مقالات وآراء حرة
ورقة الاصلاح ورقة التوت
سعدي ميران
مذ اكل آدم وحواء تفاح الشجرة المحرمة حتى أدركا عريهما فأخذا من ورقة التوت ما يغطيا به عورتيهما.
كان ذاك في السماء . أما على الارض نجد سياسيي العراق المحترمين وهم يبحثون منذ عدة شهور عن ما يغطوا به عوراتهم ، فابتكروا ورقة الاصلاح.
ترى ما هي هذه الورقة التي ستغطي عورات سياسيينا ؟ وهل هي من السعة كي تغطي تلك العورات ؟ السؤال موّجه بالذات الى التحالف الوطني الذي ابتكر تلك الكذبة ، لكي يوهم نفسه والآخرين انه يسعى لتغطية العيوب والعورات ، وهي في نفس الوقت الحل السحري الذي عن طريقه سيكون العراق في مستوى البلدان المتطورة.!!!
التيار الصدري يقول لا وجود لمثل هذه الورقة انما هي مجموعة أفكار غير متفق على مضمونها ، والقائمة العراقية تريدها مؤطرة ومزركشة باتفاقية أربيل. والاخوة الكرد يلتزمون الصمت كأن الامر لا يعنيهم .
لو فرضنا أن ورقة التوت التي يحيكها التحالف موجودة . الا يمكن أن تكون مليئة بالثقوب !! ؟ وتصبح كما انها لم تكن .
أو تكون ضيقة لا تستر الا جزءا بسيطا والباقي يبقى مكشوفاً.
في الحقيقة لا اجد في ورقة التوت هذه الا كما تخبرنا قصة ملابس الامبرطور الذي كان يزهو عاريا وهو يظن انه يلبس اجمل الملابس ولم يجرؤ أحد من الكبار على استنكار الامر.
حتى صاح طفل صغير ان الامبراطور عاري . فصاح الجميع انه عاري .
أما في وضعنا هذا فقد دعت الكثير من القوى السياسية لعقد مؤتمر وطني شامل تطرح فيه كل الامور بدون شروط وتستمع فيه لكل الآراء لتجاوز الأزمات المتكررة والتي تقف عائقا لاعمار الوطن ،حتى ظهر ما يدعو الى حصر الامر بيد الكبار فقط لانهم اصحاب الحل والعقد.
على ما يبدو ان الامر مخيف ويكشف اموراً لا يراد لها ان تُعرف ،واذا ما كشفت تلك العورات لن تكفي لتغطيها كل اوراق التوت في العالم .
تحياتي للكبار.