| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الثلاثاء 7/7/ 2009

 

لن نموت بعد اليوم من أجل الوطن
بل سنعيش من أجله والتمتع بخيراته

صلاح الدين البياتي
www.ischtar-ag.ch

السيادة
ماذا بعد ؟
سؤال راودني وأنا أتابع أحتفالات قناة العراقية بمناسبة يوم السيادة. توالت الاسئلة واحدا تلو الآخر. هل ان سفينة العراق ستسير بعد اليوم الى مرساها دون معوقات ؟ وماهي الملفــات العـــالقة التي علينا نحن العراقيين التعامل معها؟ وكيف نجد الحلول التي من خلالها نستطيع تحقيق أماني النــاس وبأقل الخسائر؟ ان الملفات التي اود مناقشتها في هذا المقال لها علاقة بالتصدع الاجتماعي الذي نتج عن السلوك السياسي الخاطئ لقادة العــــراق بحق ابنائه والدور الاممي الســلبي الذي عَظًم معاناتــهم بشــكل ملحوظ.

الملفات الشائكة المطلوب التعامل معها هي:-

النسيج الاجتماعي
النسيج الاجتماعي العراقي أصيب خلال السنوات الماضية بتمزقات شديدة نتيجة الظروف القاهرة التي مر بها مجتمعنا، وبسبب الصراعات على السلطة والنفوذ بين الحكومة المركزية والحركات الكردية المعارضة مرورا بحروب ثلاث احرقت الاخضر واليابس (نتجت عنها اعداد غفيرة من الايتام والارامل والمعوقين) وانتهاء بالاقتتال الطائفي المقيت بين طوائفه المختلفة.

الفقر والبطالة
ان التمزقات التي اصابت المجتمع نتيجة للعوامل التي سبق ذكرها بالاضافة الى الحصار الاقتصادي المجرم وغير المسبوق والصادر بقرارات دولية ضد الشعب العراقي ساهمت وبشكل كبير في انتشار الفقر بشكل ملحوظ أعقبه تحول مأساوي في المستوى المعاشي للطبقة الوسطى التي كانت تصنف كأغلبية في العراق الى طبقة فقيرة لا يتوفر لها الحد الادنى من المستلزمات الضرورية للعيش الآدمي. ان الحصار الاقتصادي والتدمير الهائل للبنية التحتية نتيجة للحروب الغبية ادى الى تزايد ملحوظ في اعداد العاطلين عن العمل وانتشار هائل لشبكات الدعارة والجريمة المنظمة.

التعليم
من المعروف ان الشعب العراقي وحتى وقت قريب كان يمتلك خزينا بشريا هائلا من المتعلمين ذوي الاختصاصات المتوسطة والعليا. اما اليوم فقد تغيرت نوعية التعليم واصبحت رديئة. حيث ان نسبة المتعلمين خلال الثلاثين سنة الماضية انخفضت الى الثلثين. وان نسبة غير المتعلمين بين الشباب من 15 الى 25 سنة كارثية بكل المقاييس ولا يمكن الا ان يصيب المخططين لمستقبل العراق بالهلع والخوف من ما ينتظرنا في قادم الأيام.

اللاجئين
ان الحروب الدموية التي خاضها العراق مع جيرانه بالاضافة الى الحروب بين ابنائه وتغييب احترام الانسان العراقي للرأي والرأي الاخر ومن ثم محاولة التكتلات العراقية الكبرى الثلاث: الكرد، المكون الشيعي والسني في العراق للاستئثار بالسلطة وكسب المزيد على حساب الآخر. أدى الى موجات نزوح ولجوء هائلة ابتدأت بالكرد العراقيين ومرت بالشيعة وانتهت بالسنة والمسيحيين والصابئة .
ان العدد التقريبي لهؤلاء يتجاوز اليوم الاربعة مليون على أقل تقدير!

تحديات هائلة
مما تلى ذكره يتبين للقارئ الكريم حجم العمل الذي علينا انجازه خلال الفترة القادمة اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان الوضع الامني استمر بالتحسن ، والتوافقات بين الاحزاب السياسية المتنافسة أمست سمنا على عسل. أما اذا حدث العكس فعلينا التعامل مع الوقائع الجديدة وتأجيل حل المشاكل التي ذكرناها سابقا الى زمن طويل آخر والانشغال بحل المشاكل الآنية.

رب سائل يسأل بعد كل ما ذكر ماهو الحل اذا !؟

الحل
ان علاج التمزق الاجتماعي يعتبر من الامور صعبة التحقيق على المدى الزمني القريب ولتحقيقه نحتاج الى التعامل بصورة ايجابية مع مواضيع الفقر، البطالة، التعليم، واللاجئين.
ان القضية العراقية هي قضية دولية بكل المقاييس ومن واجب المجتمع الدولي قانونا تحمل اثارها السلبية جنبا الى جنب مع ابناء الشعب العراقي. حيث ان القرارات الدولية التي صدرت بسبب الدكتاتور صدام أثرت وبشكل سلبي علينا وحوّلت شعبنا الأبي الى مجموعات من المتسولين على ابواب السفارات الاجنبية طلبا للنجاة من قرار الاعدام بالموت البطئ (الحصار) الذي صدر بحقنا من قبل الامم المتحدة والموت السريع على ايدي جلاوزة النظام البائد. ان مطالبة بعض السياسيين للمجتمع الدولي بالمشاركة في حل مشاكل العراق بكل تعيقداتها هو حق قانوني لنا وعلينا التسويق له بكل جدية والتمسك به والعمل على تحقيقه. ان حل المشاكل الآنفة الذكر تتجاوز قدرات العراق الحالية ولعشرين سنة قادمة اذا ماكنا متفائلين.

كيف السبيل اذاً الى المساعدات هذه والعالم يمر بأسوء أزمة أقتصادية على مدى التأريخ .

أدوات الحل
- الخبرات
- المــــال
دولة أقتصاد السوق التي شرع السياسيون الجدد ببناءها تحتاج الى خبرات لا تتوفر لدينا ولا نستطيع ان نشتريها لانها مكلفة بشكل كبير.
يعتبر النظام الاداري والتنظيمي العمود الفقري لهيكلية الدولة الوليدة حيث يتطلب بناءها خبرات مكلفة ومن العيار الثقيل، كذلك تبدو الحاجة ماسة وبالتوازي الى دورات مهنية للشباب والتي لا تحتاج الى تعليم عالي المستوى، أمر في غاية الاهمية لادماجهم في الدورة الاقتصادية للدولة بالتعاون مع المنظمات الاممية ذات الاختصاص اليونيسيف على سبيل المثال.

دور المؤسسة التشريعية
على السياسيين العراقيين تشريع القوانين الجاذبة للخبرات ورأس المال الاجنبي ومساعدة المنظمات الاممية التابعة للامم المتحدة في ايجاد موطئ قدم لها في العراق، حيث ان هذه المنظمات تمتلك من القدرات والامكانيات ما قد يختصر الجهد العراقي في أعادة البناء الى النصف. ان توفير المناخ التشريعي، الاقتصادي، والاجتماعي لذوي الكفاءات العراقية في المهجر يشجعهم في العودة الى بلدهم طوعا. الانفتاح على جيران العراق وفتح آفاق للتعاون ألاقتصادي الايجابي، علما ان دول الجوار العراقي تتمتع بأقتصاديات مزدهرة وقوة سياسية يحسب لها الف حساب على الصعيدين الدولي والاقليمي. اما فيما يخص اللاجئين العراقيين فأن عقد اتفاقية مع المنظمة العالمية للاندماج IOM هو الحل الامثل لمعضلة اللاجئين بالكامل، حيث ان هذه المنظمة تعمل ضمن نطاق القانون الدولي الانساني الذي ينص على مساعدة اللاجئين عند العودة لبلدانهم في تأسيس وتمويل مشاريع صغيرة خاصة بهم تساعد الدولة العراقية وتعمل على امتصاص جزء من الايدي العاطلة عن العمل وتأهيلها دون انفاق سنت واحدا من ميزانية الدولة وضرورة الابتعاد عن عقد الاتفاقات الثنائية المنفردة مع الدول الحاضنة للاجئين والتي لا تبغي من عقد هذه الاتفاقات الاً تحقيق مصالح آنية لاحزابها الحاكمة وضد مصالح اللاجئين العراقيين وبالقطع ستسبب مشكلة جديدة للحكومة عليها التعامل معها وايجاد الحلول الناجعة لها الامر الذي يبدو مستحيلا في ظروف العراق الحالية.
ان الحلول الانفة الذكر اضافة الى القليل من نكران الذات لدى الدوائر التنفيذية والتشريعية الحاكمة يمكن ان تفعل الافاعيل في خدمة أهداف الشعب الذي لا يبغي الا الستر والامان وبنية تحتية تساعده في العيش بكرامة دون ان يضطر الى بيع دم أخيه في المواطنة من أجل دولارات بسيطة يسد بها رمق ابنه الجائع أو أرضاءاً لنزوات تتغذى على الجهل والتخلف وتنتج عنها قيحا وعفونة تزكم الانوف.

خبرة الحياة والعيش في مجتمع متعدد الثقافات
ان السنوات الطويلة التي امضيتها في سويسرا واختلاطي بالمجتمع الغربي وبشكل يومي كان له اثر كبير في تعلمي :
كيفية تحليل الامور بالمنطق والنظام ومحاولة ايجاد حلول واقعية للمشاكل مبنية على اساس العقل والمنطق والممكن من الاشياء،
وابعدتني عن العنتريات ، الافق الضيق، الانجرار خلف العواطف العمياء، والفوضى التي يتندر بها بعض من اهلنا على انها نوع من العبقرية او الذكاء.
كما تعلمت ان للبشرية قوانين محلية ، دولية ، وانسانية. وتلك هي الآلية المناسبة لتنظيم العلاقات بين الناس ، حيث تعتبر المفتاح والوسيلة التي تجنبهم الوقوع في المشاكل.
وارشدتني الى استطاعتنا نحن العراقيين ضحية التجاذبات الدولية استخدام القوانين البشرية تلك أنًى شئنا لاسترداد حقوقنا المالية والانسانية.
كما تعلمت كيف التسويق لقضية اعمل عليها من خلال كسب قلوب وعقول الناس على ان لا اتجاوز على حقوقهم وخصوصياتهم.
وكل هذا أوصلني الى نتيجة بأنه لا قيمة للوطن بدون شعب ولا ثقل للشعب بدون كرامة وأن خيراتنا التي تتقاتل شعوب الارض عليها ملك لنا وعلينا استخدامها في خدمة مستقبلنا ومستقبل اولادنا. فلنعش يا احبتي لننعم بخير العراق وكفانا موتا من أجله.
 

30.06.2009

 

free web counter

 

أرشيف المقالات