الأثنين 6/12/ 2010

الزعيم ابو باخوس العظيم!! عبدالرضا الحميد في الرياح السيئة ـ يقول النواب مظفر ـ يستفتى القلب ، والانتخابات بمواصفاتها وقواعدها اللاديمقراطية الغريبة العجيبة عندي من الرياح السيئة، فهي مثل البحر الهائج لم تقذف لشطآننا الا الزبد والفطائس وجبال الموج الكاذبة. ولذا لم ولن اقربها مرشحا ولا ناخبا، فلا املك في الدنيا الا صوتي ولن افوض غيري بالتعبير عنه ولو كان توأمي خلقا واخلاقا وموقفا، فما بالك بالمرشحين عابري البلدان والقارات، والقوائم التي تعد طبخاتها في مطبخ هذه الدولة او تلك مما لايهمها ان وقع العراق على الموت او وقع الموت عليه ، قدر ما يهمها ان يفوز مرشحها المجند ليخدم برامجها وينفذ مطامعها في هذا البلد. الخاطبون ودنا من بعض القوائم كثرت طرقاتهم على ابوابنا ايام الانتخابات بغاية استدراجنا الى مذبح الترشيح، وما من احد منهم الا وعرض علينا انهارا من العسل، ومحيطات من الوعود القوس قزحية دون ان ينسى فتح شهياتنا لمناصب ومنافع لم يجد حرجا ولا حياء في الحديث عن ما تنزله من نعم وثروات ووجاهات وخدم وحشم وسيارات محصنات وسفرات الى العالم كله من غابات نساء الامازون الى جزر حسن النواب الاسترالية. وما من احد قضم من وقتنا ما قضم الا وذكرني بالزعيم ابي باخوس العظيم. وابو باخوس العظيم شاعر عبثي تعرفت اليه اوائل الثمانينيات من القرن الماضي، شاعر مفتون بالخمرة فليس ثمة مفردة في حياته غير مغمسة بالخمرة، حتى انه لما رزق باول طفل اطلق عليه اسم اله الخمر (باخوس العظيم)، ولم يجد ضيرا عندما رفضت موظفة دائرة الاحوال المدنية تسجيل ولادة ابنه بدعوى ان الاسم غريب وغير معروف وغير جائز تسجيله حسب التعليمات، في ان يحاول اقناعها بأيسر وأسلم وأسرع الطرق فأشهر هويته التي تثبت انه شاعر امام الموظفة كي يكسب طمأنينتها وليفسر لها معنى اسم باخوس العظيم. ولما رأى ابتسامتها قال لها:( من حقك الا تعرفي من هو باخوس العظيم فلو كنت قد قرأت التاريخ العربي الاسلامي جيدا لما جهلت هذا الاسم العظيم). ولما حاولت الموظفة ان تعبر عن اندهاشها او استنكارها لحكمه لم يترك لها مجالا اذ قال:(ان باخوس العظيم هو اسم احد صحابة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، وواحد من فرسان الغزوات الذين لا يشق لهم غبار، فان اردت تسجيل اسم ابني باسم هذا الصحابي فلك الشكر وان لم تردي فلي حق الشكوى عليك بانك ترفضين تسجيل الابناء باسماء الصحابة)، ولم تجد المرأة غير ان تعجل بتسجيل اسم ابنه كما اراده( باخوس العظيم) وتخلص بجلدها. ومن حكاياته الغريبة حقا ان والده توفي ذات صباح فارسله عمومته لجلب التابوت وانقدوه مبلغ استئجاره لكنه لم يعد الا اواخر الليل سكرانا ثملا فقد ذهب بالمبلغ الى اصحابه ودعاهم الى سكر وعربدة في احد نوادي تلك الايام، ولما سئل وعوتب من قبل ذويه على سوء فعله هذا انتفض بهم قائلا :( انا لم اقل له مت فمن قال له ان يموت؟ اما وقد مات فان بامكانه ان يذهب ويستأجر التابوت الذي يريد فهو الميت ولست انا). وسر تذكري لابي باخوس هذا انني فوجئت ذات مرة وفي احد ايام حمى الانتخابات النيابية السابقة بصديق وشوش بأذني بأن ابا باخوس صار ذا شأن كبير فهو زعيم لحركة سياسية وعنده مكاتب ومنتسبون وسواق وحمايات وسيارات واجتماعاته في فنادق الخمس نجوم مع فلان وعلان وفلتان وزهكان بعد ان استولى على احدى البنايات الحكومية وحولها الى مقر لحركته وصار يجبي ايجارات محلات تلك البناية لصالحه وكأنها ملك ورثه عن ابيه الذي مات دون ان يستأذنه. قلت لصديقي حينها : من المؤكد انه لو فاز لاقترح فرض الخمرة قسرا على المواطنين او لطالب بتأسيس دائرة الخمور والكحول شبيهة بدائرة الماء والمجاري مهمتها ايصال انابيب الخمور الى دور المواطنين. لكن فاجعتي كانت عندما قهقه صديقي وقال: انه يشربها الان بجنون اشد من ذي قبل لكنه لايستطيع ان يجاهر بذلك لان الحركة التي يتزعمها ليست ديمقراطية او ليبرالية مثلما قد يخيل اليك انما حركة اسلامية!!!!