| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأثنين 6/12/ 2010

     

ألي بيته من زجاج عليه عدم رمي الناس بالحجارة

عبد الرزاق الحكيم *

السيد كامل الزيدي ... رئيس مجلس محافظة بغداد ... هل ممكن أن تعلمنا وتطلعنا ...عما هو تاريخك النضالي...؟ وفي أي حزب وطني كنت...؟ لم نسمع بك قياديا أو مناضلا أو نصيرا قد كلفت بمهمة وطنية ... من قبل ...أو قارعت النظام الدكتاتوري ... ولكن فلتة الزمن قلبت الموازين .

يا رئيس مجلس العاصمة بغداد ... كيف تصف أبرز مثقفي العراق وكوادر الثقافة العراقية وحاملي شعلتها التي لا تنطفئ ... من كتاب وأدباء وعلماء وحقوقيين وصحفيين ومهندسين وأطباء و مسرحيين وسينمائيين وموسيقيين وغيرهم من النساء والرجال ... بأنهم مأجورين... ماهي الحصانة التي تمتلكها ومن أين امتلكتها ... لكي تصف هذه الجمهرة من مبدعي الثقافة ... بالمأجورين ...!؟

وأنت الذي يجب عليك أن تكون ممثل للمجتمع البغدادي الذي أوصلك إلى هذا الكرسي ، باعتبارك رئيس مجلسه المنتخب ... عليك الاتزان فيما تقول لأنك في موقع المسؤولية والمساءلة في حالة وقوعك في الخطأ ... والآن أنت وضعت نفسك تحت المساءلة في وصفك للمثقفين ( بالنفر المتوهم ... والمأجورين) أي نفر تتكلم عنهم وتصفهم بهذه النعوت المستهجنة ... وأنت من أي نفر تكون...؟ الإناء بما فيه ينضحُ . ونتساءل أيضا... هؤلاء مأجورين لمن ...!؟ ومن يدفع لهم الأجور ... هل هي إيران ؟ أم السعودية ...أو من تقصد ..؟

هل تعتقد حضرتك بأنك في موقعك الوظيفي الذي يتطلب منك خدمة الناس وقضاء حاجاتهم واحتياجاتهم بما يقر قانون تأسيس مجالس المحافظات وواجباتها الأساسية هي الخدمة ... خدمة من انتخبوك ... وليس أن تصبح عليهم سيف مسلط وتستخدم صلاحياتك ضد الحريات العامة .

هل تعتقد انك في موقعك هذا ، بأنك فوق مستوى هؤلاء الفطاحل في المعرفة والثقافة والعلم والنضال ومقارعة النظام المقبور ، وهم أباء وأخوة وأبناء شهداء ... ضحوا بأنفسهم من اجل الحرية والديمقراطية والكرامة ... وبعد سقوط النظام يخرج نفر آخر يصفهم بالمأجورين والمتوهمين ... هل كنا نناضل طيلة 50 سنة مضت من اجل أن يأتي نفر يصفنا بهذه النعوت ...!؟ 

عار على كل المثقفين أن لم يوجهوا رصاص أقلامهم وأصوات أفواههم ... لتعرية هذه السياسة الظلامية التي تريد تركيع الشعب وقواه الحية ومثقفيه ... وتسير بهم إلى دولة قندهار جديدة في العراق الجديد...!؟

سوف نستخدم كل الأساليب السلمية التي كفلها الدستور والقانون والأعراف و المواثيق الدولية ... نستخدم التظاهرات العامة الجماهيرية والاعتصامات والعصيان المدني ... لكي نسقط هذه الرموز التي تستخدم الديمقراطية في جزءها الانتخابي كمطية لإلغاء الديمقراطية وإفراغ محتواها ونسقط هذه السياسة الرجعية الظلامية ... ولا احد فوق الدستور والقانون .

سبق وان اصدر مجلس محافظة بابل قرارا بمنع الموسيقى والغناء في مهرجان بابل ، وهم على علم ببرنامجه الاحتفالي الذي يضم الموسيقى والغناء والمسرح ، بالإضافة إلى الشعر وغيره ...هو مهرجان وليس ندوة شعرية أو أدبية ...عجيب أمور غريب قضية..!

ومن ثم وعلى نفس النهج والسياسة المتلبسة بالإطار الديني ... تمنع السيرك القادم من بلاد الثقافة والتقدم والرخاء الاجتماعي والمساواة والحريات والديمقراطية من العرض .
وتغلق النوادي الاجتماعية والثقافية .. أو إفراغها من فعالياتها الثقافية التنويرية ونشاطاتها الاجتماعية وهي أسست لهذه المهمة النبيلة ، وقائمة منذ عقود من ثلاثينات القرن الماضي .

تهدد باستمرار حفلات الأعراس التي تستخدم الموسيقى والغناء وتحرق القاعات وتهاجم بالرصاص والويل والوعيد من يرتكب المعاصي ... كأنه ليس عرس ولا فرح ... كما تقول سيدتنا الفاضلة الأم المسكينة التي خرجت في قناة الفيحاء الفضائية ، وهي تعكس معاناة اغلبية الناس ( جا هية ولية ... نريد نعرس ونريد نفرح ) ، فهي بذلك تدين ممارسة القمع والجور والظلم والاضطهاد .

التساؤل الآتي يطرح نفسه ... إلى أين ترمون الوصول ... عبر التسلط والسلطة ...؟ إلى وطن بدون حريات ... والى شعب بدون كرامة ...والى إعادة إنتاج الدكتاتورية وباسم الدين والشريعة هذه المرة ، حيث سبقتها دكتاتورية باسم العروبة وفلسطين ... نعم السجين يتطبع بطباع جلاده ... حكمة تطبق اليوم وبإصرار على خنق الحريات والاضطهاد والقمع وحتى القتل .

قانون المحافظات وتوزيع الصلاحيات بين المركز والمحافظات أجاز تسهيل الإجراءات و الخدمات للمواطنين ، ورصدت الميزانيات الضخمة لهم من اجل إعادة البناء ، وفي كافة المجالات ... الاجتماعية ... الخدمية ...الاقتصادية ... السياحية ... الثقافية ، وتحسين المستوى ألمعاشي عبر التشغيل والاستثمار وتوفير فرص العمل للعاطلين والإسكان وتعبيد الطرق وتحسين حالة المجاري والصرف الصحي والماء الصالح للشرب والكهرباء والجسور وإنشاء النوادي الثقافية والرياضية والترفيهية لراحة الناس ولرخاء عيشهم ... كلها تحتاج إلى خدماتكم ... أيها المتسلطون على مجالس المحافظات ... هذه هي مهامكم .. وليست غلق النوادي وفرض الحجاب والاعتداء على الناس وسلب حرياتهم ، وفرض شرعة غريبة عن المجتمع العراقي منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة ... بل حتى منذ عهود الإمبراطورية البابلية والأشورية والاكدية وفي عهود الخلافة الأموية والعباسية وما بعدها ...

على من يستلم المسؤولية عدم استخدام الدين والشريعة وفرضها على الناس ... لشعب فيه مكونات عديدة ومشارب وأفكار مختلفة وإيديولوجيات متقاطعة وطوائف واديان ومذاهب وقوميات متعددة .... الدستور العراقي يكفل الحريات واحترام الأديان والمذاهب وتنوعها ويكفل الحريات العامة ... ولا سلطة غير الدستور ... وكل القرارات التي تحرم الحريات العامة وتمارس القمع والاضطهاد ، مرفوضة ومدانة ومستنكرة .

البيت العراقي /لاهاي /هولندا ... يستنكر ويدين كافة الممارسات في خنق الحريات العامة وفي غلق النوادي الثقافية والاجتماعية... مراكز الإشعاع الثقافي والأدبي والفكري ، بالإضافة إلى الترفيه والراحة والاستقرار والتلاحم والتكافل الاجتماعي .

ندين ونستنكر الممارسات في خنق الثقافة بكافة تجلياتها ... الندوات ، والاماسي ... الأدبية... الفنية... الغنائية... الموسيقية ... المسرحية ... الرياضية ... الفنون التشكيلية ...وغيرها .

ندين ونستنكر غلق السينمات والمسارح ... واستعمالها مخازن بضاعة بايرة وخردة وبالات ملابس مستخدمة في عراق الحضارات والنفط وبلاد الرافدين دجلة والفرات .

ندين ونستنكر غلق نادي اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين ... الذي لم يتمكن المقبور صدام من غلقه
 
نتضامن معكم و نشد على أيدي حاملي الفكر النير ... الفكر الوطني ... التقدمي ومثقفي شعبنا الإبطال

 

6/12/2010


* رئيس جمعية البيت العراقي /لاهاي/هولندا






 

free web counter

 

أرشيف المقالات