| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

السبت 7/5/ 2011

     

 من غرفة صغيرة  في " لوند" السويدية

علي بداي

ذات يوم وكنت لما أزل صغيرا ،فاز العراق في بطولة كأس العرب لكرة القدم ووجدت نفسي أهتف مع الهاتفين واصفق مع المصفقين ،ومنذ تلك اللحظة عرفت أن هناك شئ يجمعني مع هشام عطا عجاج وشدراك يوسف وزميلي في الصف بطرس فريدون و وجارنا أبو كمال وخالتي هو أنني عراقي مثلهم . منذ تلك اللحظة تعلمت أن هذا العراق الذي يجمعنا ، فيه غير أمي وأبي وإخوتي الصغار ،المندائي مثل جارنا أبو كمال والآشوري مثل زميلي بطرس والكردي مثل زميلي الآخر خليل . في تلك الأيام إكتشفت الوطن وها أنا الآن أعيد رؤية هذا الوطن في غرفة صغيرة مكتضة في الطابق الأرضي هي مقر الجمعية المندائية في " لوند".

كانت جدران الغرفة تؤرخ الأيام العراقية بفرحها ووجعها ، صورة لبغداد الجميلة، ثانية للنخيل الجنوبي المتمايل، ثالثة لتعميد مندائي، رابعة لوجه إمرأة شابة عليها شارة الحداد ، سألني من كان يجلس بجانبي من هي هذه المرأة؟ قلت: الا تعرفها ؟ إنها الفنانة العراقية الراحلة "زينب" فخرية عبد الكريم  أجاب ... أووه.... لم أكن أعتقد أنها مندائية!!

فقلت له مبتسما "ومن قال لك أنها مندائية ، إسمع يا صديقي :

 "من دخل هذه الغرفة فهو عراقي" ، هل سمعت بنادي التعارف ببغداد؟ أسسه المندائيون وهو رسميا ناديهم ولم أعرف ذلك الا بعد أن رأيت، من خلال أماسيه في سبعينيات القرن الماضي معظم الفنانين والكتاب العراقيين.  

تحولت هذه الغرفة الصغيرة الى خلية تعج بحركة دائبة ، "فلاح الصكر" يضع تليفون على كل من اذنيه ينظم عمليات إستقبال القادمين وترتيب أمور الإحتفال، أبو براعم يتفقد المدعوين والضيوف ويلبي إحتياجاتهم المتلاحقة، أم براعم تصرح بلهجة عمارية أنها أتت ب"شيلة" ومحبس من العمارة ، أحاديث عن الماضي الجميل الغارب وذكريات بدت لأول وهلة مطفأة تحت رماد السنين ما لبثت أن تلضت كجمر متوهج..

في جولتنا في مالمو أتحفني "صلاح الصكر" بمفردة جنوبية رائعة هي " نتفردش"  لم أسمعها منذ ثلاثين عام وهي مفردة ذات تأثير موسيقي عال يدل على المعنى مباشرة وهي أقوى من مفردة " نتبعثر" مرات .

في اليوم الأول نقلت الفنانة سوسن سلمان سيف ، ضيفة الإحتفال الى المستشفى ، وإنشغل المنظمون  بالحادث ، سيارات تتنقل بين فندق جنكيز خان ومكان الإحتفال، بين المستشفى وغرفة "الجمعية"، شبيبة جاهزة لتلبية أي طلب.

خلال الساعات الاولى للفعالية كنت أجلس الى جانب الشيخ ستار جبار الحلو رئيس الطائفة المندائية  في الصف الأول، قال لي أنه إلتقى أحدى ركائز النظام الحالي الذي طمأنه الى إحترام الحكومة "للجالية المندائية" !قلت له إحسبها علي يا شيخ لا تزعل لأن هذا السيد لا يعرف ما معنى الجالية!

قبيل أن أبدأ تلاوة بحثي إنتبهت الى أن المحفظة التي تحويه قد إختفت بظروف غامضة ، أوعز "سلام الصكر" خلال ثانيتين لأحد الشباب بإصطحابي الى الفندق لعلني نسيته هناك، وجدت شيئا آخرغير بحثي الأول .كان التنظيم على مستوى عال من الدقة والجاهزية ، لا مشاكل في قدوم الضيوف ، لا مشاكل في إدارة متطلباتهم رغم "مزاجية الوسط الفني والثقافي"

 لم أخف رغبتي في التحدث  أثناء وجود السفير وممثلي الحكومة، بالضبط لكي أضع الحروف تحت النقاط ، فما سمعناه من ممثلي الحكومة لم يكن حروفا بل سيل من النقاط المتبعثرة ، أردت أن أقول أن ما يجري في العراق هو عملية تزييف منظم للوعي، هو محاولة  إلغاء لكل اشكال الوعي والإبقاء على لوثة الوعي الديني الطائفي فقط.  وهذه الدولة التي تبنى الآن فاشلة لأنها بنيت لتلبية متطلبات البازار الديني، لذلك نرى كل شئ فيها الآن يباع ويشترى، من الصوت الإنتخابي حتى وظيفة شرطي في الباب الشرقي، ومن شهادات البكالوريوس والماجستير المباعة في سوق مريدي حتى وظيفة وزير دولة لشؤون النطق بإسم الحكومة ..هذه الدولة منشغلة بعض آذانها باسنانها في مهمة مستحيلة..  ، كيف نريد لها أن تتنازل عن بعض وقتها وتترك العض لتقف قبالة قامة عبد الجبار عبد الله؟ ماذا ستقول له ؟ دولتنا هذه لاتطيق الفاهمين ولا العباقرة ، فكيف نطلب من دولة وزرائها من خريجي المساجد لا يعرف أثقفهم لغة غير لغة أمه أن تحتفل بعالم عصامي وطني كان ينحت في الحجر لخلق جيل عراقي متنور؟

إنه طلب تعجيزي، فلو زرنا الجامعة التي أراد عبد الله أن يجعلها في طليعة جامعات العالم لصعب الآن علينا تلمس الفرق بين الجامع والجامعة، بل أن جامعات تحولت الى جوامع تقيم المآتم وطقوس اللطم في ساحاتها وقاعاتها ،وجوامع أدت دور جامعات تمنح الشهادات العلمية التي تؤهل أصحابها لدخول البرلمان.

 لكني مع كل هذا أردت أن أسأل الحكومة : لمن هذه الدولة التي نراها تتشكل الآن ؟ هل هي دولة مافيات كما يقول أعداؤها عنها أم أنها دولتنا التي تغربنا بسببها وعشنا المنافي والسجون من أجل الوصول اليها؟

مهما كان، فنحن إحتفلنا بعراق عبد الجبار عبد الله ، إحتفالا منظما ..على وزارات دولتنا أن تتعلم منه حين ستنتبه الى ضرورة إحياء مئوية العالم عبد الله ................في بغداد..

وانا أعد هذه السطور ، بحق فعالية " لوند" كان لابد لي من التوقف مليا إزاء ما نشر بإسم السيد زهير الخميسي في بعض المواقع  لأن فيه كلام باطل يراد منه حق، وكلام حق يراد منه باطل وبعض من "  خبيصة" لا يعرف أساسها.

فالإتيان بأحاديث ولقاءات قيلت عرضا ضمن حفل كبير وإعتبارها براهين دامغة لا يبدو أمرا مقنعا. كم من الناس إلتقينا ؟ وكم من الأحاديث تبودلت مع أناس لا يعرف أحدهم الآخر ؟ يصور السيد زهير نفسه في المقال وكأنه كان مرافقا دائما لي طيلة ايام الفعالية بينما لا تسعفني ذاكرتي (المعروفة بقوتها) حتى بملامح وجهه! كما أحاط السيد زهير سطوره بسيل من عبارات المديح لي ، أخشى ما أخشاه أنها جاءت لشراء صمتي.

1. يقول السيد زهير الذي سأضع كلامة بين أقواس " قبل كل شئ ولكي يعرف الناس سبب ألمي وخيبة أملي أذكر الموضوع كما أعرفه وارجو من الأستاذ علي بداي أن يصحح لي إذا وجدت أخطاء" ويبدأ بسرد موضوعه كالتالي:
(نشر السيد بداي النداء الموجه للحكومة العراقية ومجلس محافظة ميسان منتصف العام الماضي وحين ارسلت له رسالة شكر كمندائي وسألته إذا كانت جمعيات المندائيين في العراق والخارج قد إتصلت به للتنسيق قال لي : حضرتك أول مندائي يتصل بي!)

تعليقي: إذا كان السيد "زهير" هو ذات السيد "ابو زهير" الذي راسلني من كندا فهو لم يقدم نفسه كمندائي وبالتالي فالمعلومة غير صحيحة
2.
(اكاد اجزم ان السيد بداي هو اول من إنتبه للعيد المئوي للعالم عبد الله وبعد مبادرته اقيم إحتفال في شارع المتنبي ثم جاءت المحاولات الاخرى من قبل اطراف عديدة بعد ذلك بشهور.)

تعليقي : إذا كنت الأول أو الأخير ، المهم إننا الآن نحتفل فأين هي المشكلة ؟
3.
الفقرة كلها غير صحيحة ولا تحتاج بالتالي لتعليق

4.
 (سألته اذا كان هو عريف الحفل او المنسق فاجابني ان هذه الفعالية هي غير التي خطط للقيام بها في العراق وان دوره الان هو تقديم بحث حول تطور الوعي الاجتماعي في العراق خلال نصف قرن ودور عبد الجبار عبد الله في هذه العملية ).

تعليقي: لا أتذكر شخصا محددا سألني هذا السؤال مع ذلك فالسيد زهير يخلط هنا لأسباب أجهلها بين مبادرتي وفعالية " لوند" فماعلاقتي بعرافة حفل أنا ضيف فيه ؟.

5.
..(.فاين كان دور صاحب المبادرة علي بداي ؟ أتى دوره في اليوم الثاني ثاني المتحدثين كما كان مكتوبا في منهاج الإحتفال فقلت له لماذا رضيت بهذا ؟ قال لي المهم أن تنجح الفعالية) .

تعليقي: لا أتذكر هذا الحوار، يخلط السيد كاتب المقال مرة اخرى بين فعالية " لوند " ومبادرتي الموجهة بالاساس الى الحكومة العراقية.

 .6( مر المتحدثون واحدا بعد آخر وكنت أجلس بجانب علي بداي في الصف الثاني وكان دوره يتزحزح الى آخر القائمة تماما وهو ينتظر، وفي لحظة معينة قال لي : أعتقد أن هناك ما يحدث! سوف ألغي مساهمتي وأكتفي بعرض مجرى تعامل الحكومة والمؤسسات المختلفة مع مبادرة الإحتفال بعبد الجبار عبد الله أمام وكيل وزارة الثقافة والملحق الثقافي ولكني لن أنسحب) .

تعليقي: لم أكن جالسا في الصف الثاني بل في منتصف القاعة ولم أقل لأحد "سوف ألغي مساهمتي" بل قلت" لقد فقدت محفظتي"
7. (بعد دقائق حدثت الطامة الكبرى حيث غادر وكيل الوزارة والملحق الثقافي فجأة فقام هو لاحقا بهما وركضت معه لأني شعرت أنه قد شعر بألم غير ملامحه ،وأؤكد على أنه لم يتكلم معهما بل مع المرافق "فلاح الصكر" حيث قال له أنه يود أن يقول كلمته بحضور ممثلي الحكومة فرفض ممثلو الوزارة ومضوا في سبيلهم!)

تعليقي: هذه الفقرة هي وصف لما حدث ولكن بإخراج جديد فالسيد زهير أدخل نفسه في المشهد عنوة، أنا قمت وحدي لأن ما أردت قوله كان موجها للحكومة ومبني على صلاتي بها، وحين عدت قلت لمن حولي أنني تكلمت مع السيد "فلاح الصكر" وليس مع وكيل الوزارة  فهذه هي الأصول ، ولكن لا سلطة للسيد فلاح على حمل وكيل الوزير على البقاء.

8.
(لم يذكر "علي بداي" ومبادرته حتى ولا بكلمة واحدة من قبل أديبتنا "راهبة الخميسي" التي كانت تطيل بكلمات التقديم والتعظيم للمتداخلين والباحثين ولا من قبل عريف الحفل " صلاح الصكر" )

تعليقي: السيدة "راهبة الخميسي" لا تعرفني ومن المحتمل أنها لم تسمع بالموضوع كله فما معنى هذا الكلام ؟ كما أنها لم تكن موجودة أثناء صعودي المنصة أما علاقتي بالسيد " صلاح الصكر" فهي كعلاقتي بباقي أفراد العائلة مبنية على الإحترام المتبادل والود ولم ألمس من العائلة كلها سوى التقدير لي ولكل المدعويين وقد كانت قلوبهم وبيوتهم مفتوحة لنا رغم إنشغالاتهم المضنية بالإعداد للإحتفال.

كلمة أخيرة: يخيل لمن قرأ ماكتب السيد زهير الخميسي أن الدافع من وراء كتابته هو الحرص على إنجاح فعالية مئوية العالم عبد الله، ورغم الإلتباس الحاصل في كل الموضوع ، وتزاحم الحقائق مع اشباهها ومع اللا حقائق في سطور مقالته (ورغم وجود خيوط تدل على حبكة غير موفقة مثيرة للتساؤل) سأفترض سلامة النية فأقول : أيها السيد زهير الوقت لم يفت بعد فأنت تعرف أن عنوان مبادرتي هو " عام 2011 عام العالم العراقي عبد الجبار عبد الله " بإمكانك المبادرة وتنظيم إحتفال في كندا وإذا دعوتني اليه سأحضر على حسابي الخاص ، أما إذا كانت فعاليتك أكثر تنظيما وحيوية من فعالية" لوند" فسأكون أول من يكتب عنها ويشيد بها !أعدك..سوف لن أغمط حقك!

 


 

free web counter

 

أرشيف المقالات