الأثنين 7/2/ 2011

اوكرانيــــا والحسينية .. مسافة الالف ميل تبدأ بمظاهرة الدكتور محمد حسن الاعرجي في الوقت الذي يتظاهر فيه الناس في الحسينية والحمزة الشرقي والكريعـــات ويرفعون اللافتات السياسية ذات الطابع المطلبي ويهتفون من ان الوقت حان من اجل وضع حد حقيقي للانهيارات الخدمية في مناطقهم .. يقضي محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق اجازة في اوكرانيا وربما يكون الهدف من وراء هذه الزيارة ( اللطيفة ) الاطلاع على نظرية هذه الجمهورية السوفيتية السابقة في اعمار المدن وتبليط الشوارع وانشاء المتنزهات مع ان البلد يغلي بمتغيرات عربية هائلة ومحلية اكثر هولا . صلاح عبد الرزاق ليس محافظا حقيقيا لعاصمة تعاقب عليها الليل والنهار على شكل دائري متخم بالقيم الناظمــة للسلوك البشري والحضارة الزاخرة بالفلسفة وعلم الكلام والاجتماع والشعر ويندر ان زخر التاريخ العربي بمثل ما زخر به المسرح البغدادي وهو يضج بالكفاءات والطاقات البشرية العراقية التي استطاعت الوقوف بوجه اعتى نظام دكتاتوري عرفته البشريـــــــة منذ ولادتها ومن المفترض ان يكون المحافظ اي محافظ امين على تاريخ بغداد مستوعبا لوظيفتها السياسية والفكرية والثقافية والمعرفية ملما بعطاءاتها العمرانية على مدار التاريخ ومن لا يمتلك مثل هذه الطاقة الكامنة فهو بعيد كل البعد عن بغداد وصلاح عبد الرزاق برهن انه ليس امينا عليها ولن يكون قادرا على استلهام القيمــة والطاقــة والسطوع الكبير لهذه العاصمة الملهمة . لو كان صلاح عبد الرزاق امينا على بغداد ومحافظ لها لحافظ عليها وعلى الاموال المودعة فيها ولم يترك مكتبه الشخصي نهبا لتواقيع ابن شقيقته الذي استولى على العقود فصارت المشاريع التنموية والتطويرية الداخلة والخارجة من والى مبنى المحافظة رهنا بقراره الشخصي وكنا نتمنى لو ان السيد المحافظ ترك هيئة النزاهة تدبر امرها مع ابن شقيقته فتحاكمه على ما اقترفت يداه لكان ذلك افضل له وللائتلاف السياسي الذي استقدمه لهذه الوظيفة الخدمية الوطنية .. ان النزاهة والوطنية وروح الدفاع عن المطالب الحقيقية للشعب العراقي يفترض ان تشكل مقياسا للمحافظ وهو يتحرك في دائرة الخدمة حيث يكون كل الموظفين عنده سواء فيكون ابن الشقيقة موظفا حاله حال بقية الموظفين العاملين في المحافظة لكن الحال ليس كما هو واقع لان ابن الشقيقة يمارس وظيفته على اساس خلفية القرابة لا على اساس وطني او مهني ولهذا كان له دور مسيئ ولم يحاسبه احد لا في المحافظة ولا في مجلس المحافظة ولا في هيئة النزاهة واذا كان الامر كذلك فان كل الجهود التي تبذلها هيئة النزاهة ستكون كالهواء في الشبك لان القرار لا يصدر نزيها حيث تقطع يد سارق العقود بل يصدر بالتوافق السياسي شانه في ذلك شأن العديد من قضايا الدولة التي تصدر بهذا التوافق ! . صديقنا المحافظ في اوكرانيا ولا اعرف لماذا يتواجد السيد صلاح عبد الرزاق في هذه الدولة تحديدآ وهو يعرف ان البلد يغلي كالمرجل وان عليه واجبات ومسؤوليات كبيرة ومهمة يقف على راسها الاسهام الجدي برفع الحيف الهائل المتمثل بنقص الخدمات الأساسية التي هي من اختصاص عمل محافظة مرافق العاصمة والمدن والاقضية التابعة لها .. وهنا اسأل محافظ بغداد .. هل سمع بالاضطرابات والتظاهرات التي عمت مناطق الكريعات والحسينية والشعب والشعلة وهتافات الجماهير الواسعة التي طالبت باقالته من منصبه لانه لم يستطع تقديم الحد الادنى مما يفترض تقديمه من خدمات لهذه المناطق المأهولة بالضيم والمعاناة الشديدة والكوارث والاوبئة قبل ان تكون مأهولة بالناس ؟ . التاريخ لا يرحم احدا والثوار الذين انتفظوا في تونــس وثاروا ضد الدكتاتورية والاهمال في سيدي ابو زيد وفي شوارع القاهرة ربما يثورون ضد صلاح عبد الرزاق ويوقفون ابن شقيقته ويحاكمون الجميع على ما فرطوا بثروات وامكانات هذا الشعب الذي عانى الامرين من دكتاتورية النظام السابق وعدم وجود الاكفاء وانصاف المهنيين واتباع الاحزاب السياسية في النظام الحالي . اتحدى صلاح عبد الرزاق ان يأتي الى منطقة الحسينية او يتفقد المناطق المحرومة ، والحال الذي عليه الكريعات والشعلة والشعب واتحداه اكثر اذا وطأ بحذائه النظيف منطقة مأهولة بالضيم وهو القادم توا من شوارع اوكرانيا ومصافحة الوجوه الجميلة ومطاعم الدرجة الاولى هو وعائلته التي تقول المعلومات انها لم تكن على هذه الدرجة من الثراء والاسترخاء في عواصم الثلج ومطاعم المكدونولدز ! . اذا لم ير الناس فيك الرجل المسؤول الذي يعلق الطين بثيابه ويهطل المطر على راسه ويقضي يومه مع بقية الناس الذين يعانون من سقوط منازلهم فان التاريخ سيقيلك قبل ان يقيلك قرار من مجلس الوزراء او قرار من شعب المليون شهيد واذا كان العراقيون في مناطق بغداد لا يتحدثون بصوت عال ويرفعون اللافتات التي تدعو لإسقاطك واقالتك اليوم فانهم سوف يرفعونها غدا على رؤوس الاشهاد وسيتبين الخيط الابيض من الشفافية والنزاهة والاخلاص من الخيط الاسود من الخيانة وقلة المرؤة وغياب الشفافية وسرقة العقود واستخدام ثروات الدولة لصالح ثروة الحزب .. ان انتفاضة العراقيين التي بدأت في هذه المناطق الشعبية سوف تستمر وتتسع مع اننا نتمنى ان تنحصر مطالب الناس بتحسين الواقع الخدمي ولا تمتد الى شرعية النظام الوطني الذي ساهمنا جميعا بترسيخه عبر عظام شهدائنا وجلود ابناء شعبنا .