني يعلم بأن قوات مؤتمرة بأمر مکتب رئيس الوزراء نوري المالکي قد قامت بها.

النظام الايراني الذي يلعب دور السيناريست و المخرج، يفرض على حکومة المالکي قيودا صارمة کي تبقى جريمة الهجوم بعيدا عن الاضواء خصوصا وان هذا النظام منهمك حاليا بالعروض المسرحية لروحاني و مزاعم الاعتدال و الاصلاح التي يطلقها جزافا أمام المجتمع الدولي لغايات باتت معروفة للملمين بالشأن الايراني، حيث أن هذا النظام يرى بأن أية إدانة لحکومة المالکي بشأن هجوم الاول من أيلول الماضي سوف تمسه و تجره الى دائرة الاضواء لأن رئيس الوزراء العراقي يرتبط بتحالف وثيق مع النظام لا يمکن إنکاره و من هنا فإن ملف تدخلات النظام و دوره في القضية سوف تکون قابلة للفتح.

الفبرکات و السيناريوهات المختلقة التي يحاول النظام الايراني إعدادها و ترتيبها و يعهد لحکومة المالکي بتنفيذها، کلها تجري بسياق يؤکد بأن الحکومة العراقية لم تعلم شيئا عن الذي جرى في الاول من أيلول، والذي يثير السخرية أن من ضمن هذه السيناريوهات المسربة ما يدل على أن الحکومة العراقية قد أجرت تحقيقا بخصوص الهجوم لکن الاشخاص الذين تم التحقيق معهم و أدلوا بشهادات تبرئ الحکومة العراقية من الهجوم هم أنفسهم الذين أعدوا للهجوم و شارکوا فيه.

السيناريو الاخر الذي ‌أعده النظام الايراني يتضمن إعداد مقابلات مفبرکة مع عدد من ال42 فردا المتبقين من سکان أشرف بعد الهجوم و إستخدامها ضدهم و من أجل ضمان تبرئة المشارکين الفعليين في الجريمة و من خلفهم الذي أصدروا الاوامر في بغداد و طهران، أما السيناريو الثالث و حسب التقرير المرفوع من سفارة النظام الايراني في بغداد، فان المسؤولين في الحكومة العراقية ينأوون بأنفسهم بعيدا عن هذه الجريمة ضد الانسانية خلال حضورهم على المستوى الدولي أو في زياراتهم الى خارج العراق أو عند استضافة الضيوف الاجانب في بغداد، وذلك بناء على ما يسمى بالتحقيقات هذه و يسعون للظهور کالغاضبين عن هذه الجريمة ويدعون بأن هذا الهجوم كان ضد مصالح الحكومة العراقية.

انها ليست الجريمة الكبرى الأولى ضد مجاهدي أشرف حيث تبقى بدون تحقيق بسبب اللامبالاة أو اعتبارات سياسية تأخذها الأمم المتحدة بنظر الاعتبار وبالنتيجة يغتنم المالكي الفرصة لكي يتستر على الجريمة، بل سبق وأن بقت دون تحقيق ما لا يقل عن 6 جرائم أخرى تعد كل واحدة منها في اطار جريمة ضد الانسانية سواء من حيث الأبعاد أو الطبيعة أو بسبب الدوافع، هذه المجازر التي وقعت في 28 و 29 تموز 2009 ونيسان/ أبريل 2011 في أشرف وقصف ليبرتي بالصواريخ في شباط / فبراير وحزيران / يونيو 2013 والتعذيب النفسي لـ3200 شخص محمي وطالب لجوء في أشرف بـ320 مكبرة صوت لمدة قرابة عامين وقتل 14 مريضا بالموت البطئ اثر الحصار الطبي التعسفي.

قبل عامين ونصف العام أعلنت السيدة بيلاي بشأن مجزرة 8 نيسان/ أبريل 2011 «يجب اجراء تحقيق كامل ومستقل وشفاف ويجب محاكمة كل من يعرف كمسؤول عن استخدام العنف المفرط». ولكنه لم يتم اتخاذ أي اجراء حتى واجهنا جرائم أكبر. واذا ما عوملت جريمة الأول من ايلول/ سبتمبر بنفس الطرق و الاساليب السابقة، فإنه و من دون شك سوف يدفع ذلك لکي يبقى باب إرتکاب جرائم أخرى بحق سکان ليبرتي مفتوحا، وان ضمان الاتجاه القانوني الامثل في التحقيق بهذه القضية و حمايتها من التحريف و التزوير سوف تضمن نهاية للجرائم المرتکبة ضد السکان او على الاقل ستدفعهم للتفکير طويلا قبل الاقدام عليها.
 

free web counter

 

أرشيف المقالات