| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين 7/11/ 2011                                                                                                   

 

ويبقى الـثـغـر بـاسـمــا... يـا خــلـيـج

المهندس فؤاد البصراوي

الكثيرون زعلوا وأنتفضوا بعد قرار رؤساء الإتحادات الخليجية بنقل دورة الخليج في كرة القدم الى المنامة عاصمة البحرين ,البعض فسر القرار بأنه سياسي والبعض الآخر قال إهانة والآخرون طالبوا بالإنسحاب , أقول لكل الأخوة الذين يحبون العراق ويعتبرون إن ماحدث هو مؤامرة مدبرة بليل بهيم لإيذاء العراق , كل هذا الكلام ينم عن حبهم للرياضة ويتمنون أن يروا بلدهم يقوم بما تقوم به الأمم الأخرى والأقل شأنا منا وأضرب مثلا على دولة صغيرة تكاد أن تختفي من الخارطة إذا ما وضعت بجانب خارطة العراق ألا وهي قطر ,, أقول دون أن أجامل أحدا مهما كان ومهما بلغ من شأو , هذه الدويلة ستنظم بطولة العالم بكرة القدم عام 2022 , لماذا؟! لأنها وببساطة وكما يعلم الجميع - أقصد الرياضيون والناس أجمعين - إنها تملك من المنشآت المتطورة والإهتمام البالغ ما يؤهلها لتنظيم الكثير من البطولات وبمختلف الرياضات,طبعا لا أنسى دولة الإمارات أيضا ولكن لو أتينا على بلادنا الكبيرة الحجم والغنية والمقطعة الأوصال وعديمة الأمن والأمان والمملوءة بالصراعات بين الأحزاب والكتل المتنافرة لهالنا ما يحدث لذا لا نستغرب إذا جاء القرار بنقلها - أي الدورة - وفوق كل هذا لا توجد منشآت رياضية بمستوى يليق بالعراق كدولة غنية وشعبها يعشق الرياضة ,, نعم بدأت الحكومة تبني المدينة الرياضية في البصرة , وهذا واجب على الحكومة تقدمه الى هذه المدينة المظلومة والمكلومة, مدينة تصدر 70 % من نفط العراق, مدينة هي العاصمة الإقتصادية للعراق والثغر الباسم له, مدينة تاريخية , حضارية , تكبدت الكثير نتيجة الحروب العبثية التي أفتعلها النظام الديكتاتوري البعثي سواء مع إيران والتي دامت 8 سنوات كانت البصرة على مرمى المدافع الإيرانية ولم تكد هذه المدينة الطيبة بأهلها تتنفس الصعداء من حرب ضروس حتى دخل النظام الغبي بمغامرة أخرى ألا وهي إحتلال الكويت ومحاولة مسحها من الخارطة حتى هاجت أمريكا ودول الغرب وماجت, وأرسلت جيوشها الجرّارة لتدمر كل البنى التحتية والفوقية على رأس الشعب العراقي, ليس حبا بدولة الكويت أو العرب إنما مصالحهم هُددت وبعد تدمير وقصف وقتل , قرارات لتجويع العراقيين وإضعافهم , وأصبحت البصرة مشاعا لكل من هب ودب حتى يوم الإحتلال ومرور جيوشهم المدججة بأحدث الأسلحة الفتاكة عبرالبصرة التي وقفت وحيدة بوجه الإحتلال ولم تستسلم بسهولة إلا بعد عناء وهي التي ما زالت مثخنة بجراح الحروب السابقة.

مع كل الغضب بقيت البصرة مزبلة كلها لأهلها ولكنها لم تتوقف عن إمداد العراقيين بإكسير الحياة ليبقوا أحياء وتبقى هي ضعيفة تعانى الشقاء. وبعد قرار إقامة دورة الخليج الرياضية في مدينة السياب - دورة إنشودة المطر - رغم فقر المنشآت الرياضية إلا أنها كريمة مع الأغراب , ورضيت بهذه الفرصة وبدأت الحكومة بإنشاء مدينة رياضية من فلوس البصرة وليس منة من وزير أو رئيس أو زعيم قبيلة , ولكن تلكأت الحكومة وكإنها تصرف من جيبها الخاص ,, وهي تغذينا نحن أهل البصرة من لحم ثورنا , وبين أخذ ورد وعر وجر , بدأت ببناء هذه المنشأة الرياضية الكبيرة خدمة للعراق كله , ولكن طلبات الخليجيين المتعددة والغريبة والمحيرة وأوامر مافيا الفيفا بمنع إقامة المباريات الدولية على أرض العراق ؟؟!! وبطء سير التنفيذ والحالة المزرية التي تبدو عليها مدينة المدن, جعل الخليجيين يديرون ظهورهم لهذه المدينة الباسلة , مدينة الفراهيدي والجاحظ وإبن الهيثم والحسن البصري وبشار بن برد ,مدينة السياب ومحمود البريكان ومحمود عبد الوهاب وفؤاد سالم وطالب غالي ورياض أحمد وأمل خضير وسيتا وسليمة خضير والبطل عبد الواحد عزيز(حامل برونزية رفع الأثقال في دورة روما الأولمبية العام 1960 والوحيدة في تاريخ العراق) وفالح حسن وصفي وحمزة قاسم ومنصور مرجان وهادي أحمد وعبد الرزاق أحمد وغيرهم الكثيرين من القامات في الفن والأدب والرياضة, ميناء العراق الوحيد والمطل على خليج البصرة كما كان يسمى أيام زمان , مدينة العلم والفن والأدب والنفط والماء والنخيل السامقات.

لا ينقص البصرة شرفا إذا لم تقم البطولة فيها بل يزيد البطولة فخرا وشرفا وسمعة عطرة أن تقام في البصرة الفيحاء,أول مدينة فتحت في الإسلام وفيها أول مسجد إسلامي في التاريخ , صحيح ينقص البصرة الكثير من التطور والتحضر , وعلى الحكومة أن تستمر في البناء فيها والتشييد ما يجعلها بمصاف المدن المتطورة والجميلة . فلتكن الدورة 22 في البصرة , ومن المؤكد ستكون البصرة العام 2015 أجمل وأنظف, ولكن بشرط أن لا تتوقف الحكومة المحلية وأبناء البصرة الطيبون على بذل كل ما يستطيعون من أجل بصرة جميلة متطورة , كما وإن تطور الإقتصاد البصري والإهتمام بالبنى التحتية سيجعلها تبز كل مدن الخليج القريبة منها والبعيدة وتصبح قبلة لكل الشركات الكبيرة والمستثمرة والسياح .

نطالب الحكومة ووزارة الرياضة والشباب بالإسراع في بناء المدينة الرياضية وعدم التباطؤ في تنفيذها بحجة عدم إقامة دورة إنشودة المطر.
شعبنا سيكون رقيبا عليكم وسيحاسبكم على كل زلة وأقول كما قال السيّاب :

"سيعشب العراق بالمطر"
ويذهب الردى



 






 




 

free web counter

 

أرشيف المقالات