| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين 7/12/ 2009

 

متى نكف عن نبش الماضي؟!

صادق جعفر محمد

اعتقد ان لا حاجة بي الى القول بأني شيعي قح.فأسمي يدل على ذلك . تربيت في عائلة شيعية . ولا انس ان والداي كانا يعنفاني ،وانا طفل ، إن انا نسيت القول "لعن الله يزيد .سلامُ الله على الحسن والحسين" بعد شربي الماء. ولا استطيع ان انسى ان الدم سال من صدري وانا الطم في ذكرى استشهاد الامام علي عليه السلام.

وترعرعت في هذا الجوحتى بلغت رشدي ، وصار بامكاني ان اهذب حبي لآل البيت واُعظـّم إعجابي بمآثرهم وخصوصاً مأثرة استشهاد الحسين عليه السلام . ولذا اجد من حقي ان اناقش بعض الممارسات الخاطئةالتي يقوم
بها الشيعة بأسم حبهم لآل البيت كالتطبير مثلاً الذي لا يقره غالبية المراجع العظام ان لم يكن كلهم. وحسن فعل الامام الخميني (قدس سره) حين امر بمنع التطبير في ايران . من دون ان ينتقص هذا من شيعيته ومن حبه لآل البيت .

جئت على ذكر هذه المقدمة لأخلص للحديث عن ما يجري هذه الايام من الاحتفال بعيد الغدير . فأن يقوم محبو الامام علي بزيارة مرقده امر يخصهم . اما ان تكرس الاذاعة الاوقات الطويلة للاحتفاء بالمناسبة والمبالغة في ذلك، وهي مرفق ، وان لم يكن حكومياً ، كما هو مفروض ، ممول من قبل الدولة فهو امر اعتقد انه غير مبرر . والاكثر من هذا ما قامت به مجالس عدة محافظات باعتبار يوم الغدير عطلة رسمية فهو امر غير مقبول ، خصوصاً وان العطلات الرسمية في العراق اليوم لا مثيل لكثرتها في غالبية بلدان العالم .

ثم لماذا يستمر نبش الماضي في قضية مضى عليها ما يزيد على الاربعة عشر قرناً ؟ في حين ان الامام علي (ع) قـَبل ، حفاظاً على وحدة المسلمين، ما لحقه من غبن في امر كان يراه حقه. وكان ناصحاً اميناً مخلصاً للخليفتين ابو بكر وعمر (رضي الله عنهما) ، وخصوصاً ايام الخليفة عمر الذي قيل انه قال : "لولا علي لهلك عمر".

لقد بذل رئيس الوزراء السيد نوري المالكي جهداً ليس بالقليل ليبعد عنه شبهة الطائفية . واعتقد انه نجح في ذلك، الى حد ما ، عن طريق تصديه الحازم للخارجين على القانون سنة كانوا ام شيعة في البصرة والعمارة وبغداد وديالى والموصل .

كما كسب ارتياحاً شعبياً ليس بالقليل عندما جرى السماح ببيع المشروبات الكحولية ، وفتح النوادي الليلية . غير ان هذا الارتياح صار يتراجع بسبب من ممارسات جهات محسوبة على حزبه ، كما هو حال محافظ البصرة ،مثلاً،واجراءاته التعسفية ضد اصحاب الحدائق ومرتاديها من الشابات والشبان.

واخيراً وليس آخراً ما أمر به محافظ بغداد ، وهو من حزب الدعوة ايضاً بغلق النوادي الليلية .

ان هذه الاجراءات ليست إلا "تبويشاً" للسيد المالكي ،كما سبق وقلت في مناسبة سابقة ، اراد ذلك من يقومون بها ام لم يريدوا. واخشى ان استمر السكوت على هذه الممارسات والاجراءات التعسفية وغير المبررة ان يأتي يوم يقوم فيه بعض الشيعة الطائفيين المتخلفين بالاحتفال بيوم اغتيال الخليفة عمر بن الخطاب، باعتباره يوم "فرحة الزهرة"!!

فهل يعي السيد نوري المالكي ذلك ؟ وهل سيبادر الى وضع حد لهذه الممارسات المفرّقة والضارة بوحدة الشعب؟
اننا نأمل ذلك حرصاً على سمعة رئيس الوزراء، وحفاظاً على ما كسبه من تأييد بسبب من مواقفه اللاطائفية.



 


6ـ12ـ2009


 

free web counter

 

أرشيف المقالات