| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

                                                                                 الجمعة 7/9/ 2012

     

نحو حلول جذرية عابرة للطائفية والاثنية .. للخروج بالبلد من ازماته الخانقة

كاظم فرج العقابي
Libra.1822@yahoo.com

ان الازمة العامة التي تشهدها بلادنا لا يمكن حلها عبر المشاريع المطروحة الان من قبل الاطراف الحاكمة لانها مشاريع ترقيعية لا تلامس جذر المشكلة , ناهيك عن غياب عنصر الثقة بين هذه الاطراف , فهي مشاريع تدور في فلك المحاصصة الطائفية والاثنية , فالمشروع الذي يطرحه التحالف الوطني يقال انه يحتوي على 70 نقطة ويسمى بورقة الاصلاح حيث كثر الحديث عنه في الاونة الاخيرة وقد تبين اخيرا انه مجرد كلمات ولم تصل وثيقة الاصلاح الى الاحزاب والكتل السياسية لحد الان  .

فالازمة في اتساع وتشعب في كافة مفاصل الحياة , والعلاقة بين الاطراف الحاكمة , رغم الدعوة الى التهدئة من بعض اطرافها , تتصاعد بين فترة واخرى , فالاتهامات والمساجلات والتهديدات تطلق من هذا الطرف او ذاك وتصعد معها مزاج الجماهير سلبا وتحاول ان تجيشهم طائفيا وقوميا شوفينيا .

من خلال المعطيات السياسية الملموسة والتي يتلمسها حتى اقل المواطنين وعيا ,يدرك بانها لا تؤشر بان هناك بصيصا من امل في حل الاشكالات العالقة بين هذه القوى , فجميع الكتل السياسية وحتى مكوناتها تسعى من اجل مصالحها الخاصة في محاولة للحصول على المزيد من المساحة في السلطة والقرار وجني المنافع المادية والجهوية , بينما يتجاهلون مصالح الشعب والوطن والذي يئن بالهموم والمشاكل من جراء سياستها الهوجاء والتي كانت سببا لاستباحة كرامته ومهيوبية الدولة والوطن , فاشتدت التدخلات في شؤونه الداخلية والانتهاكات لسيادته من قبل الدول المجاورة كتركيا وايران والسعودية وغيرها .

·     وللقضية السورية تداعياتها في تعقيدات وضعنا الداخلي  , فالكتل السياسية مختلفة مع بعضها ايضا في مواقفها تجاه هذه القضية فالتحالف الوطني بمكونات احزابه الشيعية تعمل للحيلولة دون سقوط بشار ونظامه بينما الكتلة العراقية بكل الوانها واطرافها تسعى للاطاحة به كذلك هي الكتلة الكردستانية والملاحظ ان جميع هذه الكتل تنظر الى هذه القضية من منطلقات طائفية وقومية لا غير.

ان الشعب السوري التواق الى تقرير مصيره بنفسه , والتواق الى الحرية والديمقراطية , انه يتطلع الى التغير ونقل السلطة سلميا وعبر الحوار الى ممثليه الحقيقيين من القوى الديمقراطية وليس الى القوى السلفية والاصولية بعيدا عن ممارسة العنف والخراب والدمار والممارسات الطائفية والتدخل الاجنبي  .

ان التعامل مع القضية السورية بمنظار وبطريقة طائفية من شانه ان يضعف وحدة شعبها واثارة الفوضى والقلق بين اوساطها ويعد تجاهلا لارادته وحقه في تقرير مصيره وتشويها لصورة المعارضة , ان تطورات القضية السورية في ظل الصراعات الداخلية والخارجية , ستلقي بظلالها على الوضع في بلادنا سلبا او ايجابا.

·     وقد بينت التجربة التي مررنا بها منذ 9/4/2003 ولحد الان , ان الصراعات بين الاطراف الحاكمة عندما تشتد , لا تفرج مع الاسف الشديد الا بالعصى الامركية وهنا جاءت زيارة قائد القوات الامركية للمنطقة الوسطى الى العراق والزيارة المرتقبة لبايدن , سيكون من بين اهدافها تحقيق تقارب بين هذه الاطراف وايجاد حلول وسطية فيما بينها وهم تواقين لمثل هذا التدخل المؤسف .

مع ذلك سيبقى البلد تتلبسه ازماته المختلفة بتدخل لامريكان من عدمه , مادام جذر المشكلة متمثلا بالمحاصصة الطائفية والاثنية . ان المواطن العراقي يتطلع الى تركيبة سياسية جديدة لعلها تكون منطلقا لبناء دولة المواطنة والمساواة تقررها الانتخابات القادمة , حينما تقام وفق قانون انتخبات ديمقرطي وتدار بحيادية من قبل مفوضية الانتخابات واستصدار قانون ديمقراطي ينظم الحياة الحزبية في البلد, واعداد سجل الناخبين وفق معطيات احصائية دقيقة وسليمة بعيدا عن احصائيات وزارة التجارة المشكوك في صدقيتها ودقتها  .
 


5/9/2012
 

 

free web counter

 

أرشيف المقالات